أخفقت القوات الدولية خلال قرابة سبع سنوات في تحجيم طالبان والمليشيات المسلحة في أفغانستان
كابول، أفغانستان (CNN) -- تلقى أكثر من ألفي جندي أمريكي من وحدات مشاة البحرية "مارينز،" كانوا قد انتشروا في أفغانستان منذ مارس/آذار الماضي، أوامر بتمديد خدمتهم في ذلك البلد لـ30 يوماً إضافية الجمعة، وذلك في وقت تحاول فيه واشنطن التصدي للعنف المسلح المتزايد من حركة طالبان.
وقال النقيب كيلي فروشر، ضابط العلاقات العامة للوحدة 24 البحرية التي يتبع الجنود لها إن عناصر الوحدة المتمركزين حالياً في ولاية هلمند المضطربة جنوبي أفغانستان خاضوا منذ بداية انتشارهم أكثر من 200 مواجهة مع المسلحين في المنطقة، وقد كان من المقرر أن يعودوا للولايات المتحدة مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وسبق للوحدة نفسها أن خدمت في العراق لدورتين متتاليتين، وقد سقط ثلاثة من عناصرها خلال الخدمة في أفغانستان.
ويأتي هذا القرار العسكري الأمريكي بعد ارتفاع وتيرة العمليات المسلحة ضد القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان، من قبل حركة طالبان، وقد أدى ذلك إلى سقوط 40 قتيلاً من تلك القوات الشهر الماضي، لتتجاوز محصلة خسائر الجيش الأمريكي بالعراق خلال الشهر عينه.
وكان الرئيس الأمريكي، جورج بوش، قد أقرّ الأربعاء بأن شهر يونيو/حزيران الماضي كان "صعباً" على قوات بلاده والوحدات الدولية في أفغانستان، معيداً سبب ارتفاع الخسائر إلى واقع أن تلك القوات تبادر بالهجوم على مسلحي حركة طالبان.
وقال بوش، في لقاء مع الصحفيين: "لقد كان شهراً صعباً بالنسبة لنا، كما كان كذلك بالنسبة لطالبان.. كما تعلمون فإن أحد أسباب ارتفاع عدد القتلى يتمثل في أن جنودنا يبادرون إلى مقاتلة عدو قوي، عدو يكره وجودنا لأننا نحول دون امتلاكه ملاذاً آمناً."
إسقاط مروحية لقوات التحالف في أفغانستان
أعلن الجيش الأمريكي إسقاط مروحية عسكرية تابعة لقوات التحالف في أفغانستان الأربعاء ونجاة كافة ركابها.
وأورد أن نيران أسلحة خفيفة في إقليم "لوغار" أدت لإسقاط المروحية، التي تمكن طياروها من الهبوط بها بسلام وإخلاء كافة الركاب قبيل اشتعال النيران فيها.
وتفادى الجيش الأمريكي الإشارة لنوعية الطائرة أو عدد ركابها وجنسياتهم.
ويأتي الحادث خلال أقل من أربعة وعشرين ساعة من نشر إحصائية تشير لتجاوز عدد قتلى القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان نظيره في العراق، وللشهر الثاني على التوالي.
واعتمدت إحصائية CNN على الأرقام الرسمية.
ففي شهر يونيو/حزيران الماضي، قتل في أفغانستان 46 جندياً تابعاً لقوات التحالف مقابل 31 قتلوا في العراق، بينما شهد شهر مايو/أيار سقوط 23 عنصراً تابعاً للقوات الأجنبية في أفغانستان مقابل 21 في العراق.
وكان تقرير عسكري حول أفغانستان، صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" الأسبوع الماضي، قد أفاد بأن الوضع الأمني في كثير من المناطق الأفغانية "هش" وأن حركة طالبان أعادت تنظيم نفسها بحيث أصبحت تشكل "تمرداً دائماً" بعد الإطاحة بها من السلطة عام 2001.
ويعتبر شهر يونيو/حزيران الماضي أكثر الأشهر دموية للقوات الأجنبية في أفغانستان منذ بدء الغزو في العام 2001، فقد شهد مقتل 28 جندياً أمريكياً و13 بريطانياً وكنديين وبولندي وروماني وهنغاري، وآخر هؤلاء القتلى ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا بتدهور مركبتهم العسكرية أثناء قيامهم بدورية في محافظة قندهار.
أما على الصعيد المدني، فقد ذكرت الأمم المتحدة مؤخراً أن عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان تزايد بصورة كبيرة خلال العام الماضي، وذلك جراء هجمات حركة طالبان والتغير في هجمات المسلحين، مثل زرع الألغام والقنابل، وفقاً لما أوضحه مسؤولون تابعون للأمم المتحدة.
وتبين التقارير أن عدد القتلى بين المدنيين الأفغان خلال الشهور الستة الأولى من العام 2008 ارتفع بنسبة 60 في المائة عن نظيرتها في العام 2007، حيث بلغ عدد قتلى الفترة نفسها من العام الماضي 430 قتيلاً، مقابل 698 خلال هذا العام، وفقاً لنائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جون هولمز.
ورغم تدفق الآلاف من القوات الدولية الإضافية في محاولة لفرض الأمن والاستقرار في أفغانستان، إلا أن المواجهات استعرت في إقليم "هلمند."
وارتفعت موجة العنف الدامي إلى معدلات قياسية العام الماضي، حيث لقي أكثر من 8 آلاف شخص مصرعهم في العنف المتصل بهجمات المليشيات المسلحة - الأعلى منذ الغزو عام 2001.
وأوقعت موجة العنف أكثر من 1500 قتيل، هذا العام.