بعد هجوم منشأتي أرامكو السعودية.. كيف أثر تعطيل الإمداد العالمي على أسعار النفط؟

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – بلغت أسعار تداول النفط أعلى مستوياتها منذ مايو/ أيار الماضي، بعد أن أدى هجوم السبت على منشأتي نفط سعوديتين إلى تعطيل الإمداد العالمي من الخام.

وتراجعت العقود الآجلة قليلاً بعد أن صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سماحه باستخدام النفط من احتياطي الطوارئ في البلاد، حيث كتب في تغريدة على حسابه في تويتر أنه أمر باستخدام النفط من الاحتياطي الاستراتيجي للنفط، "إذا لزم الأمر"، مؤكداً أنه سيستخدم ما يكفي من النفط "للحفاظ على إمدادات جيدة في الأسواق".

رغم ذلك، بلغت أسعار تداول العقود الآجلة للنفط الأمريكي أكثر من 61 دولاراً للبرميل خلال أوقات تداول آسيا، أي بارتفاع يبلغ حوالي 10٪، بعد أن كانت قد ارتفعت الأسعار قبل ذلك بنسبة 15%. كما بلغت أسعار تداول العقود الآجلة للمؤشر العالمي، خام برنت، حوالي 68 دولاراً للبرميل، بزيادة قدرها 11٪، بينما ارتفعت أسعار العقود الآجلة للبنزين بنحو 9٪.

ويقول توم كلوزا، كبير محللي النفط في خدمة معلومات أسعار النفط إن هذه "أكبر صدمة لأسواق النفط منذ إعصار كاترينا. وبالتالي فإنها مثل كاترينا، قد تطاردنا لشهور، أو ما لا يقل عن أسابيع".

كما أضاف كلوزا أن أسعار البنزين من المرجح أن ترتفع هذا الخريف، بدلاً من انخفاضها بثبات، كما كانت قد انخفضت في الماضي.

وقد شهدت أسعار النفط في الآونة الأخيرة ركوداً واضحاً، إذ أغلق خام برنت مقابل 60.22 دولاراً للبرميل يوم الجمعة، منخفضاً من 74.57 دولاراً في أبريل/ نيسان، بينما أغلق خام غرب تكساس الوسيط مقابل 54.85 دولاراً، أي بانخفاض بنسبة 17٪ عن أعلى مستوياته في أبريل/ نيسان.

وكانت قد خفضت المملكة العربية السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، إنتاج النفط الخام ومنتجات الطاقة الأخرى كجزء من جهود أوبك لزيادة الأسعار. وتنتج المملكة حوالي 10٪ من إجمالي المعروض العالمي للنفط البالغ 100 مليون برميل يومياً.

وتسببت هجمات الطائرات دون طيار يوم السبت على منشآت أرامكو النفطية في بقيق وخريص بالمملكة العربية السعودية، بتعطيل حوالي نصف الطاقة النفطية للمملكة، أي حوالي 5٪ من إمدادات النفط العالمية اليومية. ويعتبر معمل بقيق أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، حيث قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن الهجمات أثرت على إنتاج 5.7 مليون برميل من النفط الخام والغاز يومياً.

كما أثرت الهجمات أيضاً على أسهم الأسواق الآسيوية خلال ساعات التداول يوم الاثنين، لترتفع أسعار النفط في عدة أسواق في الصين والهند مثلاً.

ورغم أن صدمة الهجمات طالت أسواق النفط العالمية منذ لحظة وقوع الهجمات، إلّا أن تأثيرها بعيد المدى لم يتحقق بعد، إذ يتوقع بعض المحللين أن يكون الارتفاع صغيراً نسبياً على المدى القصير، في حال كانت الأضرار التي لحقت بشركة أرامكو السعودية ضئيلة للغاية.

يقول أيهم كامل من مجموعة أوراسيا في مذكرة بحثية: "قد ترتفع الأسعار للبرميل الواحد بين دولارين أو 3 دولارات إذا بدا أن الضرر يمثل مشكلة يمكن حلها بسرعة، و10 دولارات إذا كانت الأضرار التي لحقت بمرافق أرامكو كبيرة". بينما يعتقد محللون آخرون تحدثوا مع CNN، أن أسعار النفط سترتفع أكثر، بسبب كمية النفط السعودي الذي تأثر بالهجمات.

نشر