CNN CNN

هل فقد الغرب نفوذه الاقتصادي في أفريقيا؟

الجمعة، 14 تشرين الأول/أكتوبر 2011، آخر تحديث 10:00 (GMT+0400)

بريطانيا، لندن (CNN) -- مع تزايد نفوذ اليوان الصيني والروبية الهندية في اقتصاديات أفريقيا، تبدو القوى الغربية قلقة من أنها بدأت تفقد نفوذها في القارة الغنية بالموارد الطبيعية، وفقا لما يراه محللون.

مدفوعة بشهيتها للموارد الطبيعية، والفرص التجارية والتحالفات السياسية، فإن القوى الناشئة مثل الصين والهند تريد الانتقال من الهامش إلى مركز الصدارة في أفريقيا، وهي المنطقة التي طالما اعتبرتها الدول الغربية شريكها التجاري الخاص.

وفي حين أن الدول الغربية لا تزال تلعب دورا مهما في قطاع الطاقة في أفريقيا، فإن الصين آخذة في الانخراط في أفريقيا عبر البنية الأساسية، وقطاع المعادن والاتصالات السلكية واللاسلكية، وهو أمر خلق "التوتر الشديد" في الغرب، وفقا لديفيد شين، السفير الأميركي السابق لدى إثيوبيا وبوركينا فاسو.

ويوضح الدبلوماسي الأمريكي أن "المنافسة في هذه المجالات تتم عادة بين الشركات الصينية الكبرى المدعومة ماليا من بكين، وبين الشركات الغربية التي تتحرك على اعتبارات المساهمين، وتتصرف بشكل مستقل عن رغبات حكوماتها."

واضاف شين "اذا كانت الحكومة الصينية تريد تشجيع الانخراط في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فإنها يمكن أن تجعل ذلك يحدث.. أما إذا كانت الولايات المتحدة تريد ذلك، فكل ما يمكن أن فعله هو أن يقول: انظروا.. هناك فرصة هناك، لماذا لا تذهبوا لاستكشاف ذلك."

ووفقا لشين، فإن هذا النظام المختلفة لتعامل لحكومة "يخلق القلق" لأن "الولايات المتحدة والغرب ترى الصين تملأ جميع أنواع الفراغ، التي اعتقدت واشنطن أنها كانت ستملأها في نهاية المطاف."

وتفوقت الصين على الولايات المتحدة كأكبر شريك التجاري في أفريقيا في عام 2009، وفقا لارقام منظمة التعاون والتنمية، في حين أن التجارة في عام 2000 بين الولايات المتحدة وأفريقيا فاقت مثيلتها مع الصين بنحو ثلاث مرات.

وقد قفزت التجارة الثنائية بين الهند وأفريقيا من مليار دولار في عام 2001 إلى نحو 50 مليار دولار العام الماضي.

ويقول ريتشارد داودن مدير الجمعية الملكية الأفريقية، ومقرها في لندن، "مثلما كانت الشركات الغربية تتجنب الألغام، وتمشي بعيدا، ولم تجلب استثمارات جديدة، كانت الصين تتجرأ إلى الذهاب إلى أماكن يخشى الرجل الأبيض أن يذهب إليها."

ورغم أن الصين كانت قادرة على استخدام نفوذها الاقتصادي الكبير لإقامة علاقات قوية مع أفريقيا، يقول خبراء إن الهند تأمل في أن مزيجا من القوة الناعمة والخبرات في مجال الأعمال يمكن أن يؤمن لها أصدقاء وعملاء في القارة السمراء.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، توصلت بكين إلى اتفاقيات مع الدول الأفريقية، لبناء مشاريع البنية التحتية، وفي كثير من الأحيان تقديم القروض في مقابل الحصول على الموارد الطبيعية، وفرص التجارة والتوسع في أسواق جديدة.

ويقول محللون إن الهند تكافح في معظم الأحيان عبر منافسة مباشرة مع بكين، خاصة بالنسبة للموارد الطبيعية مثل النفط والغاز.

ونتيجة لذلك، شرعت نيودلهي في "هجوم" عطاءات لإقامة علاقات في القارة الغنية بالموارد، فالمسؤولون الهنود حريصون على تذكير القادة الأفارقة بماضيهم المشترك لمكافحة الاستعمار، وكذلك تقديم الخبرة الهندية في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية.

ويقول براهما شيلاني، أستاذ الدراسات الإستراتيجية في مركز البحوث السياسية في نيودلهي إن "الهند تسعى لترويج نفسها على أنها لاعب جيوسياسيا في أفريقيا، وفي الوقت نفسه، فإنها تريد أن ينظر إليها على أنها البلد الذي له مصلحة في قلب أفريقيا ومستعدة للعب دور أكثر إيجابية وتقدمية من الصين."

ورغم أن شراكة الصين مع أفريقيا جلبت منافع للقارة، مثل تحسين البنية التحتية، إلا أن الصين اتهمت من قبل البعض بنهب الموارد، وممارسات أعمال وضيعة، ودعم حكومات لها سجلات سيئة في مجال حقوق الإنسان.