إليكم العوامل التي تؤدي إلى خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وتأثيرها ما بعد فترة الثلاثينيات من العمر

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ترتبط عوامل الخطر التي قد تؤدي لأمراض القلب الوعائية بضعف الأداء الإدراكي في الثلاثينيات، والأربعينيات، والخمسينيات من العمر، وفقاً لبحث جديد أُجري على الأطفال لثلاثة عقود.

وقال الباحثون إن الدراسة تسلط الضوء على تأثير خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية مدى الحياة على الدماغ في منتصف العمر.

وبحسب الدراسة التي نشرت يوم الإثنين في جمعية القلب الأمريكية لأمراض الدورة الدموية، ينخفض أداء الأشخاص في اختبارات الذاكرة والتفكير مع زيادة عوامل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية التي يعاني منها الشخص، مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول.

وقال كبير المسؤولين الطبيين في جمعية القلب الأمريكية، الدكتور إدواردو سانشيز، في بيان: "يعاني ثلث أطفال الولايات المتحدة من زيادة الوزن أو السمنة، ما يعرضهم لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم في مرحلة الطفولة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية في مرحلة البلوغ".

وقالت الدراسة إن مثل هذه الرؤى مهمة للاكتشاف المبكر والوقاية، حيث لا تتوفر حالياً أي علاجات لمرض الزهايمر أو الخرف.

وأوضحت المتحدثة باسم جمعية القلب الأمريكية، الدكتورة ثوي بوي، وهي المديرة الطبية المساعدة لقسم الطوارئ في رعاية الأطفال في أتلانتا: "إذا تمكنا من حل بعض هذه المشكلات في وقت مبكر، فقد ثبت أنها لا تؤدي فقط إلى حياة معرفية أفضل بكثير، بل تؤدي أيضاً إلى حياة أفضل للقلب والأوعية الدموية عندما تصل إلى منتصف العمر وما بعده".

ثلاثة عقود من الدراسة

وبدأ البحث في عام 1980 عندما اختير حوالي 3,600 من الذكور والإناث الفنلنديين بشكل عشوائي، وتتراوح أعمارهم بين 3 و18 عاماً، حتى يكونوا جزءاً من دراسة مخاطر القلب والأوعية الدموية لدى الفنلنديين الشباب.

وصُمم البحث لدراسة مخاطر القلب والأوعية الدموية منذ فترة الطفولة حتى فترة البلوغ. وتمت متابعة الأطفال كل ثلاث سنوات حتى سن 12 عاماً، ثم بشكل دوري على مدى 31 عاماً.

وفي كل زيارة، فحص الباحثون الوزن، والكوليسترول، وضغط الدم، ومستويات الأنسولين، مع النظر أيضاً في عوامل أخرى مثل التدخين، وتعاطي الكحول، والنظام الغذائي، والنشاط البدني.

وفي عام 2011، خضع أكثر من ألفين مشارك، يتراوح عمرهم بين 34 و 49 عاماً، لاختبار الوظيفة المعرفية الذي يقيس الذاكرة العرضية والذاكرة العاملة قصيرة المدى، ووقت رد الفعل، والمعالجة البصرية، والانتباه.

وكان أداء الأطفال، الذين يصابون بارتفاع ضغط الدم الانقباضي أو الكوليسترول الضار عند مرحلة بلوغهم، ضعيفاً في اختبارات الذاكرة والتعلم في منتصف العمر.

وكان لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة منذ فترة طفولتهم حتى بلوغهم سرعة معالجة بصرية أقل ومشاكل أكثر في الانتباه.

وسجل الأطفال، الذين لديهم عوامل الخطر الثلاثة وهي ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، والسمنة، نتائج ضعيفة في العديد من المجالات.

وكانت النتيجة ضعف في الذاكرة، ومعالجة بصرية سيئة، وانخفاض قدرتهم على الانتباه، مع إظهار ردود فعل بطيئة السرعة.

وقال المؤلف الأول، جوسو هاكالا، وهو طالب دكتوراه في طب القلب الوقائي بجامعة توركو في فنلندا، ببيان: "الأطفال الذين يعانون من عوامل خطر قلبية وعائية سلبية قد يستفيدون من التدخل المبكر وتعديلات في نمط الحياة".

وأوضح المؤلفون أن الدراسة كانت قائمة على الملاحظة، وبالتالي لا يمكنها تأكيد السبب والنتيجة دون المزيد من البحث، بالإضافة إلى أن جميع المشاركين كانوا من البشرة البيضاء، ولا يمكن أن يكون ذلك قابلاً للتعميم على جميع السكان.

التدخل في مرحلة الطفولة

وتنصح بوي بزيارة طبيب الأطفال إذا كنت قلقاً بشأن صحة طفلك الحالية والمستقبلية، حيث يمكنه التأكد من أن ضغط الدم، والوزن، والكوليسترول هو ضمن الحدود الطبيعية لأعمارهم.

وقالت بوي: "أطباء الأطفال هم حراس الوقاية.. يمكنهم تقديم أفكار ونصائح وإرشادات حول مقدار النشاط الذي يحتاجه طفلك أو الفاكهة والخضار التي يحتاج الأطفال إلى تناولها".

ويقول الخبراء إن الأمر متروك للوالدين لمساعدة أطفالهم في التغلب على تحديات الصحة البدنية مثل السمنة، من خلال كونهم قدوة للسلوك الصحي.

وفيما يلي بعض الإرشادات من جمعية القلب الأمريكية حول السلوكيات الصحية:

ممارسة الرياضة البدنية

يجب على الأطفال في سن ما قبل المدرسة تخصيص حوالي 3 ساعات يومياً للعب في الهواء الطلق، على سبيل المثال.

ويحتاج الأطفال الأكبر سناً إلى 60 دقيقة يومياً على الأقل من الأنشطة المعتدلة إلى الشديدة، مثل ركوب الدراجات، أو السباحة، أو التسلق السريع أعلى التل، أو المشاركة في الرياضات الجماعية مثل كرة القدم، أو الهوكي، أو كرة المضرب، أو كرة السلة.

الطعام الصحي

يتطلب الطفل، الذي يبلغ عمره عاماً واحداً، حوالي 900 سعرة حرارية في اليوم. ويجب أن تحصل الإناث على 1,800 سعرة حرارية في سن يتراوح بين 14 إلى 18 عاماً، و2,200 سعرة حرارية للذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً.

واحرص على اختيار مجموعة متنوعة من الخضار، والفاكهة، والمكسرات، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدهون، واللحوم، والأسماك الخالية من الدهون، بحسب قول جمعية القلب الأمريكية، وقلل من تناول الدهون المتحولة، واللحوم المصنعة، والمشروبات المحلاة.

وقت الشاشة

وتعزز جمعية القلب الأمريكية توصياتها الحالية للحد من وقت الشاشة للأطفال والمراهقين بما لا يزيد عن ساعة إلى ساعتين في اليوم.

ومن بين الأفكار الحالية لمساعدة الوالدين هي انخراط الأسرة بأكملها في ممارسة الأنشطة المختلفة، وجدولة نشاط بدني يومي، مع إزالة التلفزيون وأجهزة الهاتف المحمول من غرف النوم.

نشر