بإمكانيات تضاهي قناع "N95".. ابتكار نموذج قناع جديد قابل لإعادة الاستخدام

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسط أزمة شح إمدادات معدات الحماية الشخصية، اضطر عاملو الرعاية الصحية من الممرضين والأطباء إلى ابتكار وسائل لإعادة استخدام الكمامات والقفازات الطبية ذاتها لحماية أنفسهم أثناء تأدية عملهم خلال علاج مرضى فيروس كورونا.

ولكن، إذا أثبت النموذج الأولي لهذا القناع فعاليته على نطاق واسع، فقد يشكل البديل الأكثر أماناً للعاملين في مجال الرعاية الصحية.

وطور باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومستشفى بريغهام والنساء في مدينة بوسطن، نموذج الـ" iMASC"، وهو قناع جديد من السيليكون يمكن إعادة استخدامه بأمان دون القلق بشأن مسألة التلوث.

ولا يزال الباحثون بحاجة إلى تحليل مدى فعالية القناع في التقاط الجسيمات الفيروسية، ومع ذلك فإنه يعد بمثابة خطوة واعدة تجاه معالجة النقص الحاد في إمدادات الرعاية الصحية.

ويشير المبتكرون إلى أن قناع "iMASC" يقدم مستوى من الحماية يضاهي أقنعة "N95"، وذلك يعود جزئياً إلى استخدامه لمرشح الجسيمات الموجود بقناع "N95" بدون المواد الإضافية بأقنعة "N95" التي تلتقط الجسيمات.

كما يتخذ هذا النموذج الجديد لأقنعة "iMASC" شكل قناع "N95" النموذجي، إلا أنه مصنوع من مطاط السيليكون الذي يمكن تعقيمه بعد كل استخدام.

ويقول الباحثون إن الفلاتر المزدوجة التي تغطي الفم يمكن استبدالها بعد كل استخدام.

وفي دراسة عن أقنعة "iMASC"، والتي نشرت في المجلة الطبية البريطانية المفتوحة، أوضح الباحثون أن نقص معدات الوقاية الشخصية في المستشفيات قد تسبب في "حاجة ماسة" إلى ابتكار معدات السلامة التي يمكن إعادة استخدامها.

ولذلك، قرر الباحثون إجراء التجارب على طراز "N95" من الأقنعة، وقاموا بطباعة مواده من خلال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، واختبروا استخدامها بين الممرضات والأطباء، الذين سجلوا ملاحظاتهم من حيث قابلية التنفس، والملاءمة، وسهولة استبدال مرشح الهواء.

وقام الباحثون بسؤال العاملين في مجال الرعاية الصحية، وجميعهم من مستشفى بريغهام والنساء، عن مقارنتهم بين قناع "iMASC" وقناع "N95" الأصلي والمجرب، وأجاب معظمهم أنهم إما ليس لديهم تفضيل أو يفضلون القناع الجديد، حسبما قال الباحثون في البيان.

وتعتبر أقنعة "N95" أكثر الأقنعة فعالية من حيث تغطيتها للوجه، ويمكنها التقاط ما يصل إلى نسبة 95% من الجسيمات، إلا أنها ليست مصممة لإعادة التعقيم والاستخدام.

ورغم ذلك، اضطر العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى إعادة استخدامها على أي حال بسبب نقص الأقنعة وغيرها من معدات الوقاية الشخصية، مثل القفازات والرداء الطبي.

والجدير بالذكر أن إعادة استخدام المعدات، التي يحتمل أن تكون ملوثة، قد يعرض الأطباء والممرضين لخطر الإصابة بفيروس كورونا.

وعمد بيتر تساي، المطور لنسيج ترشيح الهواء بأقنعة "N95"، إلى اختبار طرق تعقيم القناع، بينما طورت مجموعة من الباحثين في جامعة ديوك طريقتهم الخاصة في إزالة التلوث في مارس/آذار، باستخدام بيروكسيد الهيدروجين.

وتستغرق طريقة التلوث الحيوي لفريق ديوك ساعات لإكمالها، كما أنها تتطلب معدات لا تمتلكها العديد من المستشفيات، ويمكن استخدامها فقط حتى 20 مرة للقناع ذاته.

وأدرك باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أنهم بحاجة إلى ابتكار عملية أكثر تنوعاً.

و قال الدكتور جيوفاني ترافيرسو، أستاذ مساعد في الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى بريغهام والنساء، إنه "من الأشياء الأساسية التي أدركناها مبكراً أنه للمساعدة في تلبية الطلب، كنا بحاجة إلى تقييد أنفسنا بالأساليب التي يمكن توسيع نطاقها".

واستخدم الباحثون العديد من طرق التعقيم المختلفة على طراز "iMASC"، بما في ذلك إدخالها عبر جهاز التعقيم بالبخار، ووضعها في الفرن، ونقعها في كل من المبيض والكحول إيزوبروبانول، ولم تتلف مادة السيليكون بعد كل اختبار.

ويعمل فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على إصدار جديد من القناع، والذي سيختبرونه لمعرفة ما إذا كان بإمكانه تصفية الجسيمات الفيروسية بكفاءة.