CNN CNN

عبدالجليل: لم نعثر على أثر لموسى الصدر في ليبيا

الأحد، 12 شباط/فبراير 2012، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)

طرابلس، ليبيا (CNN) -- قال رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل، إن التحقيقات التي أجرتها بلاده في محاولة لمعرفة مصير رجل الدين الشيعي اللبناني البارز، موسى الصدر، الذي احتفى خلال زيارة إلى ليبيا قبل عقود "لم تعثر له على أثر،" وذلك أمام وفد لبناني يقوده وزير الخارجية، عدنان منصور، توجه إلى طرابلس لمتابعة الملف.

وسافر الصدر، الذي تزعم حركة أمل الشيعية، إلى ليبيا عام 1978 خلال الحرب الأهلية اللبنانية للاتصال بقياداتها، غير أن أثره اختفى بعد ذلك، وكان نظام القذافي يقول إنه استقل طائرة متوجهاً إلى إيطاليا، في حين تصر جهات لبنانية، على أن النظام ضالع في إخفاء الصدر لأسباب سياسية.

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن عبد الجليل قوله: "فيما يتعلق بسماحة السيد موسى الصدر وزميليه، نحن أولينا منذ البداية اهتماما وعندما تكشف لنا استقلال ليبيا بالكامل، كنا نعتقد أنه في كل مدينة سنجد مفقودين في مدينة أخرى، ولكن حتى هذه اللحظة لم نعثر على أي أثر له وأجدد أننا نولي هذا الأمر اهتماما تاما."

وتابع عبدالجليل قائلاً: "هناك لجنة مشكلة من النائب العام للتحقيق مخولة من وكيلي النيابة العامة وهي على قدر عال من المهنية، كما أنها ستتعاون مع الأخوة في لبنان وهناك قاض من لبنان سيكون على تواصل مع اللجنة لتقديم أي معونات تقنية أو فنية لإظهار الحقيقة ونأمل من الله أن يكون على قيد الحياة."

ولفت عبدالجليل إلى أن المجلس الانتقالي لم يتمكن من الوصول إلى حقيقة "أمور معينة،" ولم يستبعد أن يتطلب الأمر معونات تقنية أو معلومات أخرى من الجانب اللبناني.

أما منصور، فقال إنه لمس تجاوباً من طرابلس في ملف إخفاء الصدر ورفيقيه رجل الدين محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين، ولفت إلى أنه سيكون هناك لجنة متابعة بين الجانبين الليبي واللبناني من خلال وزارة العدل في لبنان، كما سيكون هناك قاض لبناني لمتابعة الأمر مع لجنة التحقيق الليبية ومع النائب العام.

وكان الوفد اللبناني التقى رئيس مجلس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكسب ووزراء الخارجية عاشور بن خيال، الداخلية فوزي عبد العال، والدفاع أسامة الجبيلي لمتابعة الموضوع.

وكان الصدر، وهو من أصول إيرانية، وجرى منحه الجنسية اللبنانية، أول من أسس إطاراً سياسياً للشيعة في لبنان، وهو أفواج المقاومة اللبنانية "أمل،" وكانت تربطه علاقات جيدة بالنظام السوري، كما كان أول من أسس مجلساً مذهبياً منفصلاً للشيعة في لبنان، بعد أن كانوا يتبعون لدوائر الإفتاء السنية.

وفي عام 2008، أصدر أحد قضاة التحقيق اللبنانيين قراراً اتهامياً في قضية اختفاء مجموعة من الأشخاص، على رأسهم الصدر، في أغسطس/آب 1978، جرى خلاله توجيه الاتهام في القضية إلى الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، علماً أن ليبيا كانت تصر في السنوات الماضية على أن الصدر غادر أراضيها متوجهاً لإيطاليا.

وقد أثيرت قضية مصير الصدر مجدداً بعد سقوط نظام القذافي، وقد تباينت التصريحات المنسوبة لمسؤولين ليبيين حول مصير رجل الدين.