كيف تقارن مدة تطوير لقاح كورونا بلقاحات الفيروسات السابقة؟

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة
corona-phase3

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أربع سنوات هي أسرع مدة على الإطلاق تم فيها تطوير لقاح حيث يستغرق تطوير معظم اللقاحات من 10 إلى 15 عاماً. والآن تعمل العشرات من فرق البحث حول العالم على تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد باستخدام مزيج من التقنيات الراسخة والتقنيات الجديدة. لم يكن تمويل اللقاح أكبر من أي وقت مضى، حيث تتدفق مليارات الدولارات من جميع أنحاء العالم لصنع منتج يمكن أن يساعد في السيطرة على الوباء - لكن الولايات المتحدة والصين وأوروبا كانوا من أكبر المستثمرين.

يأمل العلماء في تقديم لقاح للوقاية من فيروس كورونا المستجد بحلول أوائل عام 2021. للقيام بذلك، تم تسريع عملية التطوير بشكل كبير، حيث تقوم بعض الدول بالموافقة على لقاحاتها قبل أن تثبت فعاليتها في تجارب المرحلة الثالثة. وهذا ما قامت به الصين، حيث وافقت على لقاح تجريبي لاستخدامه من خلال جيشها في أواخر يونيو. والآن تروّج روسيا للقاح، على الرغم من المخاوف المترتبة من سرعة تطويره. في 11 أغسطس/آب، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين تسجيل لقاح اسمه "Sputnik V"، وهو أول لقاح في العالم يتم اعتماده للاستخدام العام. لم تُصدر روسيا بيانات علمية عن اختباراتها، ومع ذلك تمت الموافقة على اللقاح في اليوم السابق لبدء تجارب المرحلة الثالثة - الخطوة الأخيرة والأكثر أهمية في العملية.

وقال الدكتور أنتوني فوتشي ، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية: "آمل أن يكون الروس قد أثبتوا بالفعل وبشكل قاطع أن اللقاح آمن وفعال، مضيفا في لقاء مع قناة ABC: "إنني أشك بشدة في أنهم فعلوا ذلك". وتابع بالقول: "عندما يسمع الأمريكيون إعلانات من دول مثل روسيا أو الصين حول تطوير اللقاح، يجب أن يتذكروا أن أمريكا لديها معايير مختلفة تمامًا".

على الرغم من أن هذا النوع من التتبع السريع لن يحدث في أمريكا أو أوروبا - حيث يطلب المنظمون مجموعة كاملة من اختبارات السلامة والفعالية - فإن العديد من شركات الأدوية تمضي قدمًا وتنتج مخزونات في حالة حصول اللقاحات على الضوء الأخضر. هذه السرعة هي أحد الأسباب التي تجعل العديد من المواطنين يتخوفون من التطعيم. وقد أظهر استطلاع حديث لشبكة CNN أن 66٪ فقط من الأمريكيين سيحصلون على لقاح Covid-19 في حالة توفره. وحتى إذا أخذ الجميع اللقاح، فمن شبه المؤكد أنه لن يكون فعالًا بنسبة 100٪.

العديد من اللقاحات ليست فعالة حتى بنسبة 100٪، فعلى سبيل المثال تم طرح أول لقاح ضد الملاريا في العالم - RTS أو S أو Mosquirix - في جميع أنحاء إفريقيا العام الماضي، على الرغم من توفير حماية بنسبة 39٪ فقط ضد الملاريا لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-17 شهرًا. كان هذا الأمر يستحق العناء في البلدان التي ارتفعت فيها معدلات الإصابة بالمرض عند استخدامه جنبًا إلى جنب مع التدخلات الأخرى.

وبالمقارنة ، قالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إن لقاح فيروس كورونا يجب أن يحمي ما لا يقل عن 50٪ من الأشخاص الذين تم تطعيمهم حتى يعتبر فعالاً. ويُعتقد أن مستوى الفعالية يمكن أن يساعد في وقف انتقال العدوى، خاصةً مع العلاجات الأخرى وإجراءات الوقاية.