دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتهت الجولة الرابعة من عملية انتخاب مدير عام جديد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بتعادل المرشحين الباقيين دون أن يتمكن أي منهما من حسم الجولة لصالحة، وخرجا متعادلين الأمر الذي يحتم إجراء جولة خامسة من الانتخابات.
وبعد انتهاء التصويت في الجولة الرابعة، تعادل المرشحان، المصري فاروق حسني، والبلغارية إيرينا بيكوفا، بتسع وعشرين صوتاً لكل منهما.
هذا ومن المقرر أن تجرى جولة خامسة وأخيرة مساء الثلاثاء بين مرشحي مصر وبلغاريا.
وجاءت هذه النتيجة بعد انسحاب مرشحة الإكوادور، اللبنانية الأصل، إيفون عبدالباقي، قبيل بدء جولة التصويت مباشرة، لتنحصر المنافسة بين حسني وبيكوفا.
وأدى انسحاب عبدالباقي ومرشحة النمسا بينيتا فيريرو فالدنر، التي كانت قد احتلت المركز الثالث برصيد 11 صوتاً خلال في أعقاب الجولة الثالثة، لكنها انسحبت لصالح البلغارية بيكوفا، إلى زيادة الصعوبة على حسني.
وجاءت هذه الجولة من الانتخابات وسط الحملة التي يشنها المندوب الأمريكي الدائم لدى المنظمة ضد حسني.
وإلى ما قبل انسحاب مرشحة النمسا، كان حسني الأوفر حظاً، إذ تمكن من تأكيد تفوقه في المرحلة الثالثة للاقتراع السري، الذي أجراه المجلس التنفيذي لليونسكو السبت، محققا 25 صوتا، مقابل 23 في الجولة الثالثة، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على الـ30 صوتا التي كانت لتضمن له الفوز بالمنصب، فيما حلت في المركز الثانى البلغارية ايرينا بكوفا والتي حصلت على 13 صوتا مقابل 8 أصوات في الجولة السابقة.
وكانت النمساوية بينيتا فيريرو فالدنر، المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية والتي حلت الثالثة في اقتراع الجولة السابقة قد أعلنت انسحابها الجمعة من المنافسة، بعد أن حازت على 11 صوتا.
وحازت الإكوادورية إيفون عبدالباقي، المركز الرابع بـ9 أصوات، فيما لم يحصل المرشح الجزائري محمد بجاوي على أي صوت نهائيا، للجولة الثالثة على التوالي، وفقا لما أورده موقع أخبار مصر التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري.
ويذكر أن مرشحي روسيا وتنزانيا وليتوانيا وبنين قد أعلنوا انسحابهم في المرحلة الرابعة، وبذلك تجرى هذه الجولة من الانتخابات بين المرشحين الخمسة الذين ظلوا في السباق وهم مرشحو مصر وبلغاريا واستراليا والإكوادور والجزائر.
تحركات المندوب الأمريكي ضد حسني
وفي سياق متصل استغربت مصادر مصرية مطلعة الأحد من استمرار الحملة التي يشنها المندوب الأمريكي الدائم لدى اليونسكو، ديفيد كيليون، ضد حسنى وخاصة بعد ان أظهرت تأكيدات واشنطن للقاهرة أن إدارتها، رغم معارضتها لترشيح حسنى وانتخابه مديرا عاما لليونسكو فإنها لا تنوى التصدي له أو إجهاض ترشيحه.
وقد أوضحت المصادر بالقاهرة أن موقف وتحركات المندوب الأمريكي، "يتعارض نصا وروحا مع ما أكدته الإدارة الأمريكية للحكومة المصرية ."
انتقادات يهودية وإسلامية لحسني
وتواجه المرشح المصري، انتقادات من قبل جماعات يهودية بسبب تصريحاته التي أدلى بها عام 2008، عندما نقل عنه قوله لنائب في مجلس الشعب المصري ردا على سؤال حول وجود كتب اسرائيلية في المكتبات المصرية "إذا وجدت كتابا واحدا فسأقوم باحراقه."
وكان حسني قد اعتذر عن هذه التصريحات.
كذلك يواجه حسني انتقادات من الإسلاميين في البرلمان المصري الذين يرونه ليبراليا إلى حد بعيد.
ويلقي موقف حسني الحالي الضوء على الضغوط التي يواجهها مسؤولون عرب عندما يحاولون بناء مصداقية لهم والظهور في مظهر لاعبين دوليين منصفين "دون أن يشعروا بالاغتراب عن شعوبهم المحافظة التي تحمل غضبا متأصلا ضد إسرائيل."
اتصالات رسمية مصرية لدعم فوز حسني
من جهة ثانية، أفادت مصادر بأن وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، أجرى في باريس الأحد مشاورات بشأن الحملة الانتخابية لحسني لمنصب المدير العام لليونسكو.
وقابل أبو الغيط خلال توقفه في العاصمة الفرنسية، وهو في طريقه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حسنى ووزير التعليم العالي، هاني هلال، الذي يرأس وفد مصر في اجتماعات المجلس التنفيذي لليونسكو المنعقدة حاليا بمقر المنظمة بباريس لاختيار المدير العام الجديد للمنظمة.
ويقوم الجانب المصري حاليا بإجراء اتصالات مكثفة بالدول الـ58 الأعضاء بالمجلس التنفيذى للمنظمة والتي يحق لها التصويت في الانتخابات من أجل تعزيز حظوظ فاروق حسنى لنيل المنصب.