سيناريو مخيف في انتظار الشركات الأمريكية.. ماذا بعد انهيار أسعار النفط؟

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة

نيويورك، الولايات المتحدة (CNN Business) -- تواجه شركات صناعة النفط الأمريكي سيناريو مخيف، بعد انهيار الأسعار الكبير يوم الإثنين.

تسببت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في انخفاض الطلب على النفط بسرعة كبيرة لدرجة أن سعة تخزين البراميل في العالم بدأت تنفد. وفي الوقت نفسه، غمرت روسيا والمملكة العربية السعودية العالم بإمدادات زائدة.

أدت هذه الثنائية المزدوجة غير المسبوقة إلى انهيار أسعار النفط إلى مستويات تجعل من المستحيل على شركات النفط الصخري الأمريكية كسب المال.

تحول سعر الخام الأمريكي لشهر مايو إلى سلبي يوم الإثنين - وهو أمر لم يحدث قط منذ بدء تداول العقود الآجلة للنفط في بورصة نيويورك في 1983. كان بسهولة أسوأ يوم في سوق النفط على الإطلاق.

ويوم الإثنين، انهار سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي، ليصل سعر البرميل إلى أقل من سالب 37 دولار، وذلك لأول مرة في التاريخ.

ولا يزال تداول الخام الأمريكي تسليم يونيو حزيران أعلى من 20 دولارًا للبرميل - ولكن حتى هذا يعتبر كارثيًا.

وقال أرتام أبراموف، رئيس أبحاث النفط الصخري في Rystad Energy: "إن 30 دولارًا سيئة بالفعل، ولكن بمجرد أن تصل إلى 20 دولارًا أو حتى 10 دولارات، يصبح كابوسًا كاملاً".

خلال الأوقات الجيدة، تتحمل شركات النفط الكثير من الديون. ما يعني أن بعضها لن يتمكن من النجاة من هذا الانكماش التاريخي.

في بيئة نفطية بقيمة 20 دولارًا للبرميل، ستقدم 533 شركة للتنقيب عن النفط الصخري الأمريكي وإنتاجها ملفًا للإفلاس بحلول نهاية 2021، وفقًا لشركة Rystad Energy. وتقدر الشركة أنه عندما يكون سعر البرميل 10 دولارات، سيكون هناك أكثر من 1100 حالة إفلاس.     

ويعد الجانب المذهل بالنسبة للانخفاض القياسي في أسعار النفط هو أنه يأتي بعد أن وافقت روسيا والمملكة العربية السعودية على إنهاء حرب الأسعار الملحمية بعد تدخل الرئيس دونالد ترامب. وأقرت مجموعة أوبك + على خفض إنتاج النفط بمقدار قياسي.

وقال ترامب إن اتفاقية أوبك + ستوفر وظائف لا تعد ولا تحصى واستقرارًا في حاجة ماسة إلى التصحيح النفطي.

وقال ترامب في 12 أبريل نيسان: "سيوفر ذلك مئات الآلاف من وظائف الطاقة في الولايات المتحدة. أود أن أشكر وأهنئ الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين والملك السعودي سلمان (بن عبدالعزيز)".

ومع ذلك، استمر خام النفط في الانهيار، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن تخفيضات الإنتاج لن تبدأ قبل حلول مايو أيار المقبل. في حين اختفى الطلب على النفط لأن الطائرات والسيارات والمصانع همشتها جائحة الفيروس التاجي.

الأمل في صناعة النفط هو أن الأسعار السلبية ليوم الإثنين هي إلى حد ما مجرد صدفة سببها تمديد العقود الآجلة.

ويأتي الانخفاض القياسي في عقود مايو أيار على حجم تداول ضعيف جدًا قبل انتهاء يوم الثلاثاء. ذلك لأن هناك مخاوف من أنه لن يكون هناك مكان لتخزين تلك البراميل التي يتم تسليمها في مايو أيار. لكن عقد يونيو حزيران انخفض بنسبة 10٪ فقط إلى 22 دولارًا للبرميل. ونزل خام برنت، المؤشر العالمي، 5٪ فقط إلى 26.50 دولارًا للبرميل.

وقد يسمح انتعاش الأسعار السريع للعديد من شركات النفط بتجنب الإفلاس.

وأدى انهيار النفط إلى ممارسة لعبة التخمين بشأن الشركات التي ستخضع للإفلاس أولا. لا شك هي تلك التي تكدست عليها الكثير من الديون، وتواجه استحقاقات الديون التي تلوح في الأفق ولا يمكنها تحقيق أي تدفق نقدي حتى لتسديد مدفوعات فوائدها.