| بيتانكو.. خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس الكولومبي |
بوغوتا، كولومبيا (CNN) -- بعد عملية نوعية تمكنت خلال القوات الكولومبية من إطلاق سراح مجموعة من الرهائن الذين اختطفتهم القوات المسلحة الثورية المعارضة، ناشد الرئيس الكولومبي، ألفارو أوريبي المسلحين اليساريين في بلاده من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديهم والشروع في محادثات سلام مع الحكومة، وفي الأثناء، وصل الرهائن الأمريكيين إلى بلادهم على متن طائرة خاصة. وتأتي مناشدة أوريبي هذه بعد ساعات على العملية العسكرية الجريئة التي نفذتها قوات خاصة وخدعت عناصر القوات المسلحة الثورية "فارك"، بواسطة التنكر كأعضاء في مجموعة مسلحة أخرى، ستنقل الرهائن إلى معسكر آخر في البلاد. وقال أوريبي في مؤتمر صحفي جمعه مع الرهينة أنغريد يتانكور، المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية والعضو في مجلس الشيوخ المحلي: "نرغب في أن يبدؤوا (فارك) بإطلاق سراح باقي الرهائن المحتجزين لديهم." وامتدح أوريبي القوات التي ساهمت في إطلاق سراح الرهائن قائلاً إنها "ستدخل في سجل أبطال الإنسانية." العملية الجريئة وكان وزير الدفاع الكولومبي، خوان مانويل سانتوس، قد أعلن الأربعاء أن الجيش الكولومبي نجح في إنقاذ 15 رهينة كانت "القوات المسلحة الثورية" وهي فصيل مسلح يساري متمرّد، قد اختطفتهم في مناسبات مختلفة، وفي مقدمتهم المرشحة الرئاسية السابقة، أنغريد بيتانكور، وثلاثة أمريكيين آخرين. وكانت المرشحة السابقة، وهي سيناتور سابق في مجلس الشيوخ المحلي، قد تعرضت للاختطاف في فبراير/شباط 2002 على يد الثوار خلال جولة انتخابية لها، وذكر العديد من الرهائن الذين أطلق سراحهم في السابق أن حالتها الصحية سيئة للغاية. وتعتبر المجموعة المحررة من الأسرى، والتي تضم أيضاً 11 جندياً كولومبيا، واحدة من أهم المجموعات التي يحتجزها الثوار في معسكراتهم بالأدغال، وذلك لوجود بيتانكور والأمريكيين الثلاثة الذين كانوا من نشطاء المقاولات الأمنية، علماً أن إجمالي الرهائن في قبضة الثوار يصل عددهم إلى 750 شخصاً. ولم تكشف وزارة الدفاع الكولومبية الكثير عن العملية التي أدت إلى الإفراج عن الأسرى، إلا أن بعض المصادر رجحت أن الجنود استخدموا مروحيات مموهة للوصول إلى معسكر الثوار. وكان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، قد حاول قبل أشهر التوسط لإطلاق سراح الرهائن الذين يحتجزهم الثوار في كولومبيا، غير أن محاولته اصطدمت بعدة عوائق وحققت نجاحاً محدوداً. لكن الثوار تلقوا في الفترة الماضية ضربات قوية، جاء في مقدمتها استسلام القيادية البارزة في القوات المسلحة الثورية الكولومبية، نيلي آفيلا مورينو، الملقبة بـ"كارينا"، التي تولت قيادة فصائل متمردي فارك شمال غربي كولومبيا. وتحمل حكومة بوغوتا القيادية المتمردة مسؤولية قتل والد الرئيس الكولومبي، آلفارو أوريبي، الذي تعهد إبان توليه السلطة عام 2002، بسحق الحركة المتمردة. وجاء استسلام كارينا ليكون ثالث ضربة قوية يصاب بها الفصيل المتمرد بعد أن أسفرت غارة لقوات أمن كولومبية في الأول من مارس/آذار الماضي عن مصرع، لويس إدغار ديفيا سيلفا، - الملقب براؤول رييس - الرجل الثاني في قيادة "فارك". ويعد رييس أول قيادي بارز من فارك، تنجح القوات الكولومبية في قتله خلال 40 عاماً من سنوات الصراع ضد الحركة المتمردة. كما يعد أول عضو من مجلس قيادة "فارك" يلقي مصرعه خلال مواجهات مسلحة. وعقب الحادثة بأسبوعين، أعلنت السلطات الكولومبية مقتل إيفان ريوس - عضو آخر في مجلس قيادة "فارك"، على يد متمرد آخر، سلم نفسه إلى الحكومة لاحقاً. وتزعم الحكومة الكولومبية أن مستندات في كمبيوتر تمت مصادرتها خلال حملة الأول من مارس/آذار تشير إلى تورط الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في تمويل الثوار، وأكدت الشرطة الدولية "الإنتربول" صحة تلك المستندات، التي شكك شافيز في مصداقيتها. |