انتبه لهذه الأعراض.. كيف يمكن رصد فيروس كورونا عند الأطفال؟

علوم وصحة
نشر
8 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسط المناقشات التي تدور حول حالات إصابة الأطفال بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، يسيطر الخوف على الآباء والأمهات أن يصاب أطفالهم بمرض شديد يهدد حياتهم.

وقال نائب رئيس لجنة الأمراض المعدية بالأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، الدكتور شون أوليري، لـCNN، إنه في غضون بضعة أشهر فقط، وقعت 90 حالة وفاة بين الأطفال في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه "ليس من العدل قول إن هذا الفيروس يعد حميداً عند الأطفال". 

ونظراً لأن عدداً من المدارس والجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة قد بدأت الدراسة أو تمضي قدماً في خطط لبدء حضور الطلاب الفعلي، سواء الكامل أو الجزئي، خلال الأسابيع المقبلة، فإن المخاوف بين العائلات آخذة في الازدياد.

ويبقى السؤال : هل سيكون الأطفال بأمان؟

وكانت هناك زيادة بنسبة 90% في عدد حالات الإصابة بمرض "كوفيد-19" بين الأطفال في جميع أنحاء الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأربعة الماضية فقط، وفقاً للبيانات الصادرة هذا الأسبوع من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.

وفي فلوريدا، حيث لم تفتح معظم المدارس الحكومية بعد، توفي 7 أطفال، منهم 3 خلال الشهر الماضي فقط. وارتفع عدد مرات دخول المستشفى بين الأطفال بسبب "كوفيد-19" في فلوريدا بنسبة 105% خلال أربعة أسابيع.

ونظراً لأن معظم الأطفال كانوا في المنزل حتى وقت قريب، فليس من المستغرب أن تكون أعداد الحالات عند الأطفال منخفضة خلال بداية الجائحة.

وقال كبير المراسلين الطبيين لدى CNN، الدكتور سانجاي غوبتا، إنه لم يكن لدى الأطفال هذا العدد الكبير من المخالطين.

وأوضح غوبتا أنه مع ارتفاع المخالطين للأطفال، ترتفع أعداد المصابين بوتيرة سريعة بشكل متزايد، مشيراً إلى أنه لهذا السبب يشعر بالقلق بشأن المدارس.

وأضاف غوبتا :"علينا أن نتعامل مع هذا بحكمة"، موضحاً أنه إذا كان هناك تفش واسع النطاق في المدارس، وإذا مرض الأطفال، وأعضاء هيئة تدريس، والمعلمون، أو أصيب أي شخص وتوفي إثر المرض، فستكون هناك أيضاً خسائر نفسية على مستوى المجتمعات.

ما هي أعراض مرض "كوفيد-19"؟

وتعد أعراض مرض "كوفيد-19"لدى البالغين هي ذاتها عند الأطفال. 

وقال أوليري: "إذا نظرت إلى القائمة الطويلة من الأعراض المحتملة، أي الاحتقان، والسعال، والحمى، وفقدان حاسة الشم، يمكن أن تحدث جميعها عند كل من البالغين والأطفال".

وتشمل العلامات الرئيسية الأخرى صعوبة في التنفس، والطفح الجلدي، خاصةً الذي ينتشر بسرعة في الجسم ونقص الطاقة، وفقاً لما قاله طبيب الأطفال، دانيال كوهين، الذي يمارس نشاطه بالقرب من بؤرة تفشي نيو روشيل، نيويورك، حيث أصيب نحو 2900 شخص منذ أوائل مارس/ آذار حتى أواخر مايو/أيار الماضيين. 

وأوضح كوهين أنه "من المهم إخبار الطبيب فوراً" إذا وجد الآباء صعوبة في إيقاظ أبنائهم من النوم وما إذا كانوا ينامون طوال الوقت، أو يشعرون بالإرهاق، أو فقدان الشهية، أو طرأ أي تغيير على أنشطتهم اليومية.  

لا تتردد في التواصل مع الطبيب

يعد الآباء بمثابة أفضل من يعرف كيف يتصرف أطفالهم عادةً. وينصح كوهين الآباء دوماً بألا يترددوا في التواصل مع الطبيب إذا شعروا بأي قلق، مؤكداً على أن "المكالمة الوحيدة التي تعتبر مكالمة خاطئة هي التي لم يتم إجراؤها".

ويوافق أوليري على ذلك قائلاً: إذا كان الآباء يرون أن طفلهم يبدو مريضاً بشكل خاص أكثر مما يتوقعونه عند الإصابة بنزلة برد، فعليهم التواصل مع طبيب الأطفال لمناقشة الحالة.

وأضاف كوهين أنه من الضروري مراقبة تطور المرض عند الأطفال، بعبارة أخرى، هل يزداد المرض بشكل أسرع من المتوقع، وهنا يحين الوقت لتوفير الرعاية الصحية. 

وقال أوليري إن هذا التوجيه ينطبق أيضاً على الصحة العاطفية والنفسية لدى لأطفال، على سبيل المثال أن يصبح الأطفال أكثر عزلة، أو يظهرون المزيد من القلق، أو المزيد من الاكتئاب"، وعلى الرغم من أن هذه الحالات ليست مرتبطة مباشرةً بمرض "كوفيد-19"، إلا أنها تحتاج إلى الاهتمام. 

هل يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك مريضاً؟

وتعد حقيقة عدم ظهور أعراض المرض على الأطفال بمثابة حقيقة مخيفة لدى الآباء، إذ لا وجود لأي مؤشر على حملهم للفيروس، ولا يزال البعض الآخر لديه حالة خفيفة للغاية مع بعض المشاكل.

وقال كوهين إن هذا يجب أن يكون مصدر ارتياح للآباء عندما يتعلق الأمر بسلامة أطفالهم، لأنه إذا كان الطفل المصاب بمرض "كوفيد-19" يتغلب على الفيروس جيداً، فإن أطباء الأطفال يدعمون ويوجّهون الآباء أثناء المرض، ثم يتحول الاهتمام إلى حماية الآخرين من الإصابة بالعدوى، مثل الأشقاء، والآباء، والأجداد، والمجتمع.

وتعد الطريقة الوحيدة التي قد يشك فيها الآباء في وجود مرض بدون أعراض هي من خلال تتبع تعرض أطفالهم للمصابين الآخرين بمرض "كوفيد-19" وأن يكونوا على دراية بما يحدث في المدرسة التي يرتادها الطفل.

وأشار كوهين إلى معرفة عادات الأطفال، ومن هم حولهم، مضيفاً أن معرفة من يخالط أطفالهم "يعد أمر أساسي". 

وقال أوليري إنه "ما إذا كان يجب فحص الأطفال الذين لا تظهر عليهم أعراض عدوى فيروس كورونا يعتمد على "عدد المرات التي يتعرض فيها الأطفال لأشخاص آخرين" وإمكانية الخضوع للفحص في مجتمعاتهم.

وأوضح أوليري أن "أهم شيء لإعادة الأطفال إلى المدرسة هو السيطرة على الفيروس في المجتمع المحيط بهم"، مضيفاً أن تدابير التخفيف التي تعمل على تقليل انتقال الفيروس، مثل ارتداء الأقنعة، وتنظيف اليدين والتباعد الجسدي، تعد الأكثر أهمية.

مرض نادر ولكنه شديد مرتبط بـ"كوفيد-19"

وتعد متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال مصدر قلق آخر للآباء، وهي حالة نادرة وغير معتادة عند الأطفال يمكن أن تظهر بعد أيام قليلة إلى أسابيع من تعرض الطفل لمرض "كوفيد-19".

وقال جوبتا "إنها تشبه مرض يعرف باسم كاواساكي، وهو أيضاً متلازمة التهابية في الجسم، ويمكن أن تكون مدمرة للغاية لصحة الأطفال".

وأضاف جوبتا أنها متلازمة نادر ولكنه تحدث بالفعل في الولايات المتحدة وفي المملكة المتحدة أكثر من البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم، وما زالوا غير متأكدين من سببها.

واعتباراً من 6 أغسطس/آب، أكدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها 570 حالة من حالات  متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة في 40 ولاية ومقاطعة كولومبيا، بما في ذلك 10 حالات وفاة. ويبلغ متوسط ​​عمر تلك الحالات 8 سنوات، وحدثت نسبة 70% من الحالات لدى أطفال من أصول لاتينية أو غير لاتينية.

المؤشرات المرتبطة بهذه المتلازمة النادرة

تعد الحمى المستمرة بدون سبب واضح  أول مؤشر على متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة، وفقاً الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. وإذا ظهر ذلك في طفل تعرض مؤخراً لأي شخص قد يكون مصاباً بـ"كوفيد-19"، فيجب أن "يثير الشكوك".

وتشمل المؤشرات الأخرى التي يجب البحث عنها ألم البطن، والإسهال، وتورم الغدد، واحمرار أو تورم اليدين والقدمين، والشفاه الحمراء المتشققة، والعيون الوردية أو الحمراء. وقد يكون هناك أيضاً تنفس سريع أو علامات تنفسية أخرى، ولكنها أقل شيوعاً.