قطاع السفر في أسوأ حالاته منذ هجمات 11 سبتمبر بسبب كورونا

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) – تعتبر صناعة السفر اليوم من بين الأكبر في العالم، بإيرادات تبلغ 5.7 ترليون دولار، كما تشغل ما يقدر بنحو 319 مليون وظيفة، حيث يعمل واحد من بين كل 10 أشخاص حول العالم في هذا المجال.. واليوم، ليس هناك قطاع أكثر عرضة منه للخطر بسبب فيروس كورونا الجديد.

وقد تأثر قطاع السفر بشكل كبير حتى الآن بسبب القيود المفروضة حول العالم والرحلات الملغاة إثر انتشار الفيروس وتمدده، إلّا أن الأمر قد يسوء أكثر مما هو عليه، إذ قد تكون هذه أسوأ أزمة تشهدها الصناعة منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لبعض الخبراء.

ويقول آدم ساكس، رئيس شركة "توريزم إيكونوميكس" المختصة في أبحاث صناعة السفر إنه "إذا قمت بقياس تأثير السفر بأكمله، فهو أكبر من أي صناعة أخرى في جميع أنحاء العالم، حيث لا يمكن لأي صناعة أخرى أن تقول إنها تدعم وظيفة من كل 10 وظائف"، مضيفاً أن ذلك يعود جزئياً إلى تنوعها كصناعة، إذ إلى جانب شركات الطيران والفنادق، تشمل الكثير من المجالات الأخرى مثل مجالات البيع بالتجزئة والمطاعم وأجزاء من التكنولوجيا.

وقد شهدت منطقة المحيط الهادئ انخفاضاً حاداً في مجال السفر، ليس فقط من وإلى الصين، بؤرة انتشار الفيروس، وإنما إلى بلدان آسيوية أخرى أيضاً. وكشفت الخطوط الجوية المتحدة هذا الأسبوع أنها شهدت انخفاضاً شبه إجمالي في الطلب على رحلات الصين فضلاً عن انخفاض بنحو 75% في الطلب على المدى القريب على بقية رحلاتها عبر المحيط الهادئ.

وكان قد أصبح الصينيون في الآونة الأخيرة من بين شعوب العالم الأكثر سفراً، حيث يحمل 180 مليون منهم جوازات سفر، مقارنة بـ147 مليون أمريكي. إلا أن سفر حاملي جوازات السفر الصينية توقف فعلياً بسبب الأزمة مؤخراً.

كما توسع التراجع في سوق السفر خارج السوق الصينية. حيث ألغيت العديد من المؤتمرات الكبرى التي كانت تتوقع أن تجذب أكثر من 100 ألف زائر، بصرف النظر عما إذا كان الفيروس قد طال موقعها أم لا، إذ أن الأشخاص المسافرين من جميع أنحاء العالم قد يحملوا الفيروس ويساهموا في نقله إلى الحدث، خاصة وأن أعراض الفيروس لا تظهر على المصابين بشكل سريع أو واضح.

وتشمل المؤتمرات التي ألغيت المؤتمر العالمي للهواتف في برشلونة، وهو المعرض الرائد لصناعة الهواتف المحمولة، ومعرض جنيف للسيارات، ومؤتمر F8 لفيسبوك، ومؤتمر ITB برلين، المعرض التجاري الرائد لصناعة السفر، والذي كان من المتوقع أن يستقطب 160 ألف مشارك.

ولكنها ليست فقط المعارض الكبيرة التي تأثرت بانتشار الفيروس، إذ باتت تلغى أيضاً أو تعلق جميع أنواع رحلات العمل بسبب مخاوف الشركات من تعريض موظفيها لمخاطر الفيروس.

ويقول سكوت سولومبرينو، المدير التنفيذي لرابطة السفر التجارية العالمية، إن الانخفاض الحاد والفوري في الاستعداد للسفر يشبه ما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيول، مشيراً إلى أن الثقة في السفر آنذاك بدأت تتحسن مع مرور الوقت بعد الهجمات، إلّا أنه في حالة فيروس كورونا، بات يتزايد القلق بشأن السفر كل يوم وسط تقارير جديدة عن تفشي المرض في جميع أنحاء العالم.