هل يرتبط لقاح فيروس كورونا بمشاكل القلب لدى صغار السن؟ خبراء الصحة يوضحون

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يشعر أطباء الأطفال بالقلق من أن أولياء الأمور قد يسيئون تفسير النتائج التي توصل إليها مستشارو المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عن التهاب عضلة القلب، ويخشون من تطعيم أطفالهم ضد "كوفيد-19".

والأسبوع الماضي، أصدر أعضاء اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً مفاده أنهم حققوا في تقارير عن مرض في القلب بين الأشخاص، ومعظمهم من المراهقين والشباب، الذين تلقوا لقاح "كوفيد-19".

وخلصت اللجنة إلى أن معدلات التهاب عضلة القلب لم تكن أعلى بين الأشخاص الذين تلقوا التطعيم.

وأوضح الدكتور ويليام شافنر، عضو في اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين، أن التحقيقات الدقيقة تشير إلى أن التهاب عضلة القلب لم يحدث بشكل متكرر بين الشباب الذين تلقوا التطعيم أكثر من الشباب الذين لم يتلقوا التطعيم.

وأضاف شافنر: "لذلك لا توجد علاقة سببية مع التطعيم".

ومن جانبه، أشار الدكتور بول أوفيت، اختصاصي الأمراض المعدية للأطفال بجامعة بنسلفانيا: "من المحتمل أن تصاب بالتهاب عضلة القلب إذا تلقيت التطعيم مقارنة بإذا لم تتلقاه، مضيفاً "هناك كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه ليست مشكلة وهناك كل الأسباب للاعتقاد بأن هذا ليس أمراً يجب أن يقلق أولياء الأمور بشأنه".

ولكن خبراء الأمراض المعدية للأطفال يشعرون بالقلق من أن أولياء الأمور سوف يسيئون فهم هذه البيانات.

وقال أوفيت، عضو اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة بإدارة الغذاء والدواء الأمريكية: "هذا يجعلني أشعر بالقلق من أن الناس سيشعرون بالخوف غير الضروري بشأن هذه اللقاحات".

ونشأ هذا القلق الأسبوع الماضي خلال مكالمة بين أعضاء اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين، وفقاً لما قاله شافنر.

وقال شافنر: "كان هناك قلق من أن يساء فهم هذا الأمر، وأن يعتقد الناس أن التهاب عضلة القلب مرتبط باللقاح".

التحقيق في تقارير الأحداث السلبية بعد التطعيم

وبالنسبة لجميع اللقاحات، وليس فقط تلك التي تحمي من "كوفيد-19"، تشجع كل من مراكز السيطرة على الأمراض وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية الاشخاص على الإبلاغ عن أي "حدث ضار" يقع عقب تلقي التطعيم.

وبعد تقديم التقارير إلى نظام الإبلاغ عن الأحداث الضائرة للقاح، تنظر مراكز السيطرة على الأمراض وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمعرفة ما إذا كان معدل الحدث الضار في هذه الحالة، أي التهاب عضلة القلب، أعلى من المتوقع.

ويشرح شافنر: "إذا حدثت هذه الأحداث بشكل متكرر لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أكثر ممن لم يتلقوا اللقاح، فهناك سبب للاعتقاد بأن ذلك قد يكون بسبب احتمال أن يكون اللقاح قد تسبب في حدوثه. ولكن إذا حدثت الحوادث بشكل مشابه لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح وغير الملقحين، فإن غالبية الحالات من المحتمل أنها كانت مجرد مصادفة وكان من الممكن أن تحدث على أي حال".

وفي بيانها على موقع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أوضحت اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين أن هناك "تقارير قليلة نسبياً عن التهاب عضلة القلب حتى الآن" وأن "معظم الحالات تبدو خفيفة"، ولكنها لم تذكر عدداً محدداً من الحالات.

وخلص البيان إلى أنه "ضمن أنظمة مراقبة السلامة في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، لم تختلف معدلات تقارير التهاب عضلة القلب في السجلات التي أعقبت التطعيم ضد "كوفيد-19" عن المعدلات الأساسية المتوقعة"، مضيفاً أن "عملية متابعة الحالات لا تزال مستمرة".

وفي بيان أُرسل لـCNN مساء الاثنين، أوضحت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن التقارير عن التهاب عضلة القلب "نادرة بالنظر إلى عدد جرعات اللقاح التي يتم تلقيها".

وتلقى حوالي 164 مليون شخص في الولايات المتحدة جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، وتلقى أكثر من 5 ملايين شخص تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً جرعتهم الأولى من اللقاح.

وأضاف البيان أن مراكز السيطرة على الأمراض وإدارة الغذاء والدواء سيواصلان "مراقبة وتقييم التقارير" عن التهاب عضلة القلب وكذلك التهاب التامور، وهو تورم الأنسجة المحيطة بالقلب.

وشجعت الوكالة مقدمي الرعاية الصحية على الإبلاغ عن حالات التهاب عضلة القلب بعد التطعيم.

وأكد البيان أن مراكز السيطرة على الأمراض تواصل التوصية بشدة على تلقي لقاح "كوفيد-19" للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أكثر نظراً لخطر الإصابة بمرض "كوفيد-19" والمضاعفات المرتبطة به والتي قد تكون خطيرة. 

واضاف البيان: "الحصول على التطعيم يعد أفضل طريقة لحمايتك أنت وعائلتك من كوفيد-19".

وغالباً ما يحدث التهاب عضلة القلب بسبب العدوى، وتكون المعدلات مرتفعة بشكل خاص في هذا الوقت من العام، عندما يكون فيروس كوكساكي، الذي يمكن أن يصيب القلب، أكثر شيوعاً، بحسب ما قاله أوفيت.

واستناداً إلى نحو 164 مليون شخص تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح ومعدلات التهاب عضلة القلب في الولايات المتحدة، فإنه من المتوقع أن ترى مئات حالات التهاب عضلة القلب كل شهر بين أولئك الذين تلقوا التطعيم، وفقاً لما قاله أوفيت، مؤكداً أن هذه الحالات ليست بسبب اللقاح، ولكنها مصادفة.

ومن جانبها قالت خبيرة الأمراض المعدية في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إن المجموعة ستواصل متابعة تحليل مراكز مكافحة الأمراض لحالات التهاب عضلة القلب بعد التطعيم.

وأكدت الدكتورة إيفون مالدونادو، رئيسة لجنة الأمراض المعدية التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، أنه يجب على أولياء الأمور أن يثقوا بأن أنظمة السلامة لدى مراكز السيطرة على الأمراض وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية تقوم بتسجيل أي آثار جانبية محتملة للقاح.