CNN CNN

مدونات: النبي خط أحمر وأسد بلا رأس يذبح الأطفال

الاثنين، 15 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 11:00 (GMT+0400)
 المتظاهرون أحرقوا العلم الأمريكي في العديد من العواصم الإسلامية احتجاجاً على الفيلم المسيء للنبي

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سيطرت حالة الغضب التي تجتاح العديد من الدول الإسلامية بسبب الكشف عن فيلم جديد في الغرب، يتضمن "إساءة" للنبي محمد، على اهتمامات الكثير من المدونين العرب هذا الأسبوع، حيث احتلت هذه القضية مكانة بارزة، جنباً إلى جنب مع أعمال القتل المستمرة يومياً في سوريا، إضافة إلى قضايا أخرى.

فمن مصر، تناول محمد حمدي على مدونته "دماغي" قضية الفيلم المسيء للنبي محمد، تحت عنوان "خطوطنا الحمراء"، حيث كتب قائلاً:

سافرت لهولندا على خلفية نية نائب البرلمان الهولندي (خيرت فيلدرز) إعادة إنتاج مواد مسيئة للرسول والدين الإسلامي.. قالت لي فتاة هولندية: إنني أتعجب من ردود أفعالكم كمسلمين، عندما يتم نشر كاريكاتير مسيء لرسولكم، فبدلاً من الرد بالكلمة والفن والنقاش، تستعملون العنف والضرب والحرق والقتل.. أنتم تؤكدون ما يتهمكم به العالم الغربي.

قلت لها: عندما حضرت لأمستردام، عرفت خطوطكم الحمراء.. أنتم قد تقبلون نقد أي شيء، بما فيها المقدسات، إلا أنكم لا تقبلون المساس بحرية الرأي والفن والإبداع، هذا خطكم الأحمر.. أليس كذلك؟.. قالت: نعم.

قلت لها: يجب إذن أن تفهموا أن في الطرف الآخر من العالم، توجد طائفة من الناس تدعى المسلمين، خطها الأحمر السخرية من الرجل الذي يعتقدون أنه بُعث فيهم منذ ما يقارب الألف وخمسمائة عام.. أنتم لا تحترمون هذا الخط الأحمر.. عندما تتخطون الخط الأحمر، لا يمكن ضمان رد الفعل حينئذ، ولا يمكن محاسبة الناس على تصرفاتهم، عندما يتم وطء خطوطهم الحمراء  -مع اعتراضي على أعمال القتل والحرق والتدمير.

ومن سوريا، أبرزت مدونة "كبريت" قصة بعنوان "ريم وفاطمة"، على لسان أحد أفراد تنسيقية مدينة إدلب، يروي فيها مشاهداته خلال زيارته لإحدى مدارس اللاجئين في إدلب، جاء فيها:

من أكثر المواقف التي أثرت في خلال زيارتي لإحدى مدارس اللاجئين في إدلب!.. فاطمة وريم، تجمعهم القرابة وقرب السن!.. كانتا أقرب للأخوات في ما مضى، وكانت فاطمة تفضل اللعب مع ريم، عن أي طفل أو طفلة أخرى!

في إحدى الليالي، أطلقت قوات الأسد قذائف على بيت ريم، فأصيبت ريم برجة دماغية عنيفة، أثرت عليها بشكل كامل فأردتها جليسة الفراش!.. لا حركة ولا كلام، ولا حتى إمكانية فهم ما يدور حولها!

لكن فاطمة ما زالت تحب اللعب مع ريم، فهي تجالسها يومياً، ولكنها تطرح الأسئلة على ريم دون أي جواب، وتحاول دائماً إبعاد الذباب والبعوض عن وجه ريم، لأنها فهمت أن الذباب يزعج ريم، ولكنها لا تستطيع الحركة!

هل ستستيقظ مريم يوماً ما لتشكر فاطمة على إخلاصها وصداقتها؟.. أم هل سيستيقظ العالم يوماً ما، لكي ينقذ أطفال سوريا؟

ومن البحرين، تناول "محسن الصفار" على مدونة باسمه، قصة طريفة بعنوان "أسد بلا رأس".. ذكر فيها:

قديماً كان الوشم، أو ما يسمى اليوم بالتاتو، من الأشياء التي تميز مدعي البطولة والقبضايات، كما يسميهم أهل الشام، وكان كل منهم يرسم على ذراعه أشكالاً، أو يكتب كلمات تعبر عن بطولاته المزعومة، فكانت تمثل رسالة لإخافة الأعداء، وعلامة تجارية تميزه عن غيره.

وفي أحد الأيام، جاء شاب إلى المدينة من الريف، وسرعان ما اختلط ببعض القبضايات، وصار كل منهم يحكي له وشومه ومناسبة كل منها، حتى بدأ يشعر بالحرج، كونه الوحيد بينهم الذي يخلو جلده من أي رسوم أو اشعار أو أسود أو نمور أو ذئاب.

ولكي يرفع عن نفسه الحرج، ويصبح في مصاف الرجال، ويحمل لقب قبضاي، قرر أن يضع وشماً على ذراعه على شكل صورة أسد، كي يرمز لقوته، ويعطيه هيبة بين جماعته.. وقديماً كان محل الوشم هو الحمام العمومي في المدينة، وكانت طريقة الوشم رسم شكل الوشم، ثم وضع صباغ خاص عليه، ثم وخزه بالإبر مرة تلو الأخرى حتى ينغرس الصباغ في الجلد ويبقى فيه.

ذهب الشاب إلى الحمام، وأخبر الرجل الذي يقوم بالوشم عن رغبته، ورسم الرجل صورة الأسد على الذراع، ووضع الصباغ وبدأ الوخز بالإبرة، وبعد وخزتين أو ثلاثة، صاح الشاب بعلو صوته: يا ويلي ما هذا الألم الفظيع.. ما هذا الذي ترسمه؟.. أجاب الرجل: مازلنا في ذيل الأسد.. أجاب الشاب: لا حاجة لي بذيل الأسد، تركه واذهب إلى جزء آخر.

بدأ الرجل بالعمل، ومرة أخرى صرخ الشاب: أخ.. ما هذا الألم القاتل.. ما لذي ترسمه؟.. أجابه الرجل: هذه سيقان الأسد.. فقال الشاب ممتعضاً: ومالي أنا وسيقان الأسد؟..  هل هو أسد أم راقصة؟.. اترك السيقان واذهب إلى جزء آخر.

عاد الرجل إلى العمل، وبعد بضع وخزات صاح الشاب مجدداً: لقد قتلتني ألماً.. ما هذا يا رجل؟.. ما الذي ترسمه؟.. أجاب الرجل: هذا رأس الأسد.. وهنا قال الشاب: وما حاجة الأسد للرأس؟.. هل سيدخل الجامعة مثلاً؟.. اتركه واذهب لقسم آخر.

وهنا قال الرسام، وقد وضع جانباً كل أدواته: يا صديقي.. إذا كان أسدك بلا ذنب ولا رأس ولا سيقان ولا مخالب.. فهو إذاً ليس أسداً.. بل مجرد شبح خفي لا يراه أحد سواك.. فاذهب وجد لنفسك تسلية أخرى، ودع الوشوم لأهلها.