دراسة: عدم انتظام الدورة الشهرية مرتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أوصى الباحثون بأنه على الأطباء إيلاء المزيد من الاهتمام للدورة الشهرية لدى النساء والتعامل معها كعلامة حيوية إضافية لتقييم صحة المريضة، بعد أن وجدت دراسة جديدة صلة بين عدم انتظام الدورة الشهرية وزيادة خطر الوفاة المبكرة.

ووجد فريق من الباحثين في الولايات المتحدة أن النساء اللواتي أبلغن عن عدم انتظام الدورة الشهرية لديهن بشكل دائم يواجهن معدلات وفيات أعلى من النساء اللاتي أبلغن عن انتظام الدورة الشهرية لديهن، ضمن الفئات العمرية ذاتها.

وأخذت الدراسة في الاعتبار العوامل الأخرى التي يحتمل أن تكون مؤثرة، مثل العمر، والوزن، ونمط الحياة، واستهلاك وسائل منع الحمل، والتاريخ الطبي للعائلة.

وقيمت الدراسة 79,505 امرأة ليس لهن تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية، أو السرطان، أو مرض السكري.

وأبلغت النساء عن المدة المعتادة للدورة الشهرية لديهن ومدى انتظامها في ثلاث مراحل عمرية مختلفة: بين عمر 14 إلى 17 عاماً، و18 إلى 22 عاماً، و29 إلى 46 عاماً. 

وتابع الباحثون صحة المشاركات على مدار 24 عاماً.

وقالت جاكلين مايبين، زميلة أبحاث أولى واستشارية أمراض النساء في مركز مجلس البحوث الطبية للصحة الإنجابية في جامعة إدنبرة، إن "هذه الدراسة تعد خطوة حقيقية إلى الأمام في سد فجوة البيانات الموجودة في صحة المرأة"، مضيفةً أنها تثير العديد من الأسئلة البحثية المثيرة للاهتمام وتتيح مجالات للدراسة المستقبلية. 

وأكدت مايبين، التي لم تشارك في الدراسة، أن هذه البيانات ستشجع الاستجواب المستقبلي لأعراض وأمراض الدورة الشهرية كمؤشر على النتائج الصحية طويلة المدى وقد توفر فرصة مبكرة لتنفيذ استراتيجيات وقائية لتحسين صحة المرأة طوال العمر. 

وذكرت الدراسة أن الدورات الشهرية غير المنتظمة والطويلة ارتبطت بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة رئيسية، بما في ذلك سرطان المبيض، وأمراض القلب التاجية، والسكري من النوع الثاني، ومشاكل الصحة العقلية.

وعلى وجه الخصوص، وجد البحث، الذي نُشر في المجلة الطبية البريطانية يوم الأربعاء، أن النساء اللواتي أبلغن عن حدوث الدورة الشهرية المعتادة لديهن كل 40 يوماً أو أكثر، في الفئة العمرية بين 18 إلى 22 عاماً،  والفئة العمرية بين 29 إلى 46 عاماً كن أكثر عرضة للوفاة قبل الأوان، أي قبل بلوغ الـ70 بحسب ما حددته الدراسة، مقارنة بالنساء اللواتي أبلغن عن حدوث الدورة الشهرية المعتادة لديهن كل 26 إلى 31 يوماً، في الفئات العمرية ذاتها.

وكانت الروابط أقوى بالنسبة للوفيات المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بالسرطان أو الوفاة لأسباب أخرى.

لا يوجد سبب للقلق

وأكد الخبراء أن النساء اللواتي يعانين من دورات شهرية غير منتظمة أو طويلة لا ينبغي أن ينزعجن من نتائج الدراسة.

وأشارت مايبين إلى أنه من المهم تذكر أن عدم انتظام الدورة الشهرية هو على الأرجح أحد الأعراض، وليس التشخيص للحالة المرضية.

وأوضحت مايبين أن السبب الكامن وراء عدم انتظام الدورة الشهرية قد يزيد من خطر الوفاة المبكرة، وليس النزيف غير المنتظم، في حد ذاته.

وتابعت مايبين: "نحن نعلم بالفعل أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، وهو سبب رئيسي لعدم انتظام الدورة الشهرية، لديهن مخاطر متزايدة للإصابة بمرض السكري، وضغط الدم، وسرطان الرحم، ومن المهم أن تتحدث النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض مع أطبائهن لتقليل هذه المخاطر".

وكانت الدراسة قائمة على الملاحظة، ويمكن أن تؤسس فقط علاقة مرتبطة، وليست علاقة سببية، بين الدورة الشهرية غير المنتظمة أو الطويلة والوفاة المبكرة. وقد تكون العوامل الأخرى غير المقاسة قد أثرت على نتائج الدراسة.

وأشارت مايبين كذلك إلى أن المشاركات في الدراسة كن جميعاً ممرضات مسجلات. وثبت أن العمل بنظام الورديات، وخاصةً المناوبات الليلية، له تأثير كبير على الصحة على المدى الطويل.

ومن جانبها، قالت الدكتورة أبيجيل فريزر من جامعة بريستول، إن الدراسة لا يبدو أنها تأخذ في الاعتبارالحالة الاجتماعية الاقتصادية للمشاركات.

وقال الباحثون إن الدراسة تتضمن بعض القيود، إذ كان على المشاركات الاعتماد على الذاكرة لتحديد موعد الدورة الشهرية، والذي ربما لم يكن دقيقاً تماماً.

ومع ذلك، قال مؤلفو الدراسة في بيان إن دراسات مثل هذه "تمثل أقوى دليل ممكن على هذا السؤال" لأن الدورات الشهرية لا يمكن أن تكون عشوائية.

علامة حيوية إضافية

وبحسب الإرشادات الصادرة في عام 2015 عن الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، يجب على  الممارسين الطبيين أن يعاملوا الدورة الشهرية عند المراهقات كعلامة حيوية إضافية.

ومثل درجة الحرارة ومعدل النبض، يجب استخدام الدورة الشهرية لتقييم الصحة العامة للمريضة، ويجب على الأطباء محاولة تحديد أنماط الدورة غير الطبيعية في مرحلة المراهقة.

واقترحت هذه الدراسة الجديدة أن هذا يجب أن ينطبق على جميع النساء خلال حياتهن الإنجابية.

وقال الدكتور آدم بالين، أستاذ الطب التناسلي في مستشفيات "Leeds" التعليمية في المملكة المتحدة والمتحدث باسم الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء حول الطب التناسلي، إن "النقطة المهمة التي أوضحتها هذه الدراسة هي أن انتظام الدورة الشهرية والصحة الإنجابية يوفران نافذة على الصحة العامة طويلة المدى".

وأشار بالين، الذي لم يشارك في الدراسة، إلى أن النساء اللواتي يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية يحتجن إلى تقييم شامل ليس فقط لهرموناتهن وعملية الأيض، ولكن أيضاً لأسلوب حياتهن لإطلاعهن على الخطوات التي يمكنهن اتخاذها والتي قد تعزز صحتهن العامة.

نشر