دراسة: هذه الأماكن المسؤولة عن غالبية إصابات فيروس كورونا في المجتمع

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة
دراسة: هذه الأماكن المسؤولة عن غالبية إصابات فيروس كورونا في المجتمع

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تشير دراسة نموذجية جديدة إلى أن أقلية صغيرة من الأماكن التي يذهب إليها الناس بشكل متكرر مسؤولة عن غالبية إصابات فيروس كورونا في المدن الكبرى.

وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Nature" يوم الثلاثاء، أن تقليل الحد الأقصى للتشغيل في مثل هذه الأماكن بما فيها المطاعم، وصالات الألعاب الرياضية، والمقاهي، والفنادق يمكن أن يبطئ انتشار المرض بشكل كبير.

وقال جوري ليسكوفيك، مؤلف الدراسة والأستاذ المساعد لعلوم الكمبيوتر بجامعة ستانفورد، خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء: "يتوقع نموذجنا أن وضع حد أقصى للتشغيل عند 20٪ يمكن أن يقلل الإصابات بأكثر من 80٪، لكننا نفقد حوالي 40٪ فقط من الزيارات عند مقارنتها بإعادة الفتح بالكامل مع الحد الأقصى المعتاد للتشغيل".

ووجد النموذج أيضاً تفاوتات عرقية، واجتماعية، واقتصادية، كبيرة في عدوى فيروس كورونا.

النموذج يسلط الضوء على الأماكن الأكثر نشراً للفيروس

واستخدم الباحثون من جامعة ستانفورد وجامعة نورث وسترن بيانات موقع الهاتف الخلوي من "SafeGraph" لنمذجة الانتشار المحتمل لـ"كوفيد-19" في 10 من أكبر المناطق الحضرية في الولايات المتحدة: أتلانتا، وشيكاغو، ودالاس، وهيوستن، ولوس أنجلوس، وميامي، ونيويورك، وفيلادلفيا، وسان فرانسيسكو، وواشنطن العاصمة.

وتضمنت البيانات، التي تمثل تحركات 98 مليون شخص كل ساعة، أنماط التنقل من مارس إلى مايو.

وقام الباحثون بفحص عدد حالات "كوفيد-19" لكل منطقة وألقوا نظرة فاحصة على عدد المرات التي سافر فيها الناس إلى بعض المواقع غير السكنية أو "نقاط الاهتمام".

وشملت تلك المواقع محلات البقالة، ومراكز اللياقة البدنية، والمقاهي، والمطاعم الوجبات الخفيفة، ومكاتب الأطباء، والمؤسسات الدينية، والفنادق.

وكتب الباحثون في دراستهم: "في المتوسط ​​أظهرت مناطق المترو، والمطاعم كاملة الخدمات، وصالات الألعاب الرياضية، والفنادق، والمقاهي، والمنظمات الدينية والمطاعم ذات الخدمة المحدودة أكبر الزيادات المتوقعة في الإصابات عند إعادة فتحها".

وقال ليسكوفيك خلال إحاطة يوم الثلاثاء إن النموذج توقع أن "العدوى تحدث بشكل غير متساوٍ، حيث أن هناك حوالي 10٪ من نقاط الاهتمام تمثل أكثر من 80٪ من جميع الإصابات، وهذه أماكن أصغر وأكثر ازدحاماً ويتواجد فيها الناس لفترة أطول".

وتوقع النموذج أيضاً أن الأشخاص الذين يعيشون في الأحياء ذات الدخل المنخفض، استناداً إلى بيانات التعداد، كانوا أكثر عرضة للإصابة، إذ أن تلك المناطق تميل إلى أن تكون أصغر حجماً، مما يؤدي إلى الازدحام وزيادة خطر الانتشار.

وقال ليسكوفيك: "يتنبأ نموذجنا بأن زيارة واحدة لمتجر بقالة تكون أكثر خطورة بمرتين بالنسبة للفرد ذات الدخل المنخفض مقارنة بالفرد ذات الدخل المرتفع. وهذا بسبب متاجر البقالة التي يزورها الأفراد من ذوي الدخل المنخفض والتي تزيد في المتوسط ​​بنسبة 60٪ بالقدم المربع، ويبقى الزوار هناك لمدة أطول بنسبة 17٪".

وهناك قيود للدراسة، بما فيها أن النموذج هو محاكاة -وليس تجربة واقعية- وتستند البيانات إلى 10 مناطق حضرية ولا تلتقط جميع الأماكن التي يمكن أن يرتادها شخص ما، مثل المدارس، ودور رعاية المسنين، والسجون، والتي ارتبطت أيضاً بتفشي "كوفيد-19". وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت النتائج المماثلة ستظهر بين السكان والأماكن الأخرى

فهم أعمق للفوارق

وأوضح جوليان تانغ من جامعة ليستر في المملكة المتحدة في بيان مكتوب وزعه مركز "ساينس ميديا" ​​ومقره المملكة المتحدة يوم الثلاثاء إن نتائج الدراسة "منطقية الحدس".

وقال تانغ، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة: "قد لا تكون النتائج التي تم الإبلاغ عنها من هذه الدراسة مفاجئة -وهي منطقية- مما يسلط الضوء مرة أخرى للأسف على كيفية استغلال هذا الفيروس للتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية بين السكان".

وشارك كيفن سي ما ومارك ليبسيتش، وكلاهما من كلية "هارفارد تي إتش تشان" للصحة العامة، في كتابة افتتاحية نُشرت جنباً إلى جنب مع الدراسة الجديدة في مجلة "Nature" يوم الثلاثاء.

وكتب ما وليبسيتش أن نهج الحد الأقصى للتشغيل في الدراسة الجديدة "يمكن توسيعه لتقييم أنواع أخرى من إستراتيجية إعادة الفتح. وعلى سبيل المثال، يمكن تصميم الزيارات محدودة الوقت إلى أماكن مثل الصالات الرياضية والمتاحف عن طريق تقليل متوسط ​​وقت الزيارة".

وأضافا أن الدراسة الجديدة "تعمق فهمنا" للعوامل المحتملة وراء التفاوتات في حالات "كوفيد-19" بحسب مستوى الدخل.

وأوضح ما وليبسيتش فيما يخص الدراسة الجديدة أنه "من خلال الجمع بين نموذج التنقل الخاص بهم وبيانات التعداد الديمغرافي، حدد المؤلفون اثنين من المساهمين الرئيسيين المحتملين. الأول هو أن الأحياء ذات الدخل المنخفض، التي تميل إلى وجود أعداد أكبر من العاملين في الخطوط الأمامية، كان لديها انخفاض عام في التنقل خلال فترات الإغلاق أقل".

وأضافا أن "المساهم الثاني المحتمل هو أن الأماكن التي يزورها الأشخاص من الأحياء ذات الدخل المنخفض تميل إلى أن تكون أكثر ازدحاماً من الأماكن التي يزورها الأشخاص من المناطق ذات الدخل المرتفع. وهذا النوع من المراقبة ممكن فقط بسبب المستوى العالي من التفاصيل حول حجم المكان والإشغال في البيانات".