 | | ساركوزي يتعهد بالعمل لدمج المهاجرين |
باريس، فرنسا (CNN)-- كشف الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي الجمعة عن خطة ضخمة لإنعاش الضواحي المحيطة بباريس، والتي تضم الكثير من المهاجرين العرب والأفارقة، تهدف إلى تغيير واقع الحال في المنطقة التي شهدت خلال الأعوام الماضية أعمال عنف واسعة بسبب مصاعب تتعلق بالاندماج والوضع الاقتصادي. وتضم الخطة حزمة من التقديمات الاقتصادية، تفوق قيمتها 700 مليون دولار، إلى جانب الدفع بأربعة آلاف شرطي إضافي إلى أحيائها لفرض الأمن و"شن حرب لا رحمة فيها" على تجار المخدرات بحسب تعبيره. وفي خطاب بثه التلفزيون الفرنسي الرسمي، تعهد الرئيس الفرنسي أيضاً بدفع 200 عنصر إضافي من القوات الخاصة إلى الضواحي المعنية لفترة قد تمتد حتى ثلاث سنوات، وذلك لتعزيز الإجراءات الأمنية. ويأمل ساركوزي أن تؤدي خطته إلى استتباب الأمن في ضواحي باريس وتحسين مستويات العيش فيها، وهو مطلب بات ملحاً بعدما غطت سحب الدخان الناجم عن أعمال العنف والتظاهرات فيها باريس بأكملها لمرتين خلال الأعوام القليلة الماضية. وكانت المرة الأولى عام 2005،وهي الأخطر، فيما كانت المرة الثانية في نوفمبر/كانون الثاني الماضي، حين أشعل شبان غاضبون النار في مبنى واشتبكوا مع رجال الشرطة إثر مقتل اثنين من أصدقائهم كانوا على متن دراجة نارية اصطدمت بعربة عسكرية. وخلال الخطاب، أبدى ساركوزي رغبته في القيام بالمزيد من الجهد لضمان اندماج أبناء الضواحي الذين ينحدر معظمهم من عائلات مهاجرة في المجتمع الفرنسي، كما تعهد بالعمل على خفض نسبة التسرب المدرسي بينهم، والتي تبلغ سنوياً أكثر من 150 ألف طالب. كما عرض مدارس خاصة لأبناء تلك الضواحي ممن تركوا الدراسة منذ زمن، مع توفير فرص للعمل والعيش لهم. ولامس الرئيس الفرنسي صلب مشكلة المهاجرين في خطابه، والتي تتمثل في تذمرهم مما يعتبرنه "تفرقة عنصرية" بسبب أصولهم قائلا:"أريد أن أقول لهؤلاء الفتية الذين يعتقدون أن جزءا من المجتمع الفرنسي يكرههم أن أحداً لن يحكم عليه مسبقاً بسبب لون بشرته أو عنوان مسكنه." وتتضمن خطة ساركوزي تخصيص 724 مليون دولار أمريكي لتحسين المواصلات في الضواحي من أجل اجتذاب المشاريع الصناعية وتخفيف حالة العزلة التي تعيشها تلك المناطق. ويقطن الضواحي مجموعات من المهاجرين العرب والأفارقة، وتعد موجة العنف التي اندلعت بينهم في العام 2005 الأقوى أثراً، إذ استمرت لثلاث أسابيع، وأجبرت الحكومة خلالها على إعلان حالة الطوارئ. | 
