جزء كبير من معركة العديد من مرضى فيروس كورونا تكمن في إثبات أنهم مرضى

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة
جزء كبير من معركة العديد من مرضى فيروس كورونا تكمن في إثبات أنهم مرضى
Credit: PRAKASH MATHEMA

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أُصيب ليث هشمة بفيروس كورونا منذ مارس/آذار العام الماضي واستمر يعاني منه لأشهر. وأصابه ألم في الصدر ولم يكن يستطيع التركيز. والشاب الذي يبلغ من العمر 26 عاما، وهو عدّاء سابق، أنهكه التعب وضيق التنفس، وكان يكافح ليتحسن، ومع ذلك استمر الأطباء في إخباره أنه ببساطة لا يمكن أن يكون لا يزال مريضاً.

وقال هشمة: "كانوا يقولون لي إن كل شيء في رأسي". وبالنسبة له والعديد من الأشخاص الذين يعانون من أعراض طويلة الامد لمرض فيروس كورونا، فإن إثبات أنهم مرضى أصبح جزءًا كبيراً من محاولة التحسن.

والأعراض طويلة الأمد لفيروس كورونا والتي تُعرف أيضاً بمتلازمة ما بعد كوفيد، أصبحت مشكلة صحية عامة كبيرة وطويلة الأجل. ووفقاً لمسح أجراه مكتب المملكة المتحدة للإحصاءات الوطنية في مارس/آذار، فقد أبلغ ما يقرب من 700000 شخص في المملكة عن ظهور أعراض لمدة 3 أشهر على الأقل بعد الإصابة بالفيروس، وقد كان مرضهم يحد من أنشطتهم اليومية، واستمرت الأعراض لدى حوالي 70 ألف لأكثر من عام.

وأظهرت دراسة منفصلة نُشرت الشهر الماضي أن 7 من كل 10 أشخاص تم نقلهم إلى المستشفى بسبب الفيروس، ولم يتعافوا تماماً بعد 5 أشهر من خروجهم من المستشفى.

وبينما تصدرت الأرقام عناوين الصحف، إلا أنها لم تكن مفاجأة لأولئك الذين يعانون من الأعراض طويلة الأمد لمرض كوفيد وأطبائهم.

حوالي 10٪ يعانون على المدى الطويل

وكان الدكتور مانوج سيفان، الأستاذ المساعد والاستشاري في جامعة ليدز، يعلم أن الأوبئة السابقة كمرض السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية قد تركت بعض المرضى يعانون من متلازمات ما بعد الفيروس بعد فترة طويلة من إعلان انتهاء الأوبئة. وكان يرى الأنماط ذاتها مع فيروس كورونا.

وقال سيفان: "من المتوقع أن يتعافى أي شخص من كوفيد بشكل جيد في غضون 4 إلى 6 أسابيع. ويمكن أن تستمر الأعراض بعد ذلك لدى 10 إلى 20% من المرضى، وقد تستمر بعد 12 أسبوعاً لدى 10% عندما تصبح مشكلة حقيقية"، مضيفاً أنه على الرغم من اختلاف الأعراض من مريض لآخر، إلا أن هناك بعض الأعراض التي تبدو شائعة جداً وهي 5: التعب، وضيق التنفس، والألم، وضباب الدماغ والمشاكل النفسية.

ويعاني العديد من المرضى من أعراض مرتبطة بخلل الحركة، والذي ينتج عن خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي، وقد يشمل الخفقان، والدوخة، والمشاكل النفسية، مثل القلق، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة.

وأُصيب بعض الناس بطفح جلدي وتورم في المفاصل وبعضهم أصيب بحساسية جديدة.

والعدد الهائل من الأعراض المختلفة يجعل من المرض لفترة طويلة مشكلة صحية عامة مثيرة للقلق بشكل خاص.

الوباء الثاني

أُصيب أكثر من 133 مليون شخص في العالم بفيروس كورونا، وبينما أنه من غير الواضح عدد الأشخاص الذين يعانون من من الأعراض الطويلة لمرض كوفيد، يحذر خبراء الصحة العامة من "جائحة ثانية" للمرض طويل الأمد.

وقالت الدكتورة كلير راينر، طبيبة صحة متقاعدة، ومريضة بكوفيد-19 لفترة طويلة: "العدد هائل في المملكة المتحدة مقارنة بمعظم البلدان، ومن المفترض أن يكون لدينا أنظمة مطبقة، وإذا كنا نكافح، فالآثار المترتبة على البلدان الأقل ثراءً والبلدان النامية هائلة، ولا أعتقد حتى أنه يتم تسجيلها، لا نعرف عدد الأشخاص المصابين بالفيروس".

وأظهرت دراسة سابقة أن ما يصل إلى 1 من كل 3 مرضى بفيروس كورونا يعانون من أعراض صحية نفسية أو عصبية على المدى الطويل.

وقالت راينر إن هذا الجانب من الأعراض الطويلة الأمد لمرض كوفيد، هو الذي يمكن أن يكون مقلقاً بشكل خاص، لأنه يؤثر على قدرة الناس على العودة إلى العمل. وقالت إن العديد من مرضى كوفيد لفترة طويلة يعانون من صعوبات إدراكية مثل مشاكل الذاكرة، وصعوبات النطق، والقدرة على التركيز أو القراءة أو التخطيط ليومهم.