مكون في "الفطر السحري" يمكن أن يكون علاجاً للصحة النفسية

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة
مكون في "الفطر السحري" يمكن أن يكون علاجاً للصحة النفسية
Credit: Daniel Berehulak

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُعرف الفطر السحري بتأثيراته المهلوسة، ولكن قد يكون يتمتع أيضاَ بدور في بعض علاجات الصحة النفسية.

وأصبحت أوريغون أول ولاية أمريكية تصنع السيلوسيبين، أي المركب المهلوس في الفطر السحري، وهو أمر قانوني لعلاج الصحة النفسية في الأماكن الخاضعة للإشراف.

وأظهرت دراسة صغيرة جديدة لـ 24 بالغًا يعانون من اكتئاب شديد، نُشرت هذا الأسبوع في مجلة "JAMA Psychiatry"، أن جرعتين من السيلوسيبين أدت إلى انخفاض كبير في أعراض الاكتئاب.

وقال آلان ديفيس، الأستاذ المساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، إن "حجم التأثير الذي رأيناه كان أكبر بنحو أربعة أضعاف مما أظهرته التجارب السريرية لمضادات الاكتئاب التقليدية في السوق".

وأضاف أنه "نظرًا لأن معظم علاجات الاكتئاب الأخرى تستغرق أسابيع أو شهورًا حتى تعمل وقد يكون لها تأثيرات غير مرغوب فيها، فقد يكون هذا بمثابة تغيير لقواعد اللعبة إذا صمدت هذه النتائج في التجارب السريرية".

واقترحت دراسات أخرى أن المركب قد يساعد في علاج فقدان الشهية واضطراب الوسواس القهري والإدمان.

وعانى المشاركون في دراسة جون هوبكنز من الاكتئاب لمدة عامين تقريبًا قبل أن تشملهم الدراسة، واضطروا للتخلي عن مضادات الاكتئاب المتوفرة. وتلقى 13 مشاركًا العلاج بالسيلوسيبين فور تسجيلهم، ووُصع 11 مشاركًا في قائمة الانتظار، وتلقوا نفس العلاج بعد تأخير لمدة ثمانية أسابيع.

وقال ديفيد نات، الأستاذ ومدير وحدة علم الأدوية النفسية والعصبية في قسم علوم الدماغ في إمبريال كوليدج لندن، إن الدراسة قدمت المزيد من الأدلة على "التأثير السريع والقوي لسيلوسيبين". وأضاف نات، الذي لم يشارك في البحث، أن النتائج ربما تكون قد انحرفت بسبب حقيقة أن المرضى كانوا يعرفون أنهم سيحصلون على الدواء، مع التوقعات التي من المحتمل أن تزيد من حجم التأثير.

ووجدت دراسة أجريت عام 2016 بواسطة بعض باحثي جون هوبكنز أن السيلوسيبين يمكن أن يخفف الاكتئاب والقلق لدى المرضى الذين يعانون من سرطان يهدد الحياة.

وقال رولاند غريفيث، مؤلف الدراسة الجديدة: "نظرًا لوجود عدة أنواع من الاضطرابات الاكتئابية الرئيسية التي قد تؤدي إلى تباين في كيفية استجابة الأشخاص للعلاج، فقد فوجئت بأن معظم المشاركين في دراستنا وجدوا أن علاج السيلوسيبين فعال".

وأوضحت الدراسة أن السيلوسيبين يمكن أن ينتج هلوسة بصرية وسمعية، وتغيرات عميقة في الوعي على مدى ساعات قليلة بعد تناوله.

وفي الولايات المتحدة، تعد حيازة المركب جناية، حيث يتم تصنيفها على أنها مادة مدرجة في الجدول الأول.

كيف يمكن أن تؤثر على الدماغ؟

ولا تزال كيفية تأثير السيلوسيبين على الدماغ غير مفهومة تمامًا، لكن نات من جامعة إمبريال كوليدج قال إن المركب يبدو أنه يعطل دوائر التفكير السلبي من خلال مستقبل "5HT2Z" في الدماغ.

وكتب نات في ورقة شارك في تأليفها ونشرها في وقت سابق من هذا العام: "تحمي مضادات الاكتئاب القياسية من الضغوطات التي تؤدي إلى الاكتئاب، ولكنها لا تصل مباشرةً وتعالج الأسباب البيولوجية النفسية والاجتماعية الكامنة".

وأضاف نات: "في المقابل، يستخدم العلاج المخدر نافذة علاجية يفتحها الدماغ من خلال تأثيرات الأدوية لتسهيل البصيرة والإفراج العاطفي"، موضحاً أن المادة تميل إلى العمل مع "الاضطرابات الداخلية" مثل الاكتئاب أو اضطراب الوسواس القهري.

من جهته، قال جاي جودوين، الأستاذ الفخري في الطب النفسي بجامعة أكسفورد، إن التفسير الآخر يمكن أن يكون أكثر استقامة دوائياً. والسيروتونين هو مادة كيميائية وناقل عصبي في الجهاز الهضمي والدماغ وجهاز الدم الذي ينظم المزاج، والسلوك الاجتماعي، والشهية، والنوم، والذاكرة، والوظيفة الجنسية.

وأضاف جودوين، الذي لم يشارك في البحث، أن القيد الرئيسي لدراسة جون هوبكنز هو عدم وجود متابعة طويلة المدى. ويُعتبر الاكتئاب بالنسبة للعديد من الأشخاص حالة طويلة الأمد. أما تحديد ما إذا كان العلاج له تأثيرات دائمة فهو العامل الرئيسي المفقود.

وقال جودوين إنه علاوة على ذلك، مع مثل هذه الدراسات، قد يكون من الصعب استخلاص آثار الدواء من عملية إدارته.

وتلقى المشاركون في الدراسة حوالي 11 ساعة من العلاج النفسي، وتلقوا الدواء تحت رعاية متخصصين مدربين، وفي بيئة مصممة لتهدئة المريض.

نشر