غزة (CNN)-- قالت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة الخاضعة لسيطرة حركة حماس في قطاع غزة الجمعة، أنها عثرت على جثة الصحفي والناشط الإيطالي، فيتوريو أريغوني، الذي اختطف في القطاع بعد الوصول إليه للتضامن مع سكانه، مشيرة إلى وجود موقوف لديها على خلفية القضية.
واستنكرت الوزارة ما وصفتها بـ"جريمة اختطاف وقتل المتضامن الإيطالي فيتوريو أريغوني على يد مجموعة مسلحة،" مؤكدة أن هذه الجريمة "لا تعبر عن قيم ودين وعادات وتقاليد الشعب الفلسطيني،" متوعدة في الوقت ذاته بأنها "ستلاحق باقي أفراد المجموعة وستنفذ القانون بحقهم".
وقالت وزارة الداخلية أنه منذ وصول إشارة اختطاف أريغوني قامت الأجهزة الأمنية "بالاستنفار الكامل والبحث والتحري، أسفرت عن الاستدلال على أحد أفراد المجموعة، الذي اعترف على باقي المجموعة، ودل على المكان الذي يوجد فيه المتضامن، فتحركت الأجهزة الأمنية بكل حكمة وسرعة نحو المكان فوجدت المختطف قد قتل منذ ساعات بطريقة بشعة، حسب تقرير الطب الشرعي."
وأضاف بيان الداخلية بأن "المعطيات الأولية، تشير إلى أن نية الخاطفين هي القتل، حيث تمت عملية القتل بعد فترة وجيزة من اختطافه"، مشيرة إلى أن "الدوافع وراء هذه الجريمة، وإن كانت تبدو بشكل فكري معين، إلاّ أنها تدلل على أيادٍ ما زالت تتآمر على شعبنا الفلسطيني في غزة، وتريد أن تنال من أمنه وصموده."
وربط البيان بين مقتل الناشط الإيطالي وبين ما قالت إن إسرائيل تفعله عبر البحث عن "سبل منع أسطول الحرية الثاني بعد أن كان للحملات الدولية التضامنية أثر ودور في خلخلة الحصار المفروض منذ خمس سنوات."
وكانت الخارجية الإيطالية في روما قد قالت الخميس إن أريغوني اختطف في غزة، وأن شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب، يظهر فيتوريو في الأسر.
ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أن "جماعة سلفية في غزة تطلق على نفسها اسم 'الصحابي الهمام محمد بن مسلمة'" أعلنت مسؤوليتها عن اختطاف أريغوني في غزة، وطالبت الحكومة المقالة في القطاع بالإفراج عن زعيمها "هشام السعديني المعروف باسم أبو الوليد المقدسي" مقابل الإفراج عن الإيطالي.
وأشارت الوكالة إلى أن أريغوني وصل إلى الأراضي الفلسطينية للتضامن مع القضية الفلسطينية، بوصفه عضواً في حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني.
وأوضحت الوكالة الإيطالية أن "الجماعة السلفية بثت شريط فيديو ظهر فيه الإيطالي المختطف حيث طالبت بالإفراج عن جميع معتقليها من سجون الحكومة المقالة في غزة"، وأمهلت الجماعة الحكومة المقالة مدة 30 ساعة لتنفيذ مطلبها.
وكانت قوات الأمن التابعة للحكومة المقالة قد اعتقلت السعديني، البالغ من العمر 50 عاماً، من منزله في مخيم الشاطئ في غزة قبل نحو العام.
وقال ألفريدو تراداردي، المنسق الإيطالي لحركة التضامن مع غزة وصديق أريغوني، لـCNN، إن مقتل زميله "يظهر الحاجة إلى السلام في المنطقة،" داعياً إلى الضغط على الحكومات الأوروبية وواشنطن في سبيل تحقيق ذلك.
ولدى سؤاله عن السعديني، قال تراداردي إنه قيادي متشدد يعتقد أنه يقود جماعة تستلهم أفكار تنظيم القاعدة.