CNN CNN

رئيس اليمن مستعد للرحيل السلس ويسخر من أمريكا

الثلاثاء، 01 آذار/مارس 2011، آخر تحديث 16:58 (GMT+0400)
 
المعارضة اليمنية رفضت دعوات صالح لتشكيل حكومة وحدة وطنية
المعارضة اليمنية رفضت دعوات صالح لتشكيل حكومة وحدة وطنية

صنعاء، اليمن (CNN) -- أبدى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، استعداده للرحيل عن مقاليد الحكم في البلاد، "عن طريق انتقال سلس للسلطة وليس عبر الفوضى"، متهماً "البيت الأبيض" بما وصفه بـ"المخطط الأجنبي" لما يجري من أحداث في البلاد العربية، من خلال تشكيل "طوق أو سياج لأمن واستقرار إسرائيل، ولخدمة الصهيونية."

وأضاف أن تل أبيب تحتوي على "غرفة عمليات زعزعة النظام العربي،" وهي تدار من البيت الأبيض، مشيراً إلى أن المحتجين في هذه البلاد "ليسوا إلا منفذين فقط، ويريدون جرنا إلى استخدام العنف أو إلى حرب، لكننا لن ننجر إلى هذا المخطط."
لكن صالح، في السياق نفسه تعهد في لقاء مع أساتذة كلية الطب فبجامعة صنعاء، بهيئة التدريس وطلاب الجامعة، الثلاثاء، بحماية أمن وسلامة المتظاهرين مجدداً الدعوة إلى المعارضة اليمنية باستئناف الحوار، مضيفا: "لا حل إلا بالحوار وبصندوق الاقتراع."

ووصف ما يحدث من احتجاجات شعبية في موريتانيا وسلطنة عمان وحتى فلسطين بـ"المقلدين"، في إشارة إلى شعوب البلدين، معتبراً أن هذه عبارة عن "عاصفة لرياح التغيير"، إلا أنه أضاف : "لكن التغيير يأتي بطرق سلمية وديمقراطية ومن داخل الشعوب، وينبغي ألا نكون أسرى لدول أجنبية."
 
وسخر الرئيس اليمني من نظيره الأمريكي باراك أوباما، وقال بطريقة انفعالية :" لا أحد يكذب على أحد ونحن نسمع تصريحات (أوباما) حول كثير من القضايا في الوطن العربي."، وقال بلهجة محلية :"شو دخلك بمصر؟، أنت رئيس الولايات المتحدة وليس للعالم العربي."

وطلب صالح من علماء اليمن الذين التقاهم، تدارس الوضع في البلد، والخروج برؤى تجنب اليمنيين سفك الدماء، مبدياً قبوله لأي مقترح منهم، مع إشارته إلى تعنت أحزاب المشترك."

وشهدت العاصمة اليمنية  صنعاء انتشارا أمنيا مكثفا منذ الساعات الأولى من  صباح الثلاثاء بالتزامن مع دعوة أطلقتها أحزاب "اللقاء المشترك" للانضمام إلى المعتصمين لإحياء ما أسمته بـ"يوم الغضب."
و توافد عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الساحة الواقعة أمام جامعة صنعاء والتي أطلق عليها "ساحة التغيير"، مرددين شعارات تطالب برحيل الرئيس صالح.

وأم الشيخ عبد المجيد الزندان، وهو إمام الجامعة، المعتصمين في صلاة الظهر، وقال عقب أداء الصلاة: "إن احتجاجاتكم مقبولة في حال كانت سلمية وتعتبر نوع من أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر."، بينما نصح بأهمية تحكيم العقل وعدم الانقياد في موجة قد تجر بلادهم إلى الهلاك." حسب قوله

فيما استمر اعتصام المطالبين برحيل الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، في الساحة التي اتخذوا منها مكان لاعتصامهم أمام الجهة الشرقية لجامعة صنعاء، أكدت مصادر يمنية أن صالح التقى الاثنين بكافة الأحزاب وممثلين عن المجتمع والحكومة بغية تشكيل حكومة ائتلافية ووحدة وطنية.

وأفادت المصادر أن الرئيس اليمني يهدف من خلال ذلك إلى وضع حد للاضطرابات والاحتجاجات التي تشهدها اليمن منذ أكثر من أسبوعين، والتي أدت المواجهات إلى مقتل عدد من المتظاهرين المحتجين في مناطق مختلفة من البلاد.

غير أن أحزاب المعارضة اليمنية رفضت دعوة الرئيس اليمني لتشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما دعت هذه الأحزاب المنضوية ضمن تكتل اللقاء المشترك  أعضاءها وأنصارها إلى المشاركة، الثلاثاء، في تظاهرات أطلق عليها "ثلاثاء الغضب."

وقال المتحدث باسم اللقاء المشترك، محمد القباطي، إن المعارضة لن تشترك في حكومة وحدة وطنية مع الحزب الحاكم وستقف إلى جانب مطالب الشعب.

وقال إن مطالب أحزاب اللقاء المشترك لا تتمثل في المشاركة بحكومة وحدة وطنية وإنما بسقوط النظام.

وأضاف إن دعوات الرئيس اليمني "مضيعة للوقت"،مشيراً إلى أن دعوة صالح اليوم (الاثنين) هي محاولة لإضعاف موقف المعارضة اليمنية فيما يخص الدعوات العامة لإحياء "يوم ثلاثاء الغضب."

وكانت أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك قد دعت أعضاءها وأنصارها في وقت سابق إلى المشاركة الثلاثاء في تظاهرات "ثلاثاء الغضب."

وفي وقت سابق الاثنين، أكد مصدر حكومي، رفض الكشف عن اسمه نظراً لكونه غير مخول للتصريح لوسائل الإعلام، لـCNN الاثنين أن لقاء تم بين صالح وعلماء اليمن، كما أكد لقاء آخر بين صالح والجماعات الأخرى مثل شيوخ القبائل، تمت هلال الأيام القليلة الماضية.

وأشار مصدر آخر إلى أن لقاء صالح مع العلماء حضره كذلك عدد من زعماء المعارضة، وأن العلماء كانوا يريدون من خلال ذلك ضمان التوصل لاتفاق بين الحزب الحاكم وقوى المعارضة بحيث يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال المصدر إن الرئيس اليمني أبدى استعداده لتشكيل حكومة غير أن المعارضة لن توافق على أي شيء بعد، مشيراً إلى وجود ضغوط على الرئيس اليمني لتقديم هذه العروض ومحاولة تحقيق ذلك.

غير أن المصدر أوضح أنه لا يتوقع التوصل إلى حكومة وحدة وطنية الاثنين، نظراً لأن المعارضة لم ترد على الاقتراحات.

وفي الأثناء، تتواصل الاعتصامات في اليمن، ففي الساحة التي أغلق منافذها الفرعية سكان الأحياء المجاورة؛ واصل آلاف  المحتجين اعتصامهم  للأسبوع الثالث على التوالي وتواجدت النساء والأطفال اليوم لساعات لمساندة المحتجين في ظل تفتيش من قبل قوات الأمن المنتشرين في المداخل المؤدية إلى الساحة التي تتعالى فيها الشعارات المطالبة برحيل صالح.

وبحسب شهود عيان حاول محتجون تعليق شعارات إضافية وفتح ميكرفونات في باب الجامعة الخلفي (غرب الجامعة)، وهو مدخل لسكن أساتذة الجامعة إلا أن  قوات من الشرطة قامت بتفريقهم.

في الجانب الأخر رفع المساندون للرئيس صالح والمعتصمون في ميدان التحرير الخيام الخاصة بهم وبدأت أمانة العاصمة برفع المخلفات في الميدان.

وكان المجلس المحلي بأمانة العاصمة اليمنية قد طالب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك والمواطنين برفع المخيمات من ساحات "ميدان التحرير" وجامعة صنعاء والشوارع المحيطة بها وعدم استخدام الساحات الأكاديمية والتعليمية لتصفية الحسابات الحزبية الضيقة.

أما في تعز؛ فقد واصل المئات اعتصامهم في ساحة الحرية.

هذا وقد أسفرت موجة الاحتجاجات في المدن اليمني عن مصرع 17 شخصا وإصابة آخرين.

إلى ذلك كشف وزير الداخلية اليمني مطهر رشاد المصري عن مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة وإصابة 10 آخرين خلال الاحتجاجات التي شهدتها اليمن مؤكدا وقوف الأجهزة الأمنية على الحياد من المظاهرات والمسيرات سواء كانت مسيرات مؤيدة أو معارضة.

وطالب المصري  في تصريحات صحفية اليوم بعلاقة إيجابية ومتميزة  بين الشرطة والمجتمع  كي  تحقيق النجاحات الأمنية  بحسب قوله.