ضحية تعالج من المرض
هراري، زيمبابوي (CNN)-- أعلنت منظمة الصحة العالمية WHO أن عدد القتلى الذين سقطوا نتيجة تفشي "الكوليرا" في زيمبابوي، بلغ أكثر من ثلاثة آلاف شخص، محذرة في الوقت نفسه من تزايد حصيلة الضحايا في ضوء فشل السلطات في الدولة الأفريقية في السيطرة على الوباء.
وأظهرت الإحصائيات التي كشفت عنها المنظمة الدولية، من مقرها في مدينة جنيف السويسرية الأربعاء، أن عدد الوفيات بسبب "الكوليرا" في زيمبابوي بلغ نحو 3028 حالة، بينما بلغت حالات الإصابة بالمرض، الذي أرجعت أسبابه لتلوث مياه الشرب، حوالي 57 ألف و702 حالة.
وكان العديد من المصابين بالكوليرا المنتشرة في البلاد، منذ أغسطس/ آب الماضي، قد توافدوا إلى "موسينا"، الواقعة على الحدود بين زيمبابوي وجنوب أفريقيا، للحصول على الخدمات الصحية جراء شح شديد في الخدمات الطبية في بلادهم، مما زاد المخاوف من انتقال الوباء إلى الدولة المجاورة.
فالتفشي الهائل للمرض وقلة الخدمات الطبية دفع العديد من الزيمبابويين إلى عبور البلاد بطريقة غير مشروعة للحصول على الأدوية اللازمة، الأمر الذي أدى إلى ظهور حالات من مرض الكوليرا في جنوب أفريقيا بالفعل، وفق تقارير دولية ومحلية.
وتحدث الإصابة بالكوليرا جراء عدوى معوية ببكتيريا الكوليرا، ومن أعراض المرض القيء والإسهال الحاد والجفاف، وفي حال عدم تلقي المريض العلاج بالسرعة الكافية، فقد تؤدي الإصابة للوفاة خلال ساعات.
ويفتقر النظام الصحي، كالاقتصاد الزيمبابوي، للأموال اللازمة، ويعاني من شح العقاقير والأجهزة الطبية الحديثة، كما أن الكوادر الطبية، من أطباء وممرضين، ينفذون إضراباً عن العمل منذ أكثر من شهر.
ويقول خبراء الصحة إن في مقدور حكومة زيمبابوي قهر الكوليرا باستيراد المواد الكيماوية اللازمة لمعالجة المياه، وتصريف الفضلات ومياه الصرف الصحي بشكل مناسب.
ومؤخراً اتهم مسؤول حكومي بارز في زيمبابوي بريطانيا بالوقوف وراء تفشي الكوليرا في البلاد، قائلاً إن الوباء ليس سوى مؤامرة إبادة جماعية من تنظيم المستعمر السابق الذي فرض سيطرته على هراري حتى عام 1965.
وقال وزير الإعلام الزيمبابوي، سيكانيسو ندلفو: "الكوليرا هجوم عنصري محسوب من القوى الاستعمارية السابقة، التي جندت دعم أمريكا والحلفاء في الغرب لغزو البلاد."
واستدعى تعليق المسؤول الزيمبابوي رداً سريعاً من لندن وواشنطن، حيث بادرت الخارجية الأمريكية إلى وصف تصريحات ندلفو بأنها "سخيفة."