هل تدعو إدارة أوباما طالبان للجلوس على طاولة المفاوضات
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في مؤشر تحول محتمل للإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان، قال الرئيس باراك أوباما، إن إدارته قد تحاور المعتدلين في حركة طالبان، التي أطاح بها الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001، وفق تقرير.
وقال أوباما، في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" إن إدارته تراجع إستراتيجية الحرب الراهنة في أفغانستان، وأن الوقت ربما حان للتفاوض مع الحركة.
وأقر الرئيس الأمريكي بفشل قوات بلاده في مواجهة الحركة المتشددة قائلاً: "نحن لا ننتصر الآن.. قواتنا تقوم بجهود استثنائية في ظروف شاقة للغاية، إلا أننا نرى تدهوراً في الوضع.. أعتقد أن طالبان أكثر جراءة"، وفق التقرير.
وقد تتبنى إدارة أوباما، الذي زار أفغانستان أثناء حملته الانتخابية، ذات إستراتيجية سلفه في العراق بإحتواء المليشيات السنية هناك وتجنيدها إلى جانب القوات الأمريكية في التصدي لتنظيم القاعدة.
وأوضح قائلاً: "ربما هناك فرصاً مشابهة في أفغانستان ومناطق باكستانية... مفاوضة العدو هي الكيفية التي تنتهي بها الحروب."
وتأتي تصريحات أوباما وسط دعوات خبراء إستراتيجيين إلى ضرورة تبني عاجل لإستراتيجية "تغيير اللعبة" لإنقاذ الحملة الدولية المتداعية هناك.
ويستبعد الخبراء هزيمة الولايات المتحدة وحلف الأطلسي لحركة طالبان والمليشيات المسلحة الأخرى في أفغانستان، وشددوا على ضرورة تبني إستراتيجيات جديدة هناك بالقول: "لم نفقد كل شيء في أفغانستان لكننا بحاجة لتدابير عاجلة قد ندعوها ’خطوات تغيير اللعبة‘ لكبح جماح العنف المسلح المتنامي"، وفق شبكة "فوكس."
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن مؤخراً إرسال 17 ألف جندي إضافي لأفغانستان، وسط إجماع مسؤولين ومحللين أن الزج بالمزيد من القوات المقاتلة، في الحرب الدائرة منذ سبع سنوات، خطوة محدودة التأثير ما لم يتبن التحالف الدولي إستراتيجية جديدة في دولة اكتسبت، بعد ألفي عام من النزاعات، لقب "مقبرة الإمبراطوريات."
وتعكف إدارة واشنطن على تحديد إستراتيجية أمريكية جديدة في أفغانستان، التي وصفها أوباما، إلى جانب الجارة باكستان، بـ"الجهة المركزية في الصراع ضد الإرهاب والتشدد."
وتشهد أفغانستان موجة عنف متصاعدة جراء العودة القوية لمليشيات طالبان، وتعثر الرئيس حميد كرزاي في السيطرة على البلاد، حيث يهدد تنامي زراعة وتجارة المخدرات هناك بتحويلها إلى دولة مخدرات.