CNN CNN

والدة ماريا الغجرية: هذه قصتنا.. لم أبعها.. إنه الفقر والقدر

الأربعاء، 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)

(CNN)-- رأى الوالدان الطبيعيان للطفلة "ماريا" التي عثرت عليها السلطات اليونانية مع عائلة غجرية، الكثير من الأضواء لدرجة أنّه كان واضحا ارتباكهما بسببها، عندما أدليا بأول حوار تلفزيوني رويا فيه قصة الفتاة التي شغلت الرأي العام الأوروبي في الآونة الأخيرة.

وتدعى والدة الطفلة ساسكا روسيف أما زوجها فاسمه أتاناس روسيف، ويعيشان في قرية لا أضواء ولا شوارع أسفلت فيها تدعى نيكولاييفو، أين اتخذا بيتا من الطابوق مأوى لهما. بل إنّ عالم هذين الشخصين يبدو بدوره بعيدا عن الظروف "المرفهة" مقارنة بظروفهما، التي ترعرعت فيها الطفلة "ماريا" وسط عائلة غجرية ومنطقة غجرية في اليونان. وأثبتت فحوص الحمض النووي أبوة هذين الشخصين لها.

اقرأ أيضا..اليونان تبحث عن سرّ طفلة الرابعة

وقالت ساسكا لـCNN إنها ترغب في أن تقول لماريا "إنها ابنتي. أنا والدتها. أحبها. أنا من ولدتها. أريد أن اقول لها إنني أمها وهذا والدها. سأهتم بها. إنها لي. لا يمكنكم تغيير ذلك." ويخضع والدا "ماريا" للتحقيق من قبل السلطات البلغارية حول ما إذا قاما ببيعها، كما يخضع زوج يوناني غجري كانت تعيش معهما للتحقيق في اليونان.

ونفى والدا ماريا أي عمل إجرامي قائلين إنهما تركاها في اليونان فقط لأن الفقر دفعهما إلى ذلك وزاد القدر من ذلك حتمية ذلك المصير المأساوي. وشرحت روسيفا لـCNN القصة بخليط من التركية والغجرية والبلغارية قائلة:

"لقد غادرت مع زوجي عام 2009 إلى اليونان لنعمل في إحدى المزارع. تركنا ابنتنا الكبرى كاتيا التي تبلغ الآن 20 سنة من العمر لتهتم ببقية أفراد العائلة. كنت هزيلة جدا لدرجة أنه لم يتبادر إلى خلدي أنني حامل حيث أنه لم يكن لي بطن. وضعت ماريا والتي أطلقت عليها اسم ستانكا في مستشفى في مدينة لاميا اليونانية على بعد نحو 70 كلم من مخيم الغجر الذي عثرت فيه السلطات على ابنتي.

قضّيت ثلاثة أو أربعة أيام في المستشفى. لم يسلمني الأطباء هناك أي وثيقة. لو سلموني أي ورقة ما كنت لأتركها وكنت أخذتها معي إلى بلغاريا. لم أكن أعرف اللغة وشرح لي الأطباء بما معناه أنه يمكنني المغادرة فحملتها بين يدي وغادرت. لاحقا اهتممت بها بكل ما أقوى عليها ساعتها لمدة سبعة شهور وكنت أرضعها من صدري في الوقت الذي كان والدها يقوم بأعمال هامشية في ميدان جمع الغلال والخضار. في يوم من الأيام تحصلنا على شغل لمدة بضعة أيام في جمع البرتقال في حقل يقع قرب مدينة باترا اليونانية.

هناك التقيت سيدة رأفت لحالي وأيقنت أنني لا أقوى على رعاية ماريا. تقدمت مني تلك السيدة قائلة إنها بلغارية وليست يونانية عارضة علي أن تهتم بابنتي وأنه بإمكاني أن أعود لاحقا لاستلامها. لقد أعطتني رقم هاتفها وعندما عدنا إلى البرتغال اتصلت بذلك الرقم لكنه كان مغلقا."

ووفقا للتحقيقات في البلدين، فإنّه من المفترض أن تكون العائلتان قد التقتا مباشرة وأنه تم تسليم الطفلة مباشرة. وقال محامي العائلة الغجرية اليونانية إنها التقت روسيفا البلغارية وجها لوجه. لكن روسيفا نفت ذلك كما أنها لم تعط تفاصيل ضافية حول هوية المرأة التي سلمتها ابنتها.

وأضافت "لا أعرف اسمها لم أسألها عن ذلك ولم تخبرني. وعدتني بأن تعتني بها وصدقتها. كانت تبدو في وضع جيد وبشرتها كانت تختلف عنا. كانت شقراء. قبلت ابنتي ساعتها وأنا أبكي. كنت خائفة وقلبي كان منكسرا."



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.