دراسة: المنشطات تقلل من خطر وفاة حالات فيروس كورونا الحرجة

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أكد بحث جديد صدر يوم الأربعاء أن المنشطات الشائعة وغير المكلفة، يمكنها أن تقلل من نسبة الوفيات بين المرضى المصابين بأعراض خطيرة من "كوفيد-19".

ونظرت إحدى الدراسات، التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، في عددٍ من التجارب العشوائية التي شملت أكثر من ألف و700 مريض. وزادت فرص المرضى الذين تلقوا المنشطات في البقاء على قيد الحياة، ولم تكن هناك أي علامات تشير إلى زيادة خطر وقوع آثار سلبية بين أولئك الذين تلقوا الأدوية.

ومن بين 678 مريضاً عولجوا بالمنشطات، توفيت نسبة 32.7% من الأشخاص، ومن بين ألف و25 مريضاً تلقوا رعاية عادية أو دواءاً وهمياً، توفيت نسبة 41.5% من الأشخاص.

وقال مؤلف إحدى الدراسات الصادرة الأربعاء، جوناثان ستيرن، من جامعة بريستول في بريطانيا إن "العلاج بالكورتيكوستيرويدات يقلل من معدل الوفيات من 40% إلى 30%، وهذا يمثل انخفاضاً نسبياً بنسبة 20%".

وكتب الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى أن المنشطات يجب أن تكون جزءاً من الرعاية القياسية لمرضى "كوفيد -19" المصابين بأعراض خطيرة.

وكتب كل من الدكتور تود رايس، من جامعة فاندربيلت، والدكتورة هالي بريسكوت، من جامعة ميتشيغان، في مقال افتتاحي: "تقدم هذه الدراسات أدلة وبعض الأمل في تحديد علاج فعال، وغير مكلف، وآمن".

ويؤكد التحليل الجديد النتائج الأولية التي شاركها مسبقاً باحثون من تجربة "Recovery"، ومقرها المملكة المتحدة، ويتضمن التحليل الجديد نتائج تلك التجربة.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، قال الباحثون إنهم وجدوا أن نظام الجرعات المنخفضة من عقار "ديكساميثازون" لمدة 10 أيام يقلل من خطر الوفاة بنسبة الثلث بين المرضى على أجهزة تنفس الصناعي في المستشفى.

منظمة الصحة العالمية توصي باستخدام هذه العلاجات

وبعد نشر البحث الجديد، أوصت منظمة الصحة العالمية، يوم الأربعاء، باستخدام علاجات الكورتيكوستيرويد لعلاج المرضى الذين يعانون من أعراض "كوفيد-19" الشديدة والحرجة.

وأوضحت المنظمة أنها لا توصي باستخدام هذه المنشطات لعلاج المرضى الذين يعانون من أعراض "كوفيد-19" غير حرجة، مشيرةً إلى أن هذا مجال يحتاج إلى مزيد من البحث.

وتشمل المجالات الأخرى التي تحتاج إلى مزيد من البحث التأثيرات طويلة المدى للكورتيكوستيرويدات على الوفيات والنتائج بالنسبة للناجين من "كوفيد-19" وكيفية عمل هذه الأدوية مع العلاجات الأخرى.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن المنشطات مدرجة ضمن قائمتها للأدوية الأساسية "المتاحة بسهولة على مستوى العالم بتكلفة منخفضة".

وقالت الدكتورة جانيت دياز، من برنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، إن منظمة الصحة العالمية كانت تعلم منذ فترة طويلة أنها تحتاج إلى دراسة علاجات "الكورتيكوستيرويد"، مؤكدة أنها متوفرة على نطاق واسع، وكانت تعرف أن الناس سيستخدمونها.

وأضافت دياز أنه لحسن الحظ، بدأ العديد من الباحثين في دراسة هذه العلاجات.

"العمود الفقري لعلاج كوفيد-19"

وتعد المنشورات في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية بمثابة أقوى دليل متاح على أن علاجات الكورتيكوستيرويد يمكن أن تساعد مرضى "كوفيد-19"، وفقاً للدكتورة ميشيل غونغ، رئيسة طب الرعاية الحرجة ورئيسة الطب الرئوي في مركز مونتيفيوري الطبي.

ويمكن علاج مرضى "كوفيد-19" في المستشفيات بواسطة علاجات الكورتيكوستيرويد، ولكن بالنسبة لأولئك الذين لا يعانون من أعراض يمكن علاجها عادةً بالستيرويد، كان هناك سؤال حول مدى استفادتهم.

وتظهر البيانات الجديدة أنه حتى بالنسبة إلى المرضى الذين لا يعانون من أعراض يمكن علاجها بالكورتيكوستيرويد، يمكنهم أيضاً الاستفادة من هذ العلاجات.

وقالت غونغ: "هذا يعطينا أساساً جيداً من الأدلة لاستخدام علاجات الكورتيكوستيرويد كعمود فقري لعلاج كوفيد-19" ، كما وصفت التعاون حول البحث بأنه "جهد دولي رائع".

ومع ذلك، فهذا لا يعني أنه تمت الإجابة على جميع التساؤلات حول العلاج بالمنشطات.

ولم يتضح بعد أي نوع من المرضى يحصل على أكبر أو أقل نسبة من الفائدة، أو ما هي الجرعة والمدة المناسبة للعلاج.