CNN CNN

محمد عبد الواحد: فخور بثورة مصر التي شّرفت الجميع

خاص بموقع CNN بالعربية
الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:19 (GMT+0400)
محمد عبد الواحد، لاعب فريق ليرس البلجيكي
محمد عبد الواحد، لاعب فريق ليرس البلجيكي

 

القاهرة، مصر( CNN)-- " فخور بمصريتي"... هكذا كان رد فعل لاعب فريق ليرس البلجيكي محمد عبد الواحد، بأحداث ثورة الغضب التي شهدتها مصر منذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، وأنه أصبح يفتخر بجنسيته المصرية، على عكس ما كان يشعر به من قبل.

وقال محمد عبد الواحد، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، إن ما حدث في مصر خلال الفترة القليلة الماضية يّشرف أي مصري، بعد أن أثبت الشعب المصري أنه مهد الحضارة، ويكفي ما قاله العالم كله عن المصريين وإشادة قادة الدول بما أنجزه الشعب المصري.

وأبدى عبد الواحد تعاطفه الشديد مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك، إذ لم يكن يتمنى أن يخرج بالطريقة التي خرج بها من الحكم.

وقال لاعب فريق ليرس البلجيكي، إنه بكى مرتين خلال فترة الثورة، الأولى عندما ضربت قوات الشرطة المتظاهرين في ميدان التحرير، والثانية بعد الخطاب الثاني للرئيس مبارك الذي كان عاطفيا للغاية، وتماشى مع طبيعة المصريين.

وكان هذا نص الحوار :      

- كيف رأيت ثورة الغضب من بلجيكا؟

ما حدث في مصر يوم 25 يناير/كانون الثان الماضي، وحتى 11 فبراير/ شباط، يّشرف أي مصري على وجه الأرض، بعد أن أثبت الشعب المصري للعالم كله أنه مهد الحضارة. وما أقوله لا يشعر به إلا من يعيش خارج مصر، بعد أن رأيت صورة مصر والمصريين في عيون الآخرين، وأعرف أن من تواجد خارج مصر خلال هذه الفترة فاته الكثير لأنه لم يشارك في ثورة المصريين، ولكنه عوض هذا الإحساس بما شعره من تقدير الأجانب لمصر وشعبها، الذي أثبت أنه مهد الحضارة في العالم، بثورته البيضاء.. لولا التصرفات الأمنية التي تمت مع المتظاهرين يوم 28 يناير/ كانون الثاني، وما حدث بعد ذلك من موقعة الخيول والجمال في ميدان التحرير.

- ما هو رد فعل زملائك بعد تنامي أخبار ثورة الغضب؟

ليس زملائي فقط، بل الجماهير التي كنت أقابلها في بلجيكا، وهؤلاء كانوا لا يصدقون ما يسمعونه عن ثورة مصر، ويتحدثون معي بكثير من الإعجاب والإشادة بما يحدث في مصر. ولا أبالغ إذا قلت إن الثورة التي حدثت غيرت صورة مصر في عيون العالم، وأثبتت أننا شعب صاحب حضارة. فلم يسمع العالم من قبل عن ثورة بهذا المعنى، ويكفي أن المصريين خرجوا بعد انتهاء تلك الثورة لتنظيف الشوارع.

- ما حكاية تهديد نادي ليرس بالانسحاب من الدوري البلجيكي؟

في إحدى مباريات الفريق في الدوري هتفت جماهير الفريق المنافس للرئيس مبارك، لأنها تعلم أن رئيس النادي هو رجل الأعمال المصري ماجد سامي، وتكرر نفس الأمر في لقاء آخر، وهو ما دفع إدارة النادي لإبلاغ الاتحاد البلجيكي بالانسحاب من الدوري في حال تكرار نفس الأمر، لأن الإتحاد الدولي لكرة القدم يمنع ظهور العمل السياسي في كرة القدم. إلا أن جماهير ليرس ردت على ذلك برفع العلم المصري والهتاف للثورة في المدرجات، وهو ما يؤكد مدى تأثير الثورة المصرية في بلجيكا.

- كيف أثرت الثورة عليك في بلجيكا؟

ثورة مصر لم تؤثر علي فقط، بل أثرت على جميع المصريين خارج بلدهم، وأصبحنا أكثر فخرا بكوننا ننتمي لهذا البلد الكبير، ولأول مرة أشعر بحجم وأهمية بلدي خلال أحداث الثورة، ويكفي أن العالم وقف يتابع ويراقب ما يحدث في المدن المصرية، بدليل أن البيت الأبيض نظم أكثر من مؤتمر صحفي للحديث عما يجرى في مصر، هو ما يوضح أهمية البلد، وأعلم أن بعض المصريين في الخارج كان يتهافت على الحصول على جنسية أوروبية، ولكن بعد الأحداث الأخيرة أصبح المصريون أكثر انتماءا وحبا لبلدهم، وهو ما أشعر به الآن.

- هل كنت تتوقع قيام ثورة في مصر؟

لا يوجد كائن على وجه الأرض كان يتوقع ثورة المصريين، لدرجة أن البعض - وأنا منهم - تخيل أن الأوضاع في مصر لن تتغير وستبقى الأمور على ما هي عليه. وقد فوجئت بقيام الشعب المصري بقيادة شبابه بثورة على النظام الحاكم منذ 30 عاما، وطالب بالتغيير، الذي هو سنة الحياة ، ولكن يبدو أننا تناسينا تلك السنة بعد أن قبع النظام المصري كل هذه السنوات، وسيكتب التاريخ أن المصريين غيروا وجه بلدهم في وقت لم يكن أحد يتصور ذلك.

- كيف تناول الإعلام البلجيكي ما حدث في مصر؟

على مدار ما يقرب من أسبوعين تناول الإعلام البلجيكي ثورة مصر، ففي البداية كانت وسائل الإعلام البلجيكية تتعامل مع الأمر على اعتبار إنها انتفاضة وستنتهي سريعا، ولكن مع تلاحق الأحداث أصبح التركيز أكبر، واكتسبت مصر أرضا كبيرة في العالم، وأشادت وسائل الإعلام في بلجيكا بالثوار في مصر، وكيف أنهم نجحوا في تحقيق أهدافهم برحيل النظام المصري.

- هل ساهمت ثورة مصر في تغيير وجهة نظر الأوروبين للمصريين؟

لا أبالغ أذا قلت أن ثورة مصر ستساهم بشكل كبير في تنشيط حركة السياحة في مصر خلال الفترة المقبلة، وهو أمر أتمناه جدا، فلك أن تتصور أن كل من أقابلهم في بلجيكا يسألونني عن ميدان التحرير، الذي أصبح أحد أشهر الأماكن في العالم. وأتوقع أن يكون مزارا سياحيا في مصر، مثل الأهرامات والمتاحف وشرم الشيخ والغردقة وغيرها من الأماكن السياحية في مصر. كما أن عددا من الأوروبيين الذين أعرفهم لم يتخيلوا أن المصريين بهذه الحضارة والرقي في التعامل، وهو ما أتضح خلال فترة الثورة. 

- ما هو الدرس الذي خرجت بها من ثورة الغضب؟

لم أكن أعلم أني أحب مصر بهذا الشكل الكبير، وتأثرت كثيرا بما حدث وبكيت بحرقة مرتين، الأولى كانت يوم 28 يناير/ كانون الثاني، عندما تعرض المتظاهرين للضرب بالنار الحي من قوات الشرطة، ووقتها خشيت أن تتعرض مصر لفتنة تقضى عليها، والثانية عقب الخطاب الثاني للرئيس مبارك، الذي كان خطابا عاطفيا بدرجة كبيرة، وأتصور أن أغلب المصريين تأثروا بما قاله مثلي، عندما قال إنه لا يريد أن يموت خارج مصر، وأنه خدم مصر لسنوات طويلة.

- كيف رأيت مشهد رحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك؟

حزنت جدا لخروج الرجل بهذا الشكل المهين، وكنت أتمنى أن يخرج بصورة أفضل وأكرم لأنه في النهاية رمز مصري، وخدم بلده كثيرا في الحرب والسلم.. ولكن أتصور أن الرئيس مبارك، دفع فاتورة غيره، الذين دفعوا الشعب المصري للخروج غضبا بسبب تردي الأوضاع الاجتماعية والمعيشية والسياسية، وتمسك المتظاهرين برحيل مبارك قبل نهاية فترة رئاسته، حتى انتهى الأمر بالرجل للخروج في مشهد لم أكن أتمناه.

- ما هو موقف فريق ليرس في الدوري البلجيكي؟ موقف الفريق صعب في الدوري، حيث يحتل المركز السادس عشر والأخير، برصيد 18 نقطة، بعد أن لعبنا 26 مباراة، وبقي لنا 4 مباريات فقط، وهو مهدد بالهبوط للدرجة الثانية. 



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.