أحد ضحايا الألغام الأرضية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أعلنت الخارجية الأمريكية الثلاثاء أن الرئيس، باراك أوباما، سيبقي على سياسة الإدارة تجاه الألغام كما هي دون تغيير، وليس لديه أي خطط للانضمام إلى معاهدة عالمية تحظر الألغام الأرضية.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، إيان كيلي، إن مراجعة للسياسة أظهرت أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفي بالتزاماتها الأمنية بدون الألغام الأرضية.
وأضاف كيلي: "هذه الإدارة أجرت مراجعة وقررنا أن تبقي سياستنا بشأن الألغام سارية كما هي.. توصلنا إلى أننا لن نفي بحاجتنا الدفاعية أو التزاماتنا الأمنية تجاه أصدقائنا وحلفائنا حال توقيعنا هذه الاتفاقية."
وجاء إعلان الإدارة الأمريكية بالإبقاء على سياستها في هذا الشأن دون تغيير قبل من أسبوع من مؤتمر لمراجعة معاهدة حظر الألغام الأرضية.
وقال مناهضو سياسة الولايات المتحدة حول الألغام إن موقف إدارة واشنطن لم يأتي بمثابة مفاجأة، وقال ستيف غوس، من منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية: "هذا تطور مزعج.. فالإدارة لم تعلن من قبل مطلقاً بأنها تعمل على مراجعة السياسة."
وذكر غوس إن القرار يخالف التزامات الإدارة الأمريكية المعلنة تجاه المعاهدات الدولية والقضايا الإنسانية، مضيفاً: "المعاهدة الدولية لمكافحة الألغام الأرضية حققت فارقاً هائلاً وشكلت رادعاً قوياً."
وقال إن الولايات المتحدة هي العضو الوحيد في حلف شمال الأطلسي "ناتو" الذي لم ينضم للمعاهدة التي بلغ عدد الدول الأطراف فيها 156 دولة - أي أكثر من ثلاثة أرباع بلدان العالم - إما بالتصديق على الاتفاقية أو الانضمام إليها.
وأكدت الولايات المتحدة مشاركتها كمراقب في المؤتمر الدولي حول الألغام الأرضية الذي سيعقد الأسبوع الماضي في كولومبيا.
تفرض اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، التي تسمى أيضا اتفاقية أوتاوا (ويسميها البعض معاهدة حظر الألغام) حظرا شاملا على الألغام المضادة للأفراد. وهي تحظر استعمال وتخزين وإنتاج وتطوير ونقل الألغام المضادة للأفراد، وتقضي بتدمير هذه الألغام, سواء أكانت مخزنة أم مزروعة في الأرض.
وفي البداية، وقعت 123 دولة على اتفاقية أوتاوا، في أوتاوا, في ديسمبر/كانون الأول 1997. ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في أول مارس/آذار 1999.
والألغام المضادة للأفراد هي أجهزة متفجرة "تفجرها الضحية". وهي مصممة لتزرع تحت الأرض أو عليها أو بالقرب منها وتنفجر بمجرد وجود شخص أو اقترابه منها, أو ملامسته لها.