كيف تخطط "فايزر" و"مودرنا" لتطوير لقاحهما ضد سلالات كورونا المتحورة؟

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة
شاهد مقاطع فيديو ذات صلة
دراسة جديدة: الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بفيروس كورونا قد يحتاجون إلى جرعة واحدة فقط من لقاح "فايزر" أو "مودرنا"

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يحاول مطورو لقاحي "فايزر" و"مودرنا" التغلب على بعض السلالات المتحورة الجديدة من  فيروس كورونا، والتي تسبب القلق في جميع أنحاء العالم.

وعلى الرغم من عدم وجود دليل على أن الأشخاص الذين تم تحصينهم بأي من اللقاحين لديهم حماية أقل ضد السلالات المتحورة، أعلنت الشركتان أنهما بدأتا في البحث عن طرق لأخذ الطفرات المتطورة في عين الاعتبار.

وتعد سلالة "B.1.351"، التي ظهرت لأول مرة في جنوب إفريقيا، مثيرة للقلق بشكل خاص، إذ تحمل طفرة تساعدها على الهرب من استجابة الجسم المناعية لعدوى الفيروس.

كما تسبب سلالة "B.1.1.7"، الذي ظهرت لأول مرة في المملكة المتحدة، القلق أيضاً، إذ يبدو أن طفراتها تجعلها أكثر قابلية للانتقال، لذلك تنتشر بشكل أفضل، وقد تسبب أيضاً في مرض أكثر حدة.

وجد الباحثون أيضاً سلالات متحورة من فيروس كورونا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، طورت طفرات تساعدها على التهرب من جهاز المناعة.

وصرحت شركة "فايزر" وشريكتها "بيو إن تك"، يوم الخميس، أنهما بدأتا في اختبار مدى جودة إضافة جرعة ثالثة من اللقاح المعتمد الذي قد يحمي من السلالات المتحورة الجديدة.

وستنظر الدراسة في الأمان والاستجابة المناعية لجرعة معززة لما يصل إلى 144 مشاركاً من تجارب المرحلة الأولى في الولايات المتحدة، بما في ذلك مجموعة فرعية من كبار السن حتى سن 85 عاماً.

وأوضحت الشركتان أن ذلك سيشمل أيضاً اختبار مدى قدرة الأجسام المضادة الخاصة بالمشاركين على تحييد "السلالات المهمة" في المختبر.

وسيحصل المتطوعون على جرعة ثالثة ما بين 6 إلى 12 شهراً بعد الجرعتين السابقتين، وستكون الجرعة مطابقة لما هو مصرح به حالياً، أي 30 ميكروغراماً.

ومن جهته، قال الدكتور ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر"، في بيان: "هذه الدراسة المعززة مهمة لفهم مدى سلامة الجرعة الثالثة والفعالية ضد السلالات المنتشرة".

وبشكل منفصل، تجري "فايزر" و"بيو إن تك" مناقشات مستمرة مع السلطات التنظيمية حول احتمال اختبار لقاح معدل للحماية من السلالات المثيرة للقلق في دراسة المرحلة 1/2.

ومع ذلك، أشار بورلا إلى أن الشركة لم تشهد بعد أدلة دامغة على أن السلالات الجديدة من فيروس كورونا تقاوم لقاحها، على الرغم من أنها تتخذ خطوات للاستعداد.

بينما أعلنت شركة "مودرنا"، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، أنها أنتجت نسخة محدثة من لقاحها ضد "كوفيد-19" لمساعدتها على محاربة سلالة "B.1.351" التي ظهرت لأول مرة في جنوب إفريقيا.

وتم شحن الجرعات الأولية إلى المعاهد الوطنية للصحة لإجراء دراسة سريرية.

وسيتم تقييم لقاح "مودرنا" الجديد، المسمى "mRNA-1273.351"، كجرعة معززة للأشخاص الذين حصلوا على التطعيم ضد فيروس كورونا وكلقاح أساسي للأشخاص الذين لم يصابوا بفيروس كورونا ولم يتم تطعيمهم بعد.

وأشارت "مودرنا" إلى أنها ستقيم أيضاً جرعة معززة "متعددة التكافؤ" تجمع بين تركيبة اللقاح الجديدة واللقاح الحالي.

بالإضافة إلى ذلك، قالت الشركة إنها بدأت في اختبار ما إذا كانت جرعة ثالثة أقل من لقاح "كوفيد-19" الحالي يمكن أن تزيد المناعة ضد سلالات فيروس كورونا المثيرة للقلق حيث حصل بعض المشاركين في الدراسة بالفعل على جرعات ثالثة.

وقال ستيفان بانسيل، الرئيس التنفيذي لشركة "مودرنا"، في بيان "نحن نتحرك بسرعة لاختبار تحديثات اللقاحات التي تعالج السلالات الناشئة للفيروس في العيادة" 

وأكد بانسيل أن شركة "مودرنا" تلتزم بإجراء العديد من التحديثات على لقاحها حسب الضرورة حتى يتم السيطرة على الوباء، مضيفاً "نأمل أن نثبت أن الجرعات المعززة، إذا لزم الأمر، يمكن إجراؤها بمستويات جرعات أقل، مما سيتيح لنا تقديم المزيد من الجرعات إلى المجتمع العالمي في أواخر 2021 و 2022".

ولم تذكر "مودرنا" المدة التي تتوقع أن تستغرقها الدراسات، أو متى سيكون اللقاح الجديد متاحاً إذا حصل على تصريح الاستخدام.

ويستدعي لقاح "مودرنا" الحالي جرعتين 100 ميكروغرام متباعدتين لمدة شهر تقريباً، ويتم تقييم الجرعات المعززة الجديدة بنصف هذا المستوى وأقل.

وأعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يوم الاثنين، عن إرشادات جديدة من شأنها تبسيط وتسريع عملية تحديث اللقاحات لاستهداف السلالات المتحورة من فيروس كورونا.

وقدّر مسؤول في الوكالة أن هذا قد يشمل عدة مئات من الأفراد ويستغرق بضعة أشهر.

يستخدم لقاحا "مودرنا" و"فايزر" تقنية جديدة باستخدام الحمض النووي الريبوزي المرسال،  أو "mRNA"، والتي تتطلب ببساطة شيفرة جينية. ويهدف التصميم إلى تسهيل تحديث اللقاحات بسرعة، دون الحاجة إلى أشهر التحضير لتغيير لقاح الأنفلونزا، على سبيل المثال.