البحرية الإسرائيلية اقتادت السفينة راشيل كوري إلى أشدود
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت مصادر إسرائيلية أن ديوان رئاسة الوزراء قد يسمح بإدخال شحنة من الأسمنت ومواد البناء، كانت تحملها سفينة المساعدات الأيرلندية "راشيل كوري"، التي استولت عليها البحرية الإسرائيلية السبت، إلى قطاع غزة.
ولكن الحكومة الإسرائيلية اشترطت أن يتم استخدام هذه المواد في "مشاريع مدنية وإنسانية"، حيث كانت تصر في السابق، على رفض إدخال مثل هذه المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر منذ ما يقرب من أربعة سنوات، خشية استخدامها في أغراض عسكرية.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن السفينة "راشيل كوري"، التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة، وصلت إلى ميناء "أشدود" عصر السبت، بعدما سيطرت قوات "الكوماندوز" البحرية عليها، مشيرةً إلى أن عملية السيطرة على السفينة المدنية، "تمت دون استخدام القوة."
ونقلت عن مصادر حكومية قولها: "يُستدل من تقارير أولية أن السفينة لا تنقل وسائل قتالية، إلا أنه عثر فيها على 500 طن من الأسمنت"، وأضافت أنه سيتم تفريغ حمولة السفينة في الميناء الإسرائيلي، على أن يتم تفتيشها، قبل السماح بنقلها براً إلى قطاع غزة.
وأفادت الإذاعة بأن السلطات المختصة "تحاول إنهاء الإجراءات الخاصة بإبعاد ركاب السفينة، في أسرع وقت ممكن، مشيرةً إلى أن الركاب، وعددهم 19 ما بين ناشطين دوليين وأفراد الطاقم، خضعوا لفحص أمني في أشدود، ثم جرى نقلهم إلى مركز تابع لشرطة الهجرة في "حولون"، تمهيداً لإبعادهم.
كما أفادت المصادر بأنه سيتم السماح للسفينة "راشيل كوري" بالمغادرة بعد الانتهاء من تفريغ حمولتها، وأن سفينة تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية سترافقها حتى تتأكد من مغادرتها المياه الإقليمية للدولة العبرية.
وكانت عناصر الكوماندوز إسرائيلية قد سيطرت على السفينة، بينما كانت على مسافة 22 ميلاً من سواحل قطاع غزة، بعد أقل من أسبوع على الهجوم الدامي الذي شنته قوات البحرية الإسرائيلية على سفن "أسطول الحرية"، فجر الاثنين الماضي، مما أسفر عن سقوط تسعة قتلى.
وقالت المقدم أفيتال ليبوفيتش، الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي لـCNN، إن الاعتقال جرى في المياه الدولية، وأضافت: "يجب أن نقول أن هناك فرق بين هذه السفينة والأسطول الأخير، الذي اختار طاقمه استخدام العنف، بينما استسلم طاقم هذه السفينة دون مواجهات."
وأشارت ليبوفيتش أن ركاب السفينة ليسوا مكبلين، لكنها تجنبت تحديد وضعهم القانوني بانتظار أن يتم التحقيق معهم لدى وصولهم إلى ميناء أشدود.
واتهمت الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، المسيطرة على قطاع غزة، بمنع إسرائيل من إدخال المواد الغذائية التي نقلتها السفن السابقة إلى القطاع، أضافت أن إسرائيل ليس لديها مشاكل في إدخال مواد البناء بعد تحديد وجهة استخدامها، والتأكد من عدم استعمالها لبناء مرابض مدفعية أو خنادق.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عملية السيطرة جرت دون عنف، وذلك بعد مفاوضات مع ركاب السفينة الذين أعلنوا الخضوع للطلبات الإسرائيلية، وقد جرى توجيه السفينة إلى ميناء أشدود لتفريغ حمولتها وتفتيشها، مع التعهد بنقل المساعدات التي توافق تل أبيب عليها إلى غزة براً.
وكانت حركة "غزة حرة" التي تشارك في تنظيم رحلة "أسطول الحرية" لنقل المساعدات إلى قطاع غزة، قد أعلنت في وقت سابق السبت، أن زوارق حربية إسرائيلية قامت بملاحقة السفينة "راشيل كوري"، لأكثر من ساعتين، إلى أن أطبقت عليها من الجانبين.
وقالت جيني غراهام، الناطقة باسم الرحلة، إن المعدات الإلكترونية على السفينة تعرضت للتعطيل الإسرائيلي، مضيفة أن أجهزة الاتصال العاملة بالأقمار الصناعية ستقطع أيضاً.
وأكدت غراهام أن السفينة ومن عليها، رفضوا عرضاَ إسرائيلياً لهم للرسو في ميناء أشدود الإسرائيلي، وقالت: "نرفض كل عرض يمنح الشرعية للحصار على غزة.. مهمتنا هي توصيل المساعدات لشعب غزة."
وذكر بيان لحركة "غزة حرة" أنها عاجزة حالياً عن تحديد موقع السفينة، بينما قالت فريدا هجر، الناشطة ضمن حملة التضامن الأيرلندية الفلسطينية: "نأمل أن يظل جميع من على السفينة بأمان، وألا نشاهد مجدداً الهجمات المروعة التي تعرضت لها سائر السفن الاثنين."
وكانت CNN قد تحدثت مع لوريت ماغواير، وهي ناشطة أيرلندية تحمل جائزة نوبل للسلام ومتواجدة على متن السفينة، فأكدت أن الطاقم مصمم على "عدم التراجع، والتوجه مباشرة إلى غزة."
وتابعت: "سنظل في المياه الدولية، وإذا رفضت إسرائيل دخولنا إلى غزة، وحاولت قواتها اقتحام السفينة، فعندها سنقوم باحتجاج غير عنيف، ولن نقاوم قواتها، حتى لو احتجزتنا واقتادتنا إلى أشدود بالقوة."
وقالت ماغواير إن السفينة تحمل 550 طناً من الأسمنت المستخدم في البناء، إلى جانب أطنان من المواد التعليمية والطبية، التي تبرعت بها النرويج، ومقاعد للمقعدين تبرعت بها جهات اسكتلندية.
أما دينيس هاليداي، المساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة، وهو أيضاً على متن السفينة، فقال إن الركاب لن يقاموا الجانب الإسرائيلي، ولن يسمحوا حتى بارتكاب أي "هفوة صغيرة."
بالمقابل، دعا روبرت غيبز، الناطق باسم البيت الأبيض، ركاب السفينة إلى قبول العرض الإسرائيلي بالرسو في ميناء أشدود، وحض كل الأطراف على "تجنب المواجهة"، لضمان سلامة الجميع.