عمّان، الأردن (CNN)-- أكد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أن الأردن بدأ ينتقل من مرحلة الربيع العربي إلى مرحلة الصيف العربي، وسط الأوضاع العربية التي أصبحت أكثر سخونة، خصوصاً وأن الثورة في كل من اليمن وسوريا تجاوزت أشهرها الستة، كما أكد الملك الأردني أن لا أحد في العالم قادر على فهم ما يجري حقيقة في سوريا، لذا لا يمكن لأحد من الخارج التعامل مع الوضع الداخلي السوري.
وأضاف عبد الله الثاني، في مقابلة خاصة مع CNN على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت بالأردن، أن العالم بأكمله يتابع أبرز التطورات على الساحة السورية، وأنه تحدث أكثر من مرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وأوفد رئيس الديوان الملكي عدة مرات إلى دمشق لإطلاع الجانب السوري على التجربة الأردنية، والتي برغم عدم مثاليتها، فهي لا زالت تحمل في طياتها عناصر يمكن الاستفادة منها كالحوار الوطني وغيره.
وقال الملك الأردني: "بعد أن تحدثت إلى بشار الأسد، تبين لي أنهم غير مهتمون بما لدينا، ورغم ذلك نحاول حاليا الحفاظ على قنوات الاتصال قائمة مع مراقبة الوضع عن بعد."
وفيما يخص الحكومة الأردنية الجديدة برئاسة عون خصاونة، قال الملك عبد الله: "رئيس الوزراء الأردني الجديد الذي شكل حكومته الأحد، هو قاض معروف عالميا، وما علينا فعله للاستعداد من أجل انتخابات 2012 هو اختيار رجال مثله قادرون على فهم ما يجري. فعلينا حاليا المصادقة على 30 قانونا وتعديلا جديدا، حتى نتمكن من تأمين الطريق نحو انتخابات 2012."
وأضاف العاهل الأردني بالقول: " الخصاونة أتى للسلطة من أجل أهداف محددة، فلدينا نظرة واضحة لمعالجة قضايا تتعلق بالفقر والبطالة إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي نواجهها حاليا."
من جهة أخرى، أكد عبد الله الثاني أن حل الدولة الواحدة بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين لن يجدي نفعا، وقال: "أعتقد أن علينا التأكد مما إذا كانت إسرائيل مستعدة فعلا لحل الدولتين، فالربيع العربي دفع بالبعض إلى تجاهل قضايا جوهرية من بينها مستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية. وهناك إدراك لحقيقة أن السياسات الداخلية الأمريكية والاستعداد للانتخابات جعلت من الدور الأمريكي ضعيفا بعض الشيء فيما يخص عملية السلام، وهذا أمر خطير، لأنه في الوقت الذي يحصل فيه هذا النوع من الفراغ، تكون فرصة وقوع حرب أكبر، لهذا فإننا حاليا نخسر فرصة حقيقية."
وعبر الملك الأردني عن تشاؤمه من مستقبل القضية الفلسطينية وتقدم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وحول جدية بنيامين نتنياهو في الوصول إلى اتفاق مشترك مع الفلسطينيين، قال الملك عبد الله: "التقيت بنيامين نتنياهو عدة مرات هنا في عمّان، ودارت بيننا حوارات مطولة، وكل ما قاله كان مذهلا، ولكن وبالنظر إلى النظام السياسي في إسرائيل أعتقد أن ما يجري هو العكس. فإن كانت إسرائيل غير مهتمة بحل الدولتين فما هو الحل البديل إذا؟ أعتقد أن حل الدولة الواحدة له تأثيرات سلبية كثيرة علينا جميعا."