دراسة: الطفل الوحيد أكثر عرضة للسمنة

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة أن الطفل الوحيد قد يكون أكثر عرضةً للإصابة بالسمنة، مقارنة بالأطفال الذين لديهم أشقاء.

ونظرت الدراسة في عادات الأكل، ووزن الجسم للطفل الوحيد، ووجدت أن عادات الأكل الصحية وخيارات المشروبات أقل من تلك التي لدى الأسر التي تحتوي على عدة أطفال.

وقالت طبيبة الأطفال الدكتورة ناتالي موث، التي ترأس قسم السمنة في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إنه على الرغم من أن حجم العينة كان صغيراً، ولم تتمكن الدراسة من إثبات السبب والنتيجة، فإنها "تثير نقطة مثيرة للاهتمام نحتاج إلى فهمها بشكل أفضل".

وأوضحت موث، التي لم تشارك في الدراسة: "أظهرت العديد من الدراسات بالإضافة إلى هذه الدراسة أن الأطفال الوحيدين هم أكثر عرضة لزيادة الوزن أو السمنة".

وأضافت أنه من المفيد بناء مجموعة من البحوث التي ستوفر في النهاية إجابات أكثر وضوحاً.

ماذا يعني أن تكون "وحيداً"

وركزت الدراسات المبكرة على العديد من السلبيات التي كان المجتمع يؤمن بها عن الأطفال الوحيدين، مثل فكرة أن الطفل سيصبح متهوراً، وأنانياً، وتنافسياً، ومدللاً بشكل مفرط.

وقالت توني فالبو، عالمة نفس بجامعة تكساس في أوستن: "افترض الكثير من الناس أن الأطفال الوحيدين بعانون من عيب ما، لذا تم إجراء الكثير من الأبحاث حول الإنجاز والشخصية".

وقامت فالبو في العام 1986، بتحليل لـ 200 دراسة عن الأطفال الوحيدين، ووجدت أنهم تفوقوا في التحصيل العلمي، والذكاء، والشخصية على الأطفال الذين لديهم أشقاء، وخاصة أولئك الذين لديهم أخوة أو أخوات أكبر سناً.

وأوضحت فالبو: "يحصل الأطفال الذين ليس لديهم أشقاء وشقيقات على مزيد من التعليم، ويحرزون درجات أعلى في اختبارات التحصيل المختلفة. وفيما يتعلق بإنجازات الشخصية، فإنهم بحال جيدة. لديهم شخصيات إيجابية بشكل معقول، وليسوا عرضة للأمراض العقلية أكثر من أي شخص آخر".

والفرق الوحيد الذي وجده التحليل هو أن الأطفال الوحيدين يتمتعون بروابط أقوى مع الوالدين مقارنة بالأطفال الذين لديهم أشقاء، وهو ما تم تأكيده لاحقاً من خلال دراسة أجريت عام 2018 شملت 10 آلاف تلميذ ألماني.

العلاقة بالسمنة

وبدأت الدراسات في أوروبا والصين خلال العقود القليلة الماضية تنظر في العلاقة بين زيادة الوزن وكون الطفل وحيداً، كما نظر البعض أيضاً في ترتيب ولادة الأطفال.

وأعطت سياسة الطفل الواحد المعمول بها في الصين بين عامي 1980 و2016 للباحثين معلومات قيمة للبيانات. وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة شملت حوالي 20000 شخص صيني أن الأبناء الوحيدين في المناطق الحضرية في الصين كانوا أكثر عرضة بنسبة 36٪ للوزن الزائد، وبنسبة 43٪ للسمنة من الأبناء الذين لديهم أشقاء".

وفي الدراسة الحالية، وجد الباحثون أن أمهات الأطفال الوحيدين هن أنفسهن أكثر عرضة لزيادة الوزن.

ويعتقد المؤلف الرئيسي تشيلسي كراشت، الباحث في مركز الأبحاث الطبية الحيوية بجامعة بنينجتون في ولاية لويزيانا، أنه ممكن تفسير النتائج بالاختلافات في التخطيط، والتنظيم المطلوبة من الأمهات اللواتي لديهن عدة أطفال.

وقال كراشت في مقابلة مع مجلة علوم التغذية والسلوك: "مع وجود عدة أطفال في العائلة، نقوم بجدولة المزيد من وجبات الطعام. لذلك سوف نحصل على المزيد من الوجبات المنزلية. ومن المحتمل أن تكون وجباتنا السريعة أقل".

وتبحث فالبو حالياً عن المراهقين الوحيدين، وتجد أنهم يقضون وقتاً أطول على الشاشات، مما يقلل من قدرتهم على أن يكونوا نشطين.

وقالت فالبو: "يظهر بحثي أنهم أكثر عرضة لتناول الوجبات السريعة بشكل متكرر. فيما يتعلق بالمجال البحثي الشامل للسمنة، من المعروف أنه كلما زاد عدد الوجبات المطبوخة في المنزل بدلاً من تناول الوجبات السريعة، قل احتمال حصولك على مؤشر كتلة جسم مرتفع".

 

 

نشر