باريس، فرنسا (CNN) -- قضت محكمة استئناف فرنسية بإمكانية تسليم الديكتاتور البنمي السابق مانويل نورييغا إلى بلاده، في حكم صدر يوم الأربعاء، وفقا لمتحدثة باسم المحكمة.
 
وأمرت فرنسا بتسليم نورييغا في وقت سابق من هذا العام، استجابة لطلب الحكومة البنمية بتسلم الدكتاتور السابق الذي يواجه اتهامات بأنه أمر بقتل أحد منافسيه السياسيين.

ولم يتضح متى سيوقع رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون على أمر تسليم نورييغا.

والدكتاتور السابق متهم في قضية قتل هوغو سبادافورا، وهو طبيب وخصم سياسي له، ما دفع السلطات في بلاده إلى إدانته غيابيا بالتورط في جريمتي خطف وقتل سبادافورا في عام 1985.

وكان ديكتاتور بنما قد أمضى عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً في أحد السجون الأمريكية، قبل أن يتم ترحيله إلى فرنسا في أبريل/نيسان عام 2009 لمواجهة الاتهامات الفرنسية.

والعام الماضي، أصدر القضاء الفرنسي حكماً بالسجن لمدة سبع سنوات على نورييغا، بتهمة تبييض أموال مصدرها تهريب المخدرات.

واستفاد نورييغا استفاد من استمرار سجنه طوال 32 شهراً في سجن أمريكي بسبب نزاع قضائي حول ترحيله إلى فرنسا لمواجهة حكم غيابي صدر بحقه في العام 1999، وفقاً لما ذكره محاميه أنطوني ليفي.

وتم أيضا تغريم نورييغا مبلغاً يصل إلى 2.3 مليون يورو، هي الأموال التي استخدمها لتبييض أموال المخدرات في المصارف الفرنسية.
 
وخلال محاكمته، تحدث نورييغا عن صلته الوثيقة بالاستخبارات الأمريكية، وعن التقدير الذي حصل عليه من الحكومة الأمريكية، قبل أن تغزو بنما في العام 1989 وتطيح به وتقبض عليه وتنقله إلى الأراضي الأمريكية للحكم عليه بتهمة تجارة المخدرات.

وكان نورييغا قد فرّ إلى سفارة الفاتيكان إثر الغزو الأمريكي لبلاده، فنصبت القوات الأمريكية أجهزة صوتية عملاقة حول السفارة وظلت تبث الموسيقى على مدار الساعة، بهدف دفع السفارة إلى تسليمه إليها بسبب الضجة الهائلة، ما دفعه في نهاية المطاف لتسليم نفسه في الثالث من يناير/كانون الثاني عام 1990.

كما تحدث عن صلته القوية أيضاً بالشرطة الدولية "الإنتربول"، وأشار نورييغا إلى أنه حصل على وسام الشرف الفرنسي عندما كان رئيسا لبنما.

وقال نورييغا إن محاميه قالوا له إن الولايات المتحدة تنتهك القوانين الدولية، وخصوصاً "مواثيق جنيف"، بترحيله إلى فرنسا وعدم إعادته إلى بنما.