دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كثيراً ما نرى بعض نجوم الفن السابع يتحولون إلى نجوم سياسيين، وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية. فهاهو الممثل المغمور رونالد ريغان، يصبح رئيساً، وبعد سنوات نرى النجم المفتول العضلات، أرنولد شوارزينغر ينتخب حاكماً لولاية كاليفورنيا، التي تعد واحدة من أغني الولايات.
المثقفون والكتاب كان لهم النصيب الأكبر من اقتحام الحياة السياسة في الدول الديمقراطية.
الرياضيون بدورهم لم يكونوا في السابق جزءاً من هذه اللعبة الديمقراطية، رغم الشعبية الهائلة التي حظوا ومازالوا يحظون بها، غير أنهم في السنوات الأخيرة أخذوا يقتحمون "ملاعب البرلمان" بقوة، مستفيدين من شعبيتهم وبخاصة في الرياضة التي يمارسونها.
النجم العراقي أحمد راضي، خاض الانتخابات البرلمانية السابقة في العراق، وفاز فيها، غير أنه كان الرياضي الوحيد الذي اقتحم هذا المجال. بينما في مصر، ثمة أمثلة عديدة على رياضيين اقتحموا قبة البرلمان، مثل رئيس اتحاد كرة القدم المصري، سمير زاهر، ولاعب الكرة أحمد شوبير.
في السودان، تمكن عدد لا بأس به من الرياضيين من الفوز في انتخابات المجلس الوطني والمجالس الولائية، ومن بينهم جمال الوالي، رئيس نادي المريخ، ومعتصم جعفر، نائب رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، وأسامة عطا المنان، مساعد سكرتير الاتحاد، ولاعب الهلال السابق أحمد دولة، ويوسف موسى، رئيس اتحاد المناقل السابق، وفقاً لما ذكره الكاتب عبدا لمجيد عبدا لرازق في موقع رماة الحدق السوداني.
أما في الانتخابات العراقية الأخيرة، فقد تنافس 10 رياضيين على مقاعد البرلمان العراقي، لعل أشهرهم بالنسبة للمواطن العربي، أحمد راضي، ودخل الانتخابات الحالية ضمن قائمة "العراقية" بقيادة إياد علاوي. إضافة إلى كريم صدام، ورياض عبد العباس، ورزاق فرحان، وعبدا لرزاق الطائي، وثريا نجم، ونوال ألعبيدي، وسناء التميمي، وسهام فيوري، وفارس سامي.
وفي مصر تشير الأنباء إلى أن 15 رياضياً أو عاملاً في الوسط الرياضي، يتقدمهم عدد من نجوم كرة القدم السابقين، أعنوا عن نيتهم خوض الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجري في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعضهم تقدم بها للمجمع الانتخابي للحزب الوطني الحاكم في مصر، فيما أعلن عدد آخر طرح أنفسهم كمستقلين أو على لوائح أحزاب أخرى.
وهؤلاء هم: سمير زاهر وأحمد شوبير، وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري، هاني أبوريدة ومحمود الشامي ومجدي عبد الغني، إلى جانب سحر الهواري، بالإضافة إلى عضو مجلس إدارة النادي الأهلي العامري فاروق، ورئيس نادي الترسانة حسن فريد، ونائبه سيد جوهر، وأمين صندوق نادي الزمالك الأسبق المندوة الحسيني، بخلاف لاعبي الكرة السابقين معتمد جمال وطارق السيد، فيما أعلن لاعب منتخب مصر ونادي طلائع الجيش السابق عبد الستار صبري خوضه انتخابات مجلس الشعب كمستقل.
صحيفة "المصري اليوم" أضافت أسماء أخرى، مثل وليد هويدي، مدرب نادي المقاصة، ومرتضى منصور، رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك السابق، ومشير حنفي لاعب النادي الأهلي السابق، بالإضافة إلى رضا نورا لدين، والدة لاعب المنتخب محمد زيدان.
عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الحالي، مجدي عبد الغني، قال لـCNN بالعربية "كوني نجماً من نجوم كرة القدم السابقين فهذا يمنحني فرصة تقديم الخدمات بصورة أسهل للمواطنين، ولهذا السبب فكرت في خوض انتخابات مجلس الشعب."
وتابع قائلاً: "كرة القدم لها جماهيرية واسعة قد تسهل فرصة النجاح في الانتخابات البرلمانية، وهو ما اتضح من تجارب الزملاء السابقين في مجلس الشعب."
من ناحيته، قال العامري فاروق، إن حصانة مجلس الشعب لم تكن الدافع وراء تفكيره لخوض الانتخابات، خاصة وأنه ليس في حاجة إليها، ولكن فكرة العمل العام لا تنفصل، فهو عضو مجلس إدارة النادي الأهلي منذ ما يقرب من ست سنوات، وتعود على تقديم الخدمات لأعضاء النادي، ومن حقه التفكير في توسيع دائرة خدماته.
وفي العراق، بعض الرياضيين الذين رشحوا أنفسهم للانتخابات قالوا إنهم سيعملون من داخل البرلمان لتطوير وتحسين الرياضة بشكل عام.
إلا أن رأي الشارع العربي يختلف حيال الأسباب الحقيقية وراء ترشيح النجوم عامة، والرياضيين خاصة لأنفسهم.
البعض عبر عن استغرابه لهذه "الرغبة"، إذ قال شريف، وموظف بإحدى الهيئات الحكومية، الذي اكتفى بذكر أسمه الأول: "رغبة لاعبي كرة القدم السابقين في دخول انتخابات مجلس الشعب مثيرة للاستغراب، خاصة وأن مواصفات النائب البرلماني لا تنطبق على العديد منهم."
وأضاف أن حصانة مجلس الشعب أصبحت تداعب خيال لاعبي كرة القدم السابقين، مثلما داعبت من قبل رجال الإعمال، وهو أمر مثير للدهشة.
وأوضح أن مواصفات النائب البرلماني لم تعد تنطبق على العديد من أعضاء المجلس في السنوات الأخيرة، لدرجة أن صفة النائب لم تعد تحظى بالاحترام الذي كان موجودا من قبل.
على أن آخرين، رفضوا ذكر أسمائهم، تطرقوا إلى أسباب أكثر شخصية في تعبيرهم عن عدم رضاهم على خوض الرياضيين للانتخابات البرلمانية، منها أنهم يفتقرون إلى "الثقافة العامة"، بل و"الشهادة الجامعية" المطلوبة للدخول للبرلمان.
واعتبر هؤلاء أن الرياضيين "لا يستطيعون التفكير سوى بأقدامهم" على حد تعبيرهم.
وأشار البعض إلى أن أولئك الذين خاضوا التجربة، "لم يحققوا إنجازات تذكر، بل استغلوا شهرتهم في الملاعب في تحقيق بعض الإنجازات الشخصية لا أكثر."
واعتبروا أن دخولهم البرلمان لن يؤدي إلى تطوير الرياضة، كما أنهم لن يكونوا عناصر فاعلة في تحسين ظروف الدوائر الانتخابية التي ترشحوا أو سيترشحوا فيها.
بل وذهب البعض إلى أنهم لن يكونوا نجوماً في البرلمان مثلما كانوا في ملاعب الكرة، وإنما سيجلسون على مقاعد الاحتياط ويصوتون بـ"نعم" على القرارات والقوانين التي يريدها النظام الحاكم.
إلا أن الاختبار العملي سيكون بما ستشهده الساحة المصرية قريبا في اختيار ممثليهم، وقد يبقى بعض نجوم الرياضة تحت الأضواء، ولكن هذه المرة البرلمانية.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.