مروان المعشر لـCNN: الأردن يحتاج نهجا تشاركيا لمواجهة آثار كورونا الاقتصادية

اقتصاد
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
مروان المعشر
Credit: GettyImages

عمان، الأردن (CNN)-- أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني الأسبق، الدكتور مروان المعشر، أن الحكومة الأردنية "نجحت" إلى حد كبير في احتواء وباء فيروس كورونا في المملكة حتى الآن، فيما أعرب عن قلقه "من تغييب مبدأ التشاركية" في المرحلة المقبلة مع القطاعات المعنية، وأن "الشارع لن يستوعب مزيدا من التضحيات الاقتصادية"، إن لم يكن جزءا من صناعة القرار.

ورأى المعشر الذي يشغل حاليا موقع نائب رئيس معهد "كارنيغي" للسلام الدولي، في مقابلة أجرتها CNN بالعربية عبر سكايب الثلاثاء، أن المرحلة المقبلة التي ستشهد قرارات اقتصادية صعبة، لابد أن تعتمد نهج معالجة بشق اقتصادي اجتماعي وتشاركي أيضا، كما كانت في المرحلة الأولى من الأزمة، تعتمد نهج معالجة أمنية صحية.

وقال المعشر، إن هناك أطراف في الحكومة الأردنية تدرك تمام ضرورة هذه المعالجة، في الوقت الذي أبدى الشارع الأردني فيه تفهمه للإجراءات التي اتخذتها الحكومة "مضطرة" منذ بداية الأزمة، ومشيرا إلى أنه لولا هذه الإجراءات لكان النظام الصحي غير قادر على استيعاب الاعداد الكبيرة من المرضى.

وأضاف: "لكن الشارع اليوم وهو يعود إلى العمل تدريجيا، سيبدأ باكتشاف الآثار السلبية للحجر الذي دام أكثر من 6 أسابيع، هناك مؤسسات ستغلق أبوابها وهناك مؤسسات ستسرح العديد من العاملين، نحن أمام تحديات حقيقية في ارتفاع نسب البطالة".

ونوه المعشر إلى أن الشارع الأردني كان مثقلا بوضع اقتصادي صعب قبل الكورونا، وأنه اليوم "لا يستطيع أن يستوعب مزيدا من التضحيات الاقتصادية دون أن يشعر أنه شريك في صنع القرار، وأوضح أنه "إذا لم يشعر الشارع بهذه الشراكة وتسأله الحكومة فيما تريد أن تفعل، فيصبح الطلب من المواطن بمزيد من التضحيات الاقتصادية ليس أمرا محمودا وآمل ألا تقوم بذلك".

واعتبر المعشر أن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية حتى الان واستهدفت قطاع هنا وقطاع هناك بحسب تعبيره، لم تكن مبنية على "خطة متكاملة"، مشيرا إلى أنه ليس قلقا حيال قدرة الحكومة لاحقا على الخروج بهذه الخطة، لكن القلق لديه يتعلق "بقضية التشاركية" مع المجتمع.

ولم يخف المعشر توقعاته بأن يكون الشق الاقتصادي الاجتماعي هو الاصعب في المرحلة المقبلة، وأن تداعياته ستكون "كبيرة وكبيرة جدا"، لأن الأردن ليس بمعزل عن اقتصاديات العالم.

وتوقع المعشر أن تلجأ الحكومة "لمزيد من الاقتراض" لضخ سيولة في السوق المحلية لمعالجة آثار الكورونا، في وقت استطاعت الحصول فيه على بعض المساعدات من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بما يقدر بنحو مليار دولار، لكنه رأى بأن الاقتراض الاضافي "لن يكون هينا" لأن العالم كله يتسابق نحو هذه الأموال.

وشدد المعشر مجددا على أن التحدي اليوم، سيكون في إطلاق حوارات معمقة مع كل القطاعات خاصة المتأثرة أكثر بالأزمة، للخروج بخطة يشعر فيها المواطن بأنه جزء لا يتجزأ من كتابة هذه الخطة من الحل، وقال: "بعكس ذلك أنا قلق من هذا الموضوع".

أما عن استحقاق إجراء الانتخابات النيابية العام الجاري 2020، قال المعشر إن العملية الانتخابية لابد أن تكون منتظمة وفقا لأحكام الدستور، متسائلا في الوقت ذاته عن إمكانية إجرائها والسيطرة على التباعد الاجتماعي الذي يرافق الانتخابات، وفيما إذا استطاعت الهيئة المستقلة للانتخاب إجراء الانتخابات بأدوات ووسائل مختلفة. وقال: "هذه أسئلة صعبة غير معروفة الإجابة، أفضل أن تجرى الانتخابات في موعدها شريطة أن يكون الوضع الصحي ملائما، ودون ذلك ربما تصبح هناك حاجة إلى تأجيلها".

وفيما يتعلق بتأثيرات المحيط الخارجي بالأردن في ظل أزمة كورونا، قال المعشر إن المساعدات الخارجية التي كانت تأتي للمملكة لن تكون بالمستوى السابق حتى القادمة من الدول الخليجية، التي لم تعد في وضع يسمح بتقديمها كالسابق وإن كانت ترغب في ذلك، على حد قوله.

وقال: "المساعدات التي كان الأردن يعتمد عليها سابقا من المحيط لا يستطيع أن يعتمد عليها اليوم، وكذلك المساعدات الخارجية، نحن حقيقة في مرحلة تتطلب مزيدا من الاعتماد على الذات"، مضيفا أن "الأزمة ليست موضوعا اقتصاديا فقط بل سياسيا أيضا، بإشراك المواطن بصنع القرار".

  • هديل غبون
    هديل غبون
    مراسلة CNN بالعربية
نشر