/العالم
 
1400 (GMT+04:00) - 30/07/08

"نمرود" .. يخيف طواقم سلاح الجو الملكي البريطاني!

تقرير: إلهام نخلاوي

 

أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن ''نمرود'' سيواصل التحليق

أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن ''نمرود'' سيواصل التحليق


 
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة(CNN) -- وجهت نتائح تحقيق بريطاني في انفجار طائرة عسكرية في أفغانستان ومقتل جميع أفراد طاقمها عام 2006 ضربة قوية لوزارة الدفاع بإعلان المحقق أن "نمرود"، طائرة التجسس التي تمثل عصب سلاح الجو الملكي، تشتمل على عيوب في التصميم ولم تكن صالحة للطيران، على الإطلاق.

وتحدث المحقق أندرو وولكر، في ختام تحقيقاته حول حادثة تحطم طائرة من هذا الطراز في أواخر مايو/أيار الماضي، عن اعتقاده بوجود عيب في تصميم طائرة الاستطلاع العسكرية "نمرود MR2"، وطالب بوقف الأسطول عن التحليق.

وكان الحادث قد أسفر عن مصرع 14 جندياً بريطانياً، 12 منهم من أعضاء السرب 120، ومقره قاعدة سلاح الطيران الملكي في كينلوس بأسكوتلندا، بجانب جنديين أخرين.

واعتبر الحادث حينها بأنه يشكل أكبر خسارة بشرية يمني بها الجيش البريطاني منذ حرب فولكلاندز عام 1982.

غير أنه رغم تقرير وولكر، فقد أكدت وزارة الدفاع بأن الطائرة آمنة وأنه لن يتم سحب الأسطول، المكون من 15 طائرة، من الخدمة، الأمر الذي أثار ثائرة أهالي الضحايا.

لكن قرار وولكر وضع الحكومة البريطانية في موضع حرج بالغ بانتقاده فشل الحكومة في إدراك المخاطر المتأصلة في نمرود MR2 طوال سنوات تحليقها الـ37، وإخفاقها في تلافي أخطاء التصميم التي أدت لانفجارها أثناء تزودها بالوقود في الجو، خلال مهمة تجسس في أفغانستان عام 2006.

ورفضت وزارة الدفاع التعقيب على نتائج التحقيق، إلا أن وزير الدفاع ديز براون عاد لاحقاً ليؤكد أن تغييرات أدخلت على "نمرود" ستجعل من الطائرة العسكرية أكثر أمناً.

وأضاف قائلاً: "سلامة وأمن قواتنا على سلم أولوياتي المطلقة."

واكتفى السير باري ثورنتون، كبير مهندسي سلاح الجو البريطاني RAF بإعلان وقف "نمرود" عن التزود بالوقود في الجو واستخدام أنظمة الهواء الساخن جداً في الطيران، مضيفاً: "وبذلك تتبدد أي مخاطر لفت إليها المحقق ناجمة عن أخطاء خطرة في تصميم الطائرة منذ الثمانينات."

وأردف قائلاً: "لن نطالب جنودنا بالطيران في طائرات هناك شكوك في مدى أمانها."

ورغم تأكيدات الناطق باسم سلاح الجو الملكي بالرد على كافة استفساراتنا، إلا أن الجهة  التزمت الصمت التام حيال تساؤلات CNN بالعربية بشأن تصريحات ثورنتون وكونها تأكيدات غير مباشرة على وجود خلل في الطائرة، وما تناقلته صحف بريطانية عن استقالة طواقم الأسطول جراء مخاوف حول صلاحية الطائرة.

هناك مزاعم خلل في تصميم الطائرة العسكرية التي توزاي نظيرتها الأمريكية أواكس

هناك مزاعم خلل في تصميم الطائرة العسكرية التي توزاي نظيرتها الأمريكية أواكس

وخلصت الاستقصاءات التي أجراها "مجلس التحقيق" التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني RAF، إلى أن تهالك بعض العناصر الأساسية إلى جانب افتقارها أجهزة مكافحة الحريق الحديثة، ضمن "المقومات المساهمة" التي تسببت في الحادث.

وإثر الحادثة، علّق سلاح الجو البريطاني طلعات طائرات "نمرود" لفترة مؤقتة، إلا أنه عاد وأمر بوقف الأسطول عن التحليق لأجل غير مسمى، بعد حادثة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007.

وعقب وولكر أثناء إعلان نتائج تحقيقه قائلاً: "لا أرى مناصاً سوى رفع تقرير إلى وزير الدولة بضرورة حظر طيران أسطول ’نمرود‘ ومنعه من التحليق إلى حين تلبيته لأدنى المعايير المقبولة والممكنة."

وانتقد أسلوب سلاح الطيران "المتعجرف" في التعاطي مع قضايا الأمن والسلامة وطالب بحظر تحليق أسطول "نمرود" للحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا.

وقال وزير القوات المسلحة، بوب أينثوورث: "إن طائرة ’نمرود‘ تنقذ الأرواح في مناطق العمليات بصفة يومية.. وإن لم يكن السرب آمناً لكنا أوقفناه عن التحليق.. إنه آمن بالتدابير التي تبنيناها.. ولتلك الأسباب لن نوقف الأسطول عن الخدمة."

ونقلت بعض الصحف البريطانية، منها "التلغراف"، أن وزارة الدفاع تعترف سراً بأن الأسطول الهرم مليء بالعيوب رغم تأكيداتها العلنية بنقيض ذلك.

وضم كريس ويتس، خبير الطيران من "مجموعة جين للمعلومات Jane" لـCNN بالعربية، صوته إلى مطالب إحالة "نمرود" للتقاعد، قائلاً إن المطلب صحيح "تقنياً" بالنظر إلى وضعية الطائرة، المدعومة بالأدلة الموثقة، في مناطق الحروب.

وذكر ويتس أن تسرب الوقود أثناء التزود به في الجو أدى لاشتعال الطائرة أثناء تحليقها على ارتفاع شاهق، وتحوّلها إلى كرة من اللهب فوق أفغانستان، مشيراً أن الضحايا من الطاقم عجزوا عن التصرف نظراً لافتقار الطائرة لأنظمة لإخماد الحرائق.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" شهادة مهندس بارز من "أنظمة BAE" للصناعات الدفاعية والطيران - الشركة المصنعة لنمرود - أمام لجنة التحقيق، أن الذين صمموا الطائرة، قبل قرابة أربعين عام، أغفلوا تهيئة الطائرة بنظام للحماية من الحرائق، في أكثر المواضع عرضة للخطر في الطائرة.

ورجح الخبير الدولي تواصل الدعوات لإحالة "نمرود" - وهي نسخة مطورة من طائرة DeHavilland Commet - أول طائرة ركاب نفاثة في العالم -  للتقاعد،  حتى إدخال البديل نمرود MRA4 - إلى الخدمة عام 2010.

وتقدمت وزارة الدفاع البريطانية بطلبية إلى BAE لتحديث أسطول "نمرود" عام 1995، إلا أن عوائق اعترضت البرنامج التحديثي، منها التكلفة العالية، مما أدى لتأخيره نحو 13 عاماً، بحسب ويتس.

وأشار خبير الطيران أن التأخير في تسليم  MRA4 لعب دوراً لا يستهان به في كارثة عام 2006.

مضيفاً أن النسخة المتطورة من "نمرود" تتميز بأحدث التقنيات الحديثة، كما ستساعد الزيادة في طول الأجنحة من قدرة الطائرة على التحليق فوق المياه ومناطق العمليات العسكرية لساعات أطول.

ومن المتوقع التحاق MRA4 بأسطول سلاح الجو الملكي البريطاني عام 2010، بحسب الخبير الدولي.

وأدخلت "نمرود MR2" إلى الخدمة في مطلع الثمانينات، ولعبت الطائرة دوراً محورياً في حرب جزر الفوكلاند وحربي الخليج الأولى والثانية وأفغانستان، فضلاً عن  نزاعات أخرى، وفق يتس.

وتنحصر مهام الطائرة في القيام بعمليات التجسس والقيام بطلعات استكشافية للقوات البرية وتقديم دعم الاتصالات لها، بجانب عمليات التجسس البحرية، والحروب المضادة للغواصات.

وتناقلت معظم الصحف البريطانية تقارير استقالة عدد من طواقم "نمرود" على الأقل، بسبب مخاوف من سلامة أنظمة الطائرة.

ونشرت صحيفة "الانديبندنت" مزاعم خبير الطيران، ديفيد مورغان، الذي أكد علمه باستقالة عشرة من أفراد سرب "نمرود" بسبب مخاوف تتعلق بصلاحية الطائرة.

واقتبست عن مورغان، أحد عناصر طواقم "نمرود" لعقدين من الزمن، قوله: "أعرف عشرة من أفراد الأسطول غادروا القاعدة الجوية الاسكتلندية بسبب مخاوف من الطائرة."

advertisement

ويقوم على تشغيل الطائرة السربان 120 و201، وكذلك السرب الاحتياطي 42، وتعد الأجنحة الثلاث من أقدم أسراب سلاح الجو الملكي البريطاني.

ويتكون طاقم الطائرة من 13 فرداً هم: طياران اثنان بجانب مهندس للرحلة، وثلاثة ضباط أنظمة أسلحة، وسبعة من مشغلي أنظمة الأسلحة العاملين على تشغيل أجهزة الاستشعار المعقدة بالطائرة.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.