ما مدى صحة وجود متغير محلي لفيروس كورونا في الولايات المتحدة؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يوم الجمعة، إنه لا يوجد دليل على أن الولايات المتحدة لديها متغير محلي من كورونا، الذي يغذي الانتشار المتزايد للفيروس في الآونة الأخيرة.

وبحسب تقارير حصلت عليها CNN، أخبر فريق عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا جميع الولايات، الأسبوع الماضي، أنه "ربما يكون هناك متغير أمريكي تطور هنا، بالإضافة إلى المتغير البريطاني الذي ينتشر بالفعل في مجتمعاتنا".

لكن مراكز السيطرة على الأمراض تقول إنه لا يوجد دليل على ذلك حتى الآن.

وقال متحدث في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني لـCNN: "بناءً على الأبحاث العلمية للفيروسات، من المحتمل جداً أن يكون هناك العديد من المتغيرات التي تتطور في وقت واحد بجميع أنحاء العالم".

وأضاف: "يراقب الباحثون سلالات الولايات المتحدة منذ بداية الوباء، بما في ذلك 5,700 عينة تم جمعها في نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول. وحتى الآن، لم يعثر الباحثون أو المحللون في مراكز السيطرة على الأمراض على متغير معين في الولايات المتحدة، كما حصل مع ظهور B.1.1.7 في المملكة المتحدة أو B.1.351 في جنوب أفريقيا".

ولم يتضح سبب إصدار البيت الأبيض بياناً مطبوعاً على الفور للولايات التي تتكهن بظهور نوعاً جديداً من الفيروسات في أمريكا.

وحصلت CNN على نسخ متعددة من البيانات المكتوبة، التي أرسلت إلى الولايات، خلال الأسبوع الماضي.

وجاء في التقرير: "كان هذا الارتفاع في الخريف/ الشتاء ضعف معدل ارتفاع الحالات تقريباً خلال الربيع والصيف. يشير هذا التسارع إلى أنه قد يكون هناك متغير أمريكي تطور هنا، إضافة إلى متغير المملكة المتحدة الذي ينتشر بالفعل في منطقتنا، وربما يكون أكثر قابلية للانتقال بنسبة 50٪".

وبذلك، تتبع مراكز السيطرة على الأمراض مثيلات النوع الذي شوهد لأول مرة في بريطانيا. 

ولا يوضح اختبار فيروس كورونا المنتظم ما إذا كان الشخص مصاباً بمتغير، بل يجب إجراء اختبارات جينومية أكثر تفصيلاً.

ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه المتغيرات لها دور أساسي في الانتشار الهائل للفيروس في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وأجزاء من أوروبا، وأماكن أخرى.

ورغم أن جميع الفيروسات تتحور، إلا أن فيروس كورونا تحور بمعدل بطيء نسبياً بالمقارنة مع الإنفلونزا على سبيل المثال. 

وكان الباحثون يتبعون تحور الفيروس أثناء انتشاره في جميع أنحاء العالم، ووضعوا  نتائجهم في قواعد البيانات العامة مثل "NextStrain"، و"GISAID".

وقال سكوت هينسلي، وهو خبير في الفيروسات والحصانة في جامعة بنسلفانيا لـ CNN: "لا أعرف عن وجود متغير تم تحديده في الولايات المتحدة، يمكن أن يكون مسؤولًا عن الارتفاع الذي نشهده".

وأضاف هينسلي: "هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى زيادة معدلات الإصابة خلال الخريف والشتاء". وتشمل درجات الحرارة الباردة، التي تدفع الناس إلى الداخل، والتي قد تخلق أيضاً هواء أكثر برودة بالإضافة إلى الجفاف الذي يساعد على انتشار الفيروسات".

وأشار أيضاً إلى أن "ارتفاع عدد الحالات لا يحتاج بالضرورة إلى تفسير جيني".

وقال تريفور بيدفورد من جامعة واشنطن ومركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، والذي يدرس انتشار الفيروسات: "لا نرى أي مؤشر على وجود سلالة معينة أو متغير يساهم في زيادة عدد الحالات خلال الوباء بفترتي خريف/ شتاء الولايات المتحدة".

لكن هذا لا يعني أنه لا توجد متغيرات تظهر في الولايات المتحدة. وتتغير فيروسات كورونا، مثل العديد من الفيروسات، مع مرور الوقت وتزداد سرعة انتقالها. 

وقال هينسلي إنه كلما انتشر الفيروس، ازداد احتمال حدوث ذلك.

وأضاف: "إذا كنت فيروساً ولديك 300 ألف طلقة تصيبها نحو المرمى كل يوم، فهناك فرصة جيدة أن تدخل إحدى تلك الطلقات.. الفيروسات ترتكب أخطاءً في جينوماتها باستمرار".

وأضاف أن "مستويات الفيروس في بلادنا خارجة عن السيطرة".

وأوضح أخيراً أنه "إذا كان شخص ما قلقاً بشأن المتغيرات الجديدة، فإن أفضل شيء يمكن القيام به هو الحد من انتشار الفيروس.. أفضل طريقة للقيام بذلك هي من خلال تطعيم الناس وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي".