دراسة أوروبية: الجينات الوراثية وفصيلة الدم قد تزيد فرص الإصابة أو الوفاة بسبب كورونا

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قال فريق من العلماء الأوروبيين إنهم اكتشفوا عاملين مختلفين وراثيين قد يظهران الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة أو الوفاة بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، كما قال الباحثون إنهم وجدوا رابطًا أيضًا مع فصيلة الدم.

وتشير النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت، الأربعاء، في مجلة نيو إنجلاند الطبية، إلى تفسير محتمل لسبب إصابة بعض الأشخاص بهذا الفيروس بشكل خطير، بينما بالكاد لا تظهر أي أعراض على الإطلاق عند أشخاص آخرين.

ووجد الباحثون أن الأشخاص من فصيلة الدم (A)، تزيد لديهم فرص الإصابة بالفيروسات التاجية ويعانون من تطور شديد لأعراض المرض، في حين أن الأشخاص من فصيلة الدم (O) تتراجع لديهم فرصة الإصابة بالفيروس.

وكتب الباحثون في دراستهم، "تؤكد بياناتنا الوراثية أن خطر اكتساب فصيلة الدم O لفيروس كورونا، يأتي بنسبة أقل من غيرها من فصائل الدم، في حين أن فصيلة الدم A مرتبطة بخطر أعلى من غيرها من الفصائل".

ووجد الباحثون أن الأشخاص الحاملين لفصيلة الدم من النوع (A) لديهم خطورة أعلى بنسبة 45% للإصابة بالعدوى من الأشخاص الذين لديهم أنواع دم أخرى، وكان الأشخاص الحاملين لفصيلة الدم من النوع (O) أقل عرضة للإصابة بنسبة 65% من الأشخاص الحاملين لأنواع أخرى من فصائل الدم.

ونشر الفريق الدولي الكبير أولاً النتائج التي توصلوا إليها على خادم "غير خاضع لاستعراض الأقران"، لكن تمت مراجعة التقرير ونشره في المجلة البريطانية المرموقة على نطاق واسع.

أجرى الباحثون، بقيادة أندريه فرانكي، أستاذ الطب الجزيئي في جامعة كيل بألمانيا، دراستهم على أكثر من 1900 مصاب بفيروس كورونا المستجد في إسبانيا وإيطاليا، فيما تم مقارنتهم بـ2300 شخص لم يصابوا بالفيروس.

قام الباحثون بما يُعرف بدراسة "الارتباط على مستوى الجينوم"، وبحثوا في الخريطة الوراثية بأكملها للعثور على نوعين مختلفين من الحمض النووي كانا أكثر شيوعًا في الأشخاص الأكثر مرضًا.

ولا يستطيع الباحثون تحديد ما إذا كانت فصيلة الدم هي سبب مباشر للاختلافات في القابلية للإصابة، وقالوا إنه ربما تكون التغييرات الجينية التي تؤثر على خطر شخص ما مرتبطة أيضًا بفصيلة الدم.

ويقول الدكتور روي سيلفرستاين، اختصاصي أمراض الدم ورئيس قسم الطب في كلية الطب في ويسكونسن، إن "صلة فصيلة الدم معقولة"، مشيرًا إلى أن "الجينات التي تتحكم في فصيلة الدم تؤثر أيضًا على الهياكل التي تسمى السكريات على أسطح الخلايا، والتي يمكن أن تؤثر بدورها على قدرة الفيروس على إصابة تلك الخلايا. بالإضافة إلى ذلك، ترتبط فصيلة الدم بخطر الإصابة بالجلطات الدموية، ومن الواضح الآن أن عدوى فيروس كورونا الشديدة تتميز بتخثر دم غير عادي في جميع أنحاء الجسم".

سيلفرستاين الرئيس السابق للجمعية الأمريكية لأمراض الدم، قال أيضًا إن "النتائج لا تعني الكثير بالنسبة للشخص العادي. في حين أن المخاطر المتزايدة قد تبدو كبيرة، إلا أنه بالنسبة لشعب كامل من الناس، فإن الأمر ليس كبيرًا على الإطلاق"، بحسب تعبيره لـ CNN.