العلماء أقرب بخطوة واحدة إلى تأخير الشيخوخة.. وهذا ما كشفت عنه هذه الدراسة

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لا مفر من التقدم في العمر، ولكن قد يكون هؤلاء العلماء في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أقرب بخطوة واحدة إلى القدرة على تأخير عملية الشيخوخة.

وقام فريق من العلماء بدراسة الشيخوخة في الخميرة لمحاولة فهم ما إذا كانت الخلايا المختلفة تتقدم بالعمر في المعدل ذاته، وللسبب ذاته. واختار الفريق الخميرة بسبب سهولة التلاعب بخلاياها.

ووجد العلماء أمراً مثيراً للاهتمام، إذ تقدمت الخلايا المصنوعة من المواد الوراثية ذاتها وفي البيئة ذاتها "بطرق مختلفة بشكل لافت للنظر"، وفقاً للعلماء الذين نشروا نتائج الدراسة في مجلة "Science". 

وعن طريق استخدام تقنيات تشمل علم الموائع الدقيقة، والنمذجة عن طريق الحاسوب، تعلم العلماء أن حوالي نصف خلايا الخميرة تقدمت في العمر بسبب التراجع التدريجي في النوية، وهي عبارة عن جسم دائري في نواة الخلية.

وتقدم النصف الآخر من تلك الخلايا في العمر بسبب خلل في الميتوكوندريا، والتي تنتج طاقة الخلية.

وقال العلماء إن الخلايا تتجه إلى واحدة من بين مسارين، وهما المسار النووي أو الميتوكونديري، وهي تستمر في مسار الشيخوخة إلى أن تموت في النهاية.

وأجرى الباحثون اختبارات إضافية لفهم كيفية عمل الخلايا.

وقال كبير المؤلفين في الدراسة والأستاذ المساعد في قسم علم البيولوجيا الجزيئية الخاص بقسم العلوم البيولوجية في الجامعة، نان هاو: "لفهم كيفية اتخاذ الخلايا لهذه القرارات، حددنا العمليات الجزيئية الكامنة وراء كل من مسارات الشيخوخة، والروابط فيما بينها، وكشفنا عن دائرة جزيئية تتحكم بتقدم العمر في الخلية، وهي مشابهة للدوائر الكهربائية التي تتحكم بالأجهزة المنزلية".

وبعد نمذجة "مشهد الشيخوخة"، وجد فريق الباحثين أنه بإمكانهم التلاعب، وتحسين عملية الشيخوخة باستخدام المحاكاة بالحاسوب، وذلك من أجل إعادة برمجة الدائرة الرئيسية وتعديل حمضها النووي.

وتمكن الفريق من إنشاء "مسار شيخوخة جديد" يتمتع بعمر ممتد بشكل كبير.

ويعتقد الباحثون أن هذا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى  وجود احتمال لتأجيل الشيخوخة عند البشر.

وقال هاو لـCNN: "هذا مسار شيخوخة لم يكن متواجداً من قبل. ولكن، بسبب فهمنا كيفية تنظيمه، نستطيع بشكل أساسي تصميم أو تنظيم مسار شيخوخة جديد".

وفي بيان، أشار هاو إلى أن الدراسة تسلط الضوء على احتمالية تصميم علاجات جينية، أو علاجات مبنية على الكيمياء من أجل إعادة برمجة كيفية تقدم الخلايا البشرية بالعمر، وذلك بهدف تأخير الشيخوخة بشكل فعال.

وأشار العلماء إلى أنهم يخططون لاختبار نموذجهم على الخلايا المعقدة، والكائنات الحية، وفي النهاية، البشر أيضاً.

وإلى جانب ذلك، يرغب العلماء في اختبار كيف قد يؤدي مزيج من العلاجات والعقارات إلى إطالة العمر. 

وقال هاو لـCNN: "إن الشيخوخة مسألة بيولوجية أساسية. ونحن نعلم القليل جداً عن عملية الشيخوخة".

وعندما يأتي الأمر لأهميته الطبية، قال هاو إن الشيخوخة ترتبط بالعديد من الأمراض. ولذلك، "إذا تمكنا من إبطاء الشيخوخة، أو تعزيز طول العمر، سيكون ذلك مفيداً للمجتمع".

نشر