خبراء النوم يدعون إلى إنهاء تغيير التوقيت بين الصيفي والشتوي..ما السبب؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يهدف تغيير التوقيت مرتين في العام إلى توفير الطاقة، ولكن هناك إجماع متزايد على أن التغيير، الذي سيحدث مع دخول شهر نوفمبر /تشرين الثاني في الولايات المتحدة، يأتي على حساب البشر.

وبحسب الخبراء في الأكاديمية الأمريكية لطب النوم، فإن هذا الإجراء يعطل جداول نومنا ويضر بصحتنا.

وفي أغسطس/ آب الماضي، بعد أكثر من قرن على إدخال التوقيت الصيفي، أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب النوم بيان يدعو إلى إلغاء هذا الإجراء كلياً.

وقال رئيس الأكاديمية الأمريكية لطب النوم، الدكتور كنان رامار، أخصائي طب النوم لدى مجوعة "مايو كلينك" الطبية والبحثية: "لقد كان لدينا دليل يتراكم ببطء على مر السنين، من حيث الآثار السلبية عندما ننتقل من التوقيت الصيفي إلى التوقيت القياسي، والعكس صحيح".

وتتنوع هذه التأثيرات على نطاق واسع، وتشمل تأثيرات سلبية على صحة القلب والأوعية الدموية، والإصابة بالسكتة الدماغية، والرجفان الأذيني، ووقوع الحوادث المرورية.

وارتفع إجمالي الوفيات بنسبة 3% في فيينا خلال الأسبوع الذي أعقب الانتقال إلى التوقيت الصيفي خلال فصل الربيع، وفقاً لدراسة حديثة نُشرت في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة، والتي حللت البيانات بين الأعوام 1970 إلى 2018.

ماذا يحدث عندما نغير توقيت الساعة؟

ويتفق الدكتور رافائيل بيلايو، أخصائي النوم في مركز ستانفورد لطب النوم أنه "من منظور علم النوم، فإن تغيير الساعات لا معنى له"، وذلك لأن أجسامنا تستغرق أياماً للتكيف مع جدول نوم متغير.

وقال بيلايو إنه على الرغم من أنك تحصل على ساعة أقل من النوم، فإن الأمر يستغرق حوالي خمسة أيام للتأقلم.

كما أن تغيير الساعات يؤدي إلى تفاقم مشكلة قائمة، تتمثل بأن الكثير من الناس يفقدون بالفعل النوم الضروري لصحة جيدة.

وبحسب مراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن واحد من كل ثلاثة أمريكيين لا يحصل على قسط كافٍ من النوم بشكل منتظم.

ويتخطى خطر قلة النوم مجرد ظهور الهالات السوداء تحت عينيك، إذ يرتبط بمرض السكري من النوع الثاني، والنوبات القلبية والربو، والاكتئاب.

ويمكن أن تؤدي قلة النوم إلى تقلص حجم عقلك. وفي عام 2016، أعلن مركز السيطرة على الأمراض أن مشكلة النوم هي وباء صحة عامة.

ونظراً لمدى أهمية الحصول على نوم جيد، يقول الأطباء إنه لا ينبغي أن تنتظر الدول للتعامل مع التوقيت الصيفي، فهناك الكثير الذي يمكنك القيام به لتعزيز الراحة الجيدة بنفسك.

وعندما يقترب التغيير في المرة القادمة، اقترح رامر البدء مبكراً لتسهيل فترة الانتقال.

وقال رامار إنه قبل تغيير التوقيت الرسمي ببضعة أيام إلى أسبوع، سيكون تغيير جدولك الزمني ببطء إلى هذا الإطار الزمني مفيدًا. 

بالإضافة إلى ذلك، يرى رامار أن الانتقال يعد فرصة جيدة للتحقق من روتين نومك العام، بما في ذلك تجنب الأجهزة الرقمية في المساء، والحد من استهلاك الكافيين بعد الظهر.

وأضاف رامار إن اتباع إجراءات النوم الصحي أثناء هذه الفترة الزمنية من شأنه أن يخفف من بعض الآثار السلبية. 

هناك إجماع واسع بين العلماء على أن تغيير الساعة مرتين في السنة فكرة سيئة. وإذا كان النوم مهمًا جدًا، فكيف انتهى بنا هذا الجدول الزمني المتغير؟ 

وخلال الحرب العالمية الأولى، قدمت دول مثل ألمانيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة التوقيت الصيفي في محاولة للحفاظ على الطاقة.

وبحسب النظرية، من خلال ضبط الساعات وتقديم الوقت، يمكنك الانتظار لمدة ساعة إضافية قبل تشغيل الضوء في أمسية صيفية. وبعد قرن من الزمان، يقدّم نحو ربع سكان العالم ساعاتهم لجزء من العام. وينتج عن ذلك ​توفير في الكهرباء بنسبة 0.34% خلال التوقيت الصيفي، وفقاً لدراسة تحليلية دولية من عام 2017.

وقال العلماء إن الضرر الناجم عن تبديل الساعات يفوق فوائد توفير الطاقة.

وبينما يقضي معظم سكان الولايات المتحدة نحو 8 أشهر من العام في التوقيت الصيفي، يعتقد العلماء بأن أن الوقت القياسي يعد أفضل للنوم.

ويرى رامار أن الوقت القياسي يتماشى مع دورة الإيقاع اليومي قائلاً إنه في التوقيت الصيفي، يبقى الظلام وقت الصباح ويصبح الضوء ساطعاً وقت المساء. وفي الواقع يجب أن يحدث العكس. 

وبدلاً من ذلك، من الأفضل إيقاظ الدماغ بجرعة الصباح من ضوء الشمس، ثم الاسترخاء في الساعات المتأخرة، بحسب ما قاله رامار.

وأضاف رامار أن عدم التطابق يساهم في اختلال الساعة البيولوجية، وهو ما يرتبط بمجموعة من الاضطرابات الجسدية والنفسية بما في ذلك السرطان والاكتئاب.

نشر