كيف سرق فيروس كورونا المستجد أكثر طرق التواصل تأثيراً بين البشر؟

علوم وصحة
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قبل تطور التكنولوجيا وإنشاء الرموز التعبيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان يعتمد البشر على لغة الجسد بشكل أساسي. 

ولكن، تسبب فيروس كورونا المستجد بتجريدنا من التقارب العاطفي، الذي نحتاجه أحياناً عند الشعور بالضعف، أو الوحدة، أو الخوف. واليوم، نواجه صعوبة في رؤية تعابير الوجه وحركات الجسم، بسبب ارتداء الكمامات الطبية وإجراء المحادثات المرئية. 

كيف أثر فيروس كورونا على طرق التواصل بين البشر؟
Credit: Source: Silent Messages by Albert Mehrabian

لغة الجسد

يعتمد العاملون في مجال الصحة على التواصل الإيجابي غير اللفظي، بغية إظهار الاهتمام والرعاية لمرضاهم، كالقرب الجسدي الوثيق، والابتسام، وإيماء الرأس. 

كيف أثر فيروس كورونا على طرق التواصل بين البشر؟
Credit: Source: Images courtesy Jeffrey Cohn/Takeo Kanade. Takeo Kanade, Jefrey Cohn and Yingli Tian analysis of facial expression data

كيف تعيق الأقنعة التواصل بتعابير الوجه؟

يقول المؤلف والعالم، ديفيد هاميلتون، وهو يدرس التعاطف، إنها كانت معركة شاقة مع المرضى في المستشفيات، وسط تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأوضح: "إذا كنت ذاهباً إلى المستشفى، فإن نظام الجسم والدماغ يكونان مرهقين وخائفين، الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير مثبط على الاستجابة المناعية. لذلك أنت بحاجة إلى أكبر قدر من الطمأنينة لإعادة الجسد إلى حالته الأصلية".

كيف أثر فيروس كورونا على طرق التواصل بين البشر؟
Credit: Source: SensorSpot/Getty Images/CNN Illustration

لماذا يصعب نقل مشاعرنا عند ارتداء أقنعة الوجه؟

يقول طبيب غرفة الطوارئ، آرا سوبيا، الذي يعمل في جناح كوفيد-19 بفلوريدا: التعبير عن المشاعر بالأقنعة والنظارات الواقية ودرع الوجه والأثواب أمر صعب للغاية.

ويفعل سوبيا ما يفعله العديد من العاملين بالقطاع الصحي، بمن فيهم الطبيب الويلزي شاران تشوجاني.

وقال تشوجاني لـCNN: "أكتب اسمي على ثوبي وأرسم وجهاً مبتسماً"، مضيفاً أنه يحدث فرقاً كبيراً من ناحية تحقيق الثقة والطمأنينة". 

فوائد اللمس

يمكن أن تؤدي اللمسة الصغيرة إلى إطلاق أوكسايتوسين، الذي يبطئ إفراز هرمونات الإجهاد ويعزز جهاز المناعة، كما يمكن أن يؤدي عدم اللمس إلى الاكتئاب والقلق والتوتر.

ويمكن أن يؤدي اللمس لفترة طويلة إلى خفض مستويات هرمون الإجهاد، مع تعزيز كمية السيروتونين والدوبامين في الجسم، مما يساعد على تعديل المزاج.

لم يسرق فيروس كورونا المستجد أرواح الناس فحسب، وإنما أيضاً السلوكيات الجسدية، التي تساعد في إظهار التعاطف مع الآخرين والتخفيف من معاناتهم. 

وأخيراً، نبقى نتذكر أن أبسط السلوكيات البشرية هي ثمينة ويصعب استبدالها.