دراسة: بلازما النقاهة لم تقلل من عدد وفيات كورونا أو تمنع من الإصابة بأمراض خطيرة

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أوضحت دراسة جديدة أن بلازما النقاهة لم تقلل من عدد الوفيات بين مرضى "كوفيد-19" أو تمنع تطور المرض من أن يصبح خطيراً.

وتشير الدراسة، التي أجريت بالهند ونشرت في مجلة "BMJ" الطبية، يوم الخميس، إلى أن بلازما النقاهة قد أظهرت فعالية محدودة كعلاج محتمل للمرضى المصابين بحالة معتدلة من فيروس "كوفيد-19".

وتعد بلازما النقاهة هي المصل الغني بالأجسام المضادة المأخوذة من دم الأشخاص، الذين تعافوا من "كوفيد-19". والفكرة هي أن البلازما يمكن أن تساعد في الاستجابة المناعية لدى المرضى، الذين ما زالوا يقاومون المرض.

وفي أغسطس / آب ، سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالاستخدام الطارئ لبلازما النقاهة، كخيار علاجي لمرضى "كوفيد-19" في المستشفيات.

ولكن، كانت لا تزال البيانات تُجمع في تجارب عشوائية محكمة، لدراسة سلامة وفعالية العلاج.

والشهر الماضي، قالت معاهد الصحة الوطنية الأمريكية إنه لا يوجد دليل يدعم استخدام بلازما النقاهة كعلاج لمرضى فيروس كورونا، ويجب عدم تعامل الأطباء مع هذا العلاج كمعيار قياسي للرعاية، حتى يتم إجراء المزيد من الدراسات.

ولا تزال التجارب المخصصة لدراسة فعالية بلازما النقاهة، في علاج "كوفيد-19"، جارية بالولايات المتحدة.

وتضمنت الدراسة الجديدة، وهي تجربة تعرف باسم "بلاسيد"، بيانات عن 464 شخصاً بالغاً أصيب بحالة معتدلة من "كوفيد-19"، في 39 مستشفى بجميع أنحاء الهند. 

ومن بين هذه المجموعة، تم اختيار 235 مريضاً، بشكل عشوائي، لتلقي بلازما النقاهة والرعاية القياسية للعلاج، بينما تلقى 229 مريضاً رعاية قياسية فقط.

وأظهرت الدراسة الجديدة أن نسبة أعلى من المرضى، الذين تلقوا بلازما النقاهة، قد لاحظوا تحسناً في أعراض التعب وضيق التنفس، بالمقارنة مع المرضى الذين تلقوا الرعاية القياسية.

 ولكن، لم يكن هناك فرق بين المجموعتين فيما يخص علاج الحمى والسعال.

وبشكل عام، وجد الباحثون أن 34 مريضاً تلقوا بلازما النقاهة قد توفيوا، أي بنسبة 15٪، مقارنة بـ31 مريضاً تلقوا رعاية قياسية، أي بنسبة 14٪. 

وكانت هناك بعض القيود في الدراسة، حيث عرف الأطباء الذين يعالجون المرضى، الأشخاص الذين  حصلوا على بلازما النقاهة وأولئك الذين لم يحصلوا عليها.

وبالطبع، هناك حاجة إلى مزيد من البحث، لتحديد ما إذا كانت النتائج المماثلة ستظهر بين مجموعة أكبر من المرضى، في أجزاء أخرى من العالم.

وفي بيان مكتوب وزعه مركز "Science Media" بالمملكة المتحدة، قال سيمون كلارك، وهو الأستاذ المشارك في علم الأحياء الدقيقة الخلوية بجامعة "ريدينغ": "رغم عدم نجاح استخدام البلازما كعلاج لكوفيد-19، فلا ينبغي التخلي عنها، قد تكون هناك طرق لتحسينها كعلاج وتقديم فوائد قوية يمكن إثباتها".

وأضاف: "استخدام بلازما دم شخص ما تحتوي على أجسام مضادة لفيروس أو بكتيريا، لعلاج العدوى لدى شخص آخر، ليس بتقنية جديدة، ورغم أنها آمنة في العادة، إلا أنها لا تخلو من المخاطر تماماً".

وأوضح كلارك أن "تجربة (بلاسيد) قد تمكنت من إظهار تأثير ضئيل على معدل تخليص المرضى من الفيروس، لكن هذا لم يكن كافياً لتحسين صحتهم من المرض.. بعبارات بسيطة، لم تكن هناك فوائد سريرية للمرضى".

ولاحظ مارتن لاندراي، أستاذ الطب وعلم الأوبئة في جامعة "أكسفورد"، أنه كان لدى بعض المتبرعين في الدراسة الجديدة مستويات أقل من الأجسام المضادة الرئيسية، ما قد يعني أن العلاج لن يكون بنفس الفعالية.

وبينما أن هذه أكبر تجربة عشوائية لبلازما النقاهة يتم إكمالها حتى الآن، إلا أنها لا تزال أصغر من أن تعطي إجابات واضحة.

وفي بيان، قال لاندراي إن هناك حاجة لإجراء تجارب أكبر للحصول على نتائج واضحة، موضحاً أنه "ستظل هناك أسئلة حول ما إذا كان أشخاص مختلفين من المرضى سيستجيبون بشكل أفضل أم أسوأ".