الحليب كامل الدسم ضروري للأطفال

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة
الحليب كامل الدسم ضروري للأطفال
Credit: Graeme Robertson/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بسبب زيادة القلق حول الحساسية المفرطة نتيجة تناول المشروب الأبيض الكريمي، فقد زادت شعبية بدائل الحليب، وما زالت العديد من الخرافات تحيط بالمشروب، بما في ذلك الاعتقاد بأنه يزيد من أعراض البرد.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالأطفال، فإن حليب البقر أمر لا بد منه، ودائماً في شكله كامل الدسم، كما يقول الخبراء.

وتقول لوسي أبتون، أخصائية في تغذية الأطفال والمتحدثة باسم جمعية أخصائيي التغذية في المملكة المتحدة إن الحليب مصدر جيد للكالسيوم، واليود، والفيتامينات "A" و"B12"، والدهون (وهي الدهون التي تساعد الأطفال على تلبية احتياجاتهم من الطاقة).

أما المصادر الثلاثة الرئيسية للطاقة لدى الأطفال فهي الألبان، والبروتين، والكربوهيدرات. وتقول أبتون: "يحتاج الطفل البالغ من العمر عامين حوالي 80 سعرة حرارية لكل كيلوغرام من الوزن"، مشيرة إلى أن البالغين يحتاجون إلى أقل من نصف هذه الكمية.

وكشفت دراسة حديثة أيضاً أن الأطفال الذين يشربون الحليب كامل الدسم أقل عرضة للسمنة من أولئك الذين يشربون النوع قليل الدسم.

لماذا نحرمهم من الأشياء الجيدة عندما يكون لديهم الكثير من الطاقة لاستهلاكها؟

تجنب حليب الأطفال، على الرغم مما تقوله الإعلانات

ربما لم تسمع عن حليب الأطفال، لكنه اليوم منتج متوفر على نطاق واسع يستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 شهراً و3 سنوات.

وينصح خبراء الصحة والتغذية منذ فترة طويلة بعدم تناول حليب الأطفال بسبب السكر والملح المضاف ونسبة البروتين الأقل من حليب البقر العادي، والذي تم التأكيد عليه مؤخراً في بيان إجماع صدر عن منظمات الصحة والتغذية الأمريكية الرئيسية.

ولكن، وجدت دراسة نُشرت مؤخراً أنه بين عامي 2006 و2015، زادت مبيعات حليب الأطفال بـ 2.6 مرة، وساعد جزء كبير منها زيادة الإعلان.

ويعتقد الفريق أن هذا قد يكون بسبب زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية في السنوات الأخيرة، مما قلل من مبيعات الحليب الصناعي، وتوجيه الاهتمام بعيداً عن حليب الأطفال.

لكن النصيحة واضحة: يجب أن يتناول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و24 شهراً بين كوب و3 أكواب من الحليب كامل الدسم يومياً.

أعطهم الحليب كامل الدسم

وتقول أبتون: "لا نوصي بالحليب الخالي من الدسم للأطفال، خاصة للأطفال دون سن الخامسة".

ويوافق سايمون شتاينسون على ذلك، وهو عالم تغذية في مؤسسة التغذية البريطانية، ويقول: "يمكن إعطاء الأطفال الذين يتناولون الطعام جيداً الحليب الخالي من الدسم بعد العامين، ولكن الحليب الخالي من الدسم ليس مناسباً كمشروب للأطفال دون الـ 5 سنوات".

ويجب ألا يؤثر ذلك على وزنهم، إذ وجد باحثون كنديون أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العام و18 عاماً، والذين يتناولون الحليب كامل الدسم، كانوا أقل عرضة للإصابة بالسمنة.

وقام الفريق بتحليل 14 دراسة شملت 20897 طفلاً، بمقارنة الأطفال الذين شربوا الحليب كامل الدسم مع أولئك الذين شربوا الحليب قليل الدسم.

ويوضح جوناثون ماجواير، أستاذ مشارك في طب الأطفال بجامعة تورونتو، والذي أشرف على الدراسة، أن وزن الأطفال الذين يشربون الحليب كامل الدسم لم يكن أكثر.

لكن ماجواير يشدد على أن النتائج كانت قيد الملاحظة، وأنه يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب التي تجعل هذا صحيحاً.

ويُوضح أن الأطفال الذين يشربون الحليب كامل الدسم قد يشعرون بالشبع أكثر، وإلا فقد تكون هناك فرصة لأن يكون الآباء والأمهات الذين يشربون الحليب قليل الدسم يتمتعون باطفال أكبر حجماً، كما يقول - وهو سبب منطقي يعرف باسم "السببية العكسية".

ويجري ماجوير وفريقه الآن تجربة عشوائية مع 500 طفل دون سن الخامسة على مدى عامين لمعرفة ما إذا كان محتوى الدهون في الحليب الذي يشربونه هو عامل رئيسي في تحديد وزنهم، مع الأخذ بعين الاعتبار عادات تناول الوجبات الخفيفة للأطفال، والوزن الأولي، وغيرها من العوامل التي قد تؤثر على الوزن.

أشار ماجواير لـCNN إلى أنه من المهم أن "نفهم الآثار الصحية لما نقوم به مع أطفالنا، فالآباء يتخذون هذه القرارات على أساس يومي" ويحتاجون إلى أدلة.

نشر