هل تناول الأسبرين محفوف بالمخاطر حقاً؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- على مدى عقود من الزمن، كان الأشخاص الأصحاء يُنصحون بتناول جرعة منخفضة من الأسبرين كإجراء وقائي للمساعدة في الوقاية من مشاكل القلب، لكن المبادئ التوجيهية تغيرت هذا العام.

ولا يزال يُنصح باستخدام الأسبرين يومياً وقد يكون المنقذ بالنسبة للمرضى الذين كانوا قد أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو خضعوا لجراحة القلب المفتوح. لكن سيلان الدم بسبب الأسبرين، يمكن أن يتسبب في حدوث نزيف كبير، لذلك فإن عادة الأسبرين اليومية بالنسبة للعديد من المرضى الأصحاء، لا تستحق المخاطرة.

وتوصلت دراسة جديدة نشرت في مجلة "Annals of Internal Medicine" إلى نتيجة مختلفة، حيث وجدت أن الأسبرين يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب للمرضى المعرضين لها، وبعض المرضى الذين لا يوجد لديهم خطر معروف تجاه أمراض القلب والأوعية الدموية. وخلص الباحثون إلى أن فوائد الأسبرين تفوق أضرار النزيف، إذا ما تمت مقارنة خطر الوفاة جراء حالة نزيف واحدة، بخطر الاستشفاء أو الوفاة بسبب مشكلة في القلب.

ووجدت الدراسة أن ما لا يقل عن نسبة 12.1٪ من الرجال و2.5٪ من النساء الذين ليس لديهم تاريخ في مشاكل القلب حصلوا على فوائد من علاج بالأسبرين استمر لـ5 سنوات. وقد زادت هذه الفوائد بشكل أكبر عند مقارنة الخطر بين حدوث نزيفين ومشكلتين في القلب والأوعية الدموية.

واكتشف الباحثون ذلك من خلال دراسة بيانات أكثر من 245000 من البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عاماً في نيوزيلندا.

وقالت المؤلفة فانيسا سيلاك، محاضرة رئيسية في قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي بكلية صحة السكان بجامعة أوكلاند، إنه تم تصنيف كل فرد في الدراسة على أنه يستفيد من الأسبرين، إذا كان عدد (أمراض القلب والأوعية الدموية) التي تم منعها أكبر من عدد مرات حدوث النزيف.

ويستنتج المؤلفون أنه بالنسبة لبعض الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض القلب، "من المرجح أن يؤدي الأسبرين إلى فائدة صافية"، ولكنهم يحذرون من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لمعرفة ما إذا كان هذا سيطبق على الأشخاص الذين يعيشون خارج نيوزيلندا. كما أنهم لم يبحثوا في استخدام الأسبرين من قبل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 79 عاماً.

وتضيف الدراسة أنه بينما من المحتمل أن يؤدي الأسبرين إلى منفعة صافية" إلا أنه "من الصعب" تقديم توصية عامة بشأنه.

نتائج مماثلة.. تفسير مختلف

وأظهرت الأبحاث السابقة أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يومياً، يرتبط بزيادة خطر حدوث نزيف في الجمجمة.

وقال الدكتور أميت خيرا، الذي ساعد في كتابة أحدث الإرشادات الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية والكلية الأمريكية لأمراض القلب بخصوص الأسبرين، إن هذه النتائج مماثلة لدراسات صدرت في عام 2018، واستخدمت لإنشاء الإرشادات الحالية للولايات المتحدة.

ورغم أن النتائج متشابهة، فقد توصلت هذه الدراسات إلى استنتاج مختلف وجادلت بأن تناول الأسبرين يوميا لا يوفر أي فائدة صحية كبيرة لكبار السن وقد يسبب الأذى. وقال خيرا إن "الأمر المختلف إلى حد كبير هو تفسير خطر حدوث نزيف"، مضيفاً: "هذ ليس نزيفا في الأنف، هذه حالات نزيف خطيرة تتطلب دخول المستشفى."

وأوضح سيلاك، كاتب الدراسة الجديدة أنه من الواضح أن هناك فائدة من الأسبرين من حيث الحد من مخاطر حالات (أمراض القلب والأوعية الدموية)، بناءً على التحليل المنشور حديثاً لجميع تجارب الأسبرين بين الأشخاص غير المصابين بأمراض القلب المزمن، مشيراً إلى أن "التحدي هو أن الأسبرين قد يزيد من خطر حدوث نزيف كبير."

وتابع سيلاك قائلاً أن "ما أظهرته دراستنا هو أن هناك أشخاصاً يحتمل أن يستفيدوا بشكل عام من الأسبرين، مع مراعاة أضرار النزيف، ولكن هناك حاجة إلى التنبؤ الشخصي بالمنافع والأضرار من أجل تحديد هؤلاء الأشخاص".

 

   

 
نشر