حمية البحر المتوسط ​​تحرز فوزاً آخر من حيث طول العمر عبر تحسين الميكروبيوم

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة
حمية البحر المتوسط ​​تحرز فوزاً آخر من حيث طول العمر عبر تحسين الميكروبيوم
Credit: David Silverman/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا نزال نجد العديد من الفوائد المفاجئة في نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، والذي يُعتبر واحداً من الأصح في العالم.

ووجدت دراسة جديدة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية "BMJ" أن تناول حمية البحر الأبيض المتوسط ​​لمدة عام واحد فقط، قد غيرت الميكروبيوم للأشخاص المسنين بطرق تحسّن من وظائف الدماغ، وتساعد في العمر المديد.

ووجدت الدراسة أن هذا النظام قد يمنع إنتاج المواد الكيميائية الالتهابية التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوظيفة الإدراكية، ويحد من تطور الأمراض المزمنة مثل السكري، والسرطان، وتصلب الشرايين.

وقال مؤلفو الدراسة: "تدعم النتائج التي توصلنا إليها إمكانية تغيير النظام الغذائي المعتاد لتعديل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، والتي بدورها لديها القدرة على تعزيز الشيخوخة الصحية".

دور الميكروبيوم

يقول العلم إن حوالي 60 طناً من الطعام يمر عبر الجهاز الهضمي للإنسان طيلة حياته، مما يعرضنا إلى مليارات من البكتيريا المختلفة إضافةً إلى تلك التي تولد معنا. وتلعب العديد من تلك المخلوقات الصغيرة أدواراً مهمة، جيدة وسيئة، في مدى قدرتنا على امتصاص المواد الغذائية، والاستجابة المناعية، والطاقة، ومستويات التمثيل الغذائي.

وأظهر العلم أنه مع تقدمنا في العمر، تتقلص أنواع الميكروبات الموجودة في الأمعاء. ويُعتبر اتباع نظام غذائي سيء أمر شائع بشكل خاص بين كبار السن الذين يعيشون بمفردهم. وقد تؤدي المشاكل الصحية ومشاكل الأسنان لدى المسنين إلى الصعوبة في تناول نظام غذائي متوازن.

التغيير يحدث خلال 12 شهراً

وحلّلت الدراسة الميكروبيوم الهضمي لـ 612 شخصاً من كبار السن من فرنسا، وإيطاليا، وهولندا، وبولندا، والمملكة المتحدة قبل وضع 323 منهم على نظام غذائي خاص لمدة عام.

وصُمم النظام الغذائي للمسنين، والذي يعتمد على مبادئ نظام البحر الأبيض المتوسط المتمثل في تناول الكثير من الفاكهة، والخضار، والمكسرات، والبقوليات، وزيت الزيتون، والسمك، والقليل من اللحوم الحمراء، والسكر، والدهون المشبعة.

أما بقية المشاركين في الدراسة والذين تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاماً، فقد طلب منهم الاستمرار في تناول الطعام كما يفعلون دائماً لمدة 12 شهراً.

وبعد انتهاء العام، رأى أولئك الذين اتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط ​​تغييرات مفيدة للميكروبيوم في جهازهم الهضمي. وقد تباطأ فقدان التنوع البكتيري، وانخفض وجود علامات حول الالتهابات الضارة المحتملة مثل البروتين C التفاعلي.

وفي الوقت نفسه، حدث نمو في البكتيريا المفيدة المرتبطة بتحسين الذاكرة ووظيفة الدماغ، بحسب ما ذكرت الدراسة.

فوائد حمية البحر المتوسط

وفاز هذا النظام بميداليات ذهبية في الحد من خطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع الكوليسترول في الدم، والخرف، وفقدان الذاكرة، والاكتئاب، وسرطان الثدي، بالإضافة إلى ارتباطه بقوة العظام، وصحة القلب، والعمر الأطول، وفقدان الوزن.

وترتكز معظم وجبات ذلك النظام على الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والفاصوليا، والبذور مع بعض المكسرات والتركيز الشديد على زيت الزيتون البكر الممتاز، مع الاستغناء عن السكر، والدقيق، والزبدة ما عدا في حالات نادرة.

ونادراً ما يتم تناول اللحوم. وبدلاً من ذلك، قد تشمل وجبات الطعام البيض، والألبان، والدجاج، ولكن في كميات أصغر بكثير من الحمية الغربية التقليدية. أما الأسماك فتعتبر بمثابة العنصر الرئيسي.

نشر