لماذا قد لا يكون الارتفاع الأخير في سعر صرف الدولار سببًا للفرح؟

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة

نُشرت نسخة من هذه القصة لأول مرة في نشرة البريد الإلكتروني Before the Bell. لست مشتركا؟ يمكنك التسجيل هنا.

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- يرتفع سعر الدولار الأمريكي بمعدلات حادة، فقد وصل إلى أقوى مستوى له مقابل العملات الرئيسية الأخرى منذ ما يقرب من عقدين.

هذا الأمر مفيد للسياح الأمريكيين الذين يسافرون إلى الخارج هذا الصيف. ولكن بالنسبة لوول ستريت، يعتبر ذلك مدعاة للقلق المتزايد.

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 4٪ في الشهر الماضي وما يقرب من 13٪ منذ بداية العام، بينما كانت العملات الرئيسية الأخرى تعاني.

انخفض اليورو بنسبة 12٪ هذا العام، وكان قد حقق يوم الثلاثاء تكافؤا مع الدولار الأمريكي لأول مرة منذ 20 عامًا حيث دفعت المخاوف بشأن اقتصاد المنطقة -التي أذكتها الحرب الروسية في أوكرانيا- المستثمرين إلى التخلص من ممتلكاتهم. وتراجع الجنيه الإسترليني نحو المستويات التي شوهدت خلال أسوأ أيام الوباء.

بدأ صعود الدولار تحسباً لارتفاع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما يجعل الولايات المتحدة مكانًا أكثر جاذبية لتخزين الأموال النقدية. ولكن هيمن الدولار في الأسابيع الأخيرة لأسباب أخرى.

أولاً، هناك سمعته باعتباره استثمارًا آمنًا، بحيث يندفع المستثمرون إلى جمع الدولارات كمخزن للقيمة عندما يتصاعد القلق حول صحة الاقتصاد العالمي، وتزداد احتمالية حدوث الركود.

وقال مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار فيUBS Global Wealth Management، في مذكرة بحثية حديثة: "من المرجح في الجو الحالي من النفور من المخاطرة في الأسواق أن يستمر ارتفاع الدولار الأمريكي في المدى القريب."

لا تحصل عملات الملاذ الآمن التقليدية الأخرى على نفس القوة، فقد ارتفع الفرنك السويسري بنحو 8٪ هذا العام، وكان الين الياباني متقلبًا وسجل مؤخرًا أضعف مستوى له مقابل الدولار منذ العام 1998.

يرجع ذلك جزئيًا إلى أن الاقتصاد الأمريكي يبدو أقوى من نظرائه، وهو محرك رئيسي آخر لارتفاع الدولار.

تتعامل أوروبا مع أزمة طاقة متزايدة قد تجعل من الصعب على البنك المركزي الأوروبي محاربة التضخم. يشعر بعض المسؤولين بالقلق من أن خط أنابيب نورد ستريم 1 المهم من روسيا إلى ألمانيا، والذي تم إغلاقه للصيانة الروتينية، قد لا يُعاد تشغيله كالمعتاد في وقت لاحق من هذا الشهر، وقد يجبر ذلك الحكومات على القيام بتدخلات طارئة.

قال جوردان روتشستر، محلل العملات في نومورا، يوم الثلاثاء: "إذا لم يكن السيناريو حيث يتعين على منطقة اليورو تقنين إمدادات الغاز للصناعة أزمة اقتصادية، فما هو؟" وتوقع أن يستمر اليورو في الانخفاض.

المملكة المتحدة مشلولة في هذه الأثناء بسبب الفراغ السياسي مع انطلاق السباق لاستبدال بوريس جونسون كرئيس للوزراء، ويبدو أن اليابان تحافظ على سياسة نقدية فائقة السهولة، واختارت دعم الاقتصاد بدلاً من وضع غطاء على الزيادة في الأسعار.

ماذا يعني ذلك كله: الدولار القوي يمنح الأمريكيين المزيد من القوة الشرائية عندما يكونون خارج البلاد. ولكن بحسب مايكل ويلسون استراتيجي الأسهم في مورغان ستانلي، فإنه ليس بالضرورة أمرًا جيدًا للأسهم، لأنه يؤثر على قيمة المبيعات والأرباح الدولية للشركات الأميركية.

وقال إن مبيعات الشركات الأمريكية في الخارج تصل لحوالي 30٪. وأشار إلى أن ذلك يكون عائقًا إضافيًا في الوقت الذي يتعاملون فيه بالفعل مع تأثيرات التضخم والمخزون الإضافي والتحولات في الطلب.

وقال ويلسون: "قوة الدولار هذه مجرد سبب آخر للاعتقاد بأن الأرباح تنخفض خلال مواسم الأرباح القليلة القادمة، لذلك من المرجح أن يتلاشى الارتفاع الأخير في الأسهم."