CNN CNN

تعليق مهرجان دمشق السينمائي يفتح باب التأويلات

تقرير: محمد الأزن
الأربعاء، 26 تشرين الأول/أكتوبر 2011، آخر تحديث 11:00 (GMT+0400)

دمشق، سوريا (CNN)-- أكد محمد الأحمد مدير مهرجان دمشق السينمائي قرار وزارة الثقافة السورية تعليق الدورة الـ 19 من المهرجان، قبل نحو الشهر على موعد إقامتها بين 20-27 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني2011.

وقال الأحمد في تصريح لموقع CNN بالعربية إن قرار التعليق "لا يعني إلغاؤه، إذ ربما تتم إقامته في وقتٍ لاحق من هذا العام، بانتظار الظرف المناسب."

وأوضح الأحمد، الذي يشغل أيضا منصب مدير المؤسسة العامة للسينما، أن قرار التعليق تم اتخاذه بعد أن وضع وزير الثقافة رياض عصمت، في أجواء التحضيرات الفنية واللوجستية الكاملة للمهرجان، بما في ذلك سيناريو حفل الافتتاح.

وقال: "شرحت له إنه ورغم هذا الجهد الكبير، قد تأتينا بعض الاعتذارات من شخصيات سينمائية دولية مهمة، عادةً ما تتواجد في مهرجان دمشق السينمائي، نتيجة التهويل الإعلامي لما يجري في سورية، والذي تضطلع به قنوات عربية ودولية، مما قد يفقد المهرجان بريقه بسبب احتمال غياب أولئك الضيوف، خاصةً أننا تعودنا خلال السنوات الماضية أن نحقق في كل دورة قفزة نوعية إلى الأمام قياساً بالدورات السابقة، وهذا ما نخشى أن لا نحققه في الدورة الـ 19، نتيجة أمور قد لا تكون في البال."

وأضاف أن الوزير قرر تعليق المهرجان، وليس الإلغاء، ونوه إلى قرارٍ مماثل اتخذته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي بسبب تزامن موعد إقامته في مصر مع استحقاقات انتخابية مصرية.

وأشار الأحمد إلى أن "كل الفعاليات التي جرى تحضيرها للدورة الـ 19 من مهرجان دمشق السينمائي، ستكون في متناول يد الجمهور السوري المتعطش للسينما، والذي ينتظر هذا الموسم من عام لآخر."

ونفى الأحمد أن تكون إدارة مهرجان دمشق السينمائي قد تلقت أي اعتذار عن حضور المهرجان من الشخصيات الدولية التي تمت دعوتها، وقال: "حينما اتصلنا بمدراء أعمال الضيوف السينمائيين العالميين الذين ننوي دعوتهم قبل توجيه الدعوة بشكلٍ رسمي، لم يقول لنا أحد بأننا لن نأتي، بل كان الجواب  دائماً: لننتظر ونرى."

وفيما يتعلق بموضوع قرار مقاطعة نقابة الفنانين في مصر لمهرجان دمشق السينمائي، وصف الأحمد الأمر "بالحركة الاستعراضية المبتذلة"، وأكد أنه منذ بدايات المهرجان، لم تعتد إدارته على توجيه الدعوة للفنانين المصريين عن طريق النقابة، وإنما نقوم بالتواصل معهم عن طريق بريدهم الإلكتروني الخاص، وبالتالي لا يوجد أي دور للنقابة المصرية في ذلك، حتى أنني سمعت باسم نقيب الممثلين المصري أشرف عبد الغفور لأول مرّة مؤخراً، ولم نتواصل معه أو مع نقابته مطلقاً، بل بالعكس حينما اتصلنا بالنجوم الكبار قبل توجيه الدعوة، أكدوا لنا بأنهم سيلبون دعوتنا بكل تأكيد، وقالوا بأنهم سيأتون إلى دمشق للتضامن معنا."

وذكر من بين الأسماء النجمين المصريين: محمود عبد العزيز، ونبيلة عبيد، والفنانة الشابة زينة.

وتعليقاً على ما أثير في الصحافة المصرية والعربية عن رفض الفنانين المصريين عمرو واكد، وخالد نبوي تلبية دعوة مهرجان دمشق السينمائي، نفى الأحمد أن تكون تمت دعوة هذين الفنانين بالأصل، قائلاً: "لم نوجه دعوة لخالد نبوي وعمرو واكد، لا في هذه الدورة، أو الدورات السابقة، أو مستقبلاً، لأنهما من أنصار التطبيع مع إسرائيل، وهذا يتنافى مع تقاليد مهرجاننا الذي ننتقي فيه ضيوفنا بعناية."

كما شدد الأحمد على أن قرار التعليق لم يكن مرتبطا إطلاقا لمقاطعة الضيوف المصريين لهذه الدورة، وقال: "لا يمكن لمهرجان دمشق السينمائي بما له من تاريخ عريق أن يعتمد في إقامته على التواجد المصري فقط، مع محبتنا واعتزازنا بضيوف المهرجان المصريين، وبالفن المصري."

وختم محمد الأحمد حديثه لـ CNN بالعربية بالقول: "كل من يقول أن الموضوع المصري هو السبب في تعليق الدورة الـ 19 من مهرجان دمشق السينمائي؛ متسرّع، ولم يتبين حقيقة الموضوع، بما في ذلك الفنانين السوريين الذين أعطوا تصريحات تصب في ذات المعنى."

وكما كان متوقعاً، أثار قرار تعليق الدورة الـ 19 من مهرجان دمشق السينمائي باب الجدل في الأوساط الثقافية والسينمائية السورية، وربما العربية، مفسحاً المجال أمام الكثير من التأويلات.

ففي تصريح لـ CNN بالعربية، رأى المخرج السينمائي السوري محمد عبد العزيز أن المخاوف الأمنية قد تكون السبب وراء تعليق المهرجان، وقال: "ربما تتخوف السلطات من استغلال فعاليات المهرجان للخروج بمظاهرات مناوئة في قلب العاصمة، وعندها سيكون من الصعب التعامل مع الأًصوات الاحتجاجية التي قد تخرج خلال فترة انعقاد المهرجان."

وأبقى عبد العزيز كلامه في إطار التخمين، وعبر عن جزنه في "أن يرخي التخمين الأمني بظله على الحياة العامة في البلاد منذ بداية الحراك الشعبي،" على حد قوله.
كما لم يستبعد عبد العزيز أن يكون وراء هذا القرار، "مقاطعة أغلب الفنانين المصريين للمهرجان، الذين كانوا بالعادة الوجه الأبرز في مهرجان دمشق السينمائي، " رغم نفي مدير المهرجان القاطع ذلك.

وأكد المخرج عبد العزيز على أنه من مؤيدي انعقاد مهرجان دمشق السينمائي بسلبياته وايجابياته،واصفا إياه بأنه "فرصة نادرة للجمهور السوري المتعطش لحراك سينمائي وثقافي كان يوفره المهرجان أكثر من أي فعالية أخرى ولو بشكل نسبي، بصرف النظر عن الجدل الذي واكب المهرجان، والانتقادات التي طالته في الدورات السابقة، والأصوات المنادية بإلغائه."

أما المخرجة السينمائية السورية واحة الراهب، فرأت أن قرار تعليق مهرجان دمشق السينمائي هذا العام "قرار طبيعي جداً؟"

وأضافت: "من غير المنطقي إقامة نشاط ثقافي ذي طابع احتفالي بدمشق، في وقتٍ تسيل فيه دماء الشعب السوري."

وفي ذات الوقت تجد المخرجة الراهب من الضروري استمرار إقامة الأنشطة الثقافية في البلاد، لأنها تعبر عن استمرارية الحياة.

يذكر أن المخرجة الراهب كانت تستعد للمهرجان بفيلمها الجديد (هوى) المأخوذ عن رواية للكاتبة السورية هيفاء بيطار، وبطولة النجمة سلاف فواخرجي.