أفشين غفاريان، شاب إيراني يهوى الرقص
باريس، فرنسا (CNN)-- إذا واجه أفشين غفاريان أي مشكلة في التناغم مع خطا زملائه في الصف داخل المركز الفرنسي الوطني للرقص، فلديه عذره في ذلك، إذ أن هذا الشاب البالغ من العمر 23 عاما، لم يشارك أبدا في عرض حي راقص، بسبب نشأته في بلد يمنع الرقص.
غير أن هذا الشاب الإيراني أصر على تعلم هوايته، ويعود الفضل في ذلك إلى مشاهد مصورة لراقصين محترفين على موقع youtube.
ويقول أفشين: " لا يسمح الدخول لموقع Youtube لأنه محجوب من قبل الحكومة الإيرانية .. ولكننا نتعلم كيفية كسر هذه القيود."
إلا أن ما أثار المشكلة مع السلطات الإيرانية كان مشاركته في إحدى المظاهرات المناهضة للحكومة في صيف العام الماضي، حيث نال قسطا كبيرا من الضرب والتعذيب العنيف.
ومنذ ذلك الوقت، تخوف أفشين من فشله في الرقص، إذ يقول: "تناسيت الألم الجسدي، لأن كل ما كنت أرغب فيه هو الرقص مجددا."
وبعد عشر ساعات من الضرب المتكرر، تم الإفراج عن أفشين، وبعد شهر واحد، تمكن من مغادرة البلاد إلى ألمانيا برفقة المجموعة الراقصة التي ينتمي إليها.
وفي نهاية ذلك العرض بألمانيا، صرخ أفشين قائلا: "الحرية لإيران"، ومن هناك، وبمساعدة عدد من أقرانه، تقدم بطلب للجوء السياسي في فرنسا.
ويقول أفشين: "في كل صباح أستيقظ، وأشعر بأنني على طريق الاحتجاج، وأتساءل إن كنت سأقاتل مجددا.. ولكن ما دام الرقص ممنوعا في البلاد، سأقاتل."
من ناحيته، يقول مصمم الرقصات في المركز، دانيال لاريو، إن على أفشين العمل بجد للحاق بزملائه، ولكن وجوده يكسب الفريق الكثير من المعرفة حول الثقافات الأخرى.
وكل صباح، يمر أفشين بجانب معرض لراقصين روس لجأوا إلى فرنسا في ستينيات القرن الماضي، ليتمنى من كل قلبه أن يعود إلى وطنه، حاملا حريته وحرية إيران.