التزلج..هذا النوع من الرياضة يخفف من القلق إلى حد كبير..لماذا؟

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة
التزلج..هذا النوع من الرياضة يخفف من القلق إلى حد كبير
Credit: ULF Palm/Vasaloppet/Xinhua/Sipa USA

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ممارسة رياضة التزلج على الثلج، قد تكون بمثابة الرياضة الشتوية المفضّلة لدى البعض، وخصوصأ أنها تؤثر بشكل ايجابي على الصحة العقلية.

وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة "Frontiers in Psychiatry" أن المتزلجين كان لديهم خطر أقل بنسبة 60٪ للإصابة باضطرابات القلق، مقارنة بغير المتزلجين.

وكان خبراء الصحة العقلية قد اعتقدوا لسنوات خلت أنّ النشاط الجسدي يُعتبر "استراتيجية واعدة"، تساعد في تجنب القلق الذي يصيب نسبة 10% من سكان العالم.

ومع ذلك، كتب مؤلفو الدراسة الحالية، أن الأبحاث السابقة لم تكن حاسمة بشأن تأثير مقدار التمرين أو شدته أو مستوى اللياقة البدنية على خطر الإصابة باضطرابات القلق، وكيفية اختلاف هذه العلاقة بين الرجال والنساء.

واقترح بعض الباحثين أيضًا أن أي ارتباط بين مستويات النشاط البدني المرتفعة وانخفاض خطر الإصابة باضطراب القلق، قد يكون بسبب أعراض القلق غير المشخصة التي تمنع الأفراد الضعفاء من الانخراط في نشاط بدني.

وقارن المؤلفون 197685 شخصًا سويديًا شاركوا في سباق "Vasaloppet"، وهو أكبر سباق للتزلج لمسافات طويلة في العالم بطول 56 ميلًا (90 كيلومترًا) - بين عامي 1989 و 2010 ، مع 197684 بالغًا لديهم ملفات صحية مماثلة، لكنهم لم يمارسوا التزلج.

وتمتّع كل من شملته الدراسة، بصحة جيدة، إلا أنّ متزلجي "Vasaloppet" كانوا يمارسون عمومًا الرياضة بشكل أكبر خلال وقت فراغهم، ويدخنون أقل، ويتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا، وكان معدل الوفيات لديهم أقل من غير المتزلجين.

وبعد فترة متابعة متوسطة قدرها 10 سنوات، تم تشخيص 1649 مشاركًا بشكل عام باضطرابات القلق.

وقالت مؤلفة الدراسة مارتينا سفينسون، إن هذه النتابج لدى مقارنتها مع غير المتزلجين، كان لدى المتزلجين خطر أقل بنسبة 60٪ تقريبًا للإصابة باضطرابات القلق، بغض النظر عن مستوى التعليم، والعمر، والجنس.

وقالت سفينسون، وهي باحثة مشاركة أيضَا في مختبر التهاب الأعصاب التجريبي بجامعة "لوند" في السويد، إنه من بين المتزلجين الإناث "النساء ذوات الأداء العالي بدنيًا كنّ معرضات لخطر مضاعف تقريبًا للإصابة بالقلق مقارنة بالنساء ذوات الأداء المنخفض".

الفروقات بين النساء والرجال المتزلجين

أما المدة التي استغرقها المتزلجون لإنهاء السباق، والتي استخدمها المؤلفون كمقياس للأداء البدني، فلم تؤثر على خطر إصابة الرجال باضطرابات القلق.

وقالت سفينسون إنه على الرغم من هذه النتائج بين المتزلجات فإن "الخطر الإجمالي للإصابة بالقلق بين هؤلاء النساء ذوات الأداء العالي كان أقل مقارنة بالنساء غير النشطات بدنيًا في عموم السكان"، موضحة: "يبدو أن كلا الجنسين يستفيدان من ممارسة النشاط البدني، على الرغم من أن المستوى الأمثل قد يختلف بين الرجال والنساء"، ولافتة إلى أنه "يجب دراسة العوامل الكامنة وراء هذه الاختلافات بشكل أكبر".

ورأى الباحثون أنّ هذا التفاوت بين النساء والرجال لجهة تأثير الأداء البدني على خطر الإصابة بالقلق، قد يكون سببه الاستجابات الفيزيولوجية المختلفة للرياضة. وقد سجلت الأبحاث السابقة تعرّض النساء لضغط كبير وإرهاق بعد التمارين الرياضية.

وثمة تفسيرات أخرى تشير إلى عوامل نفسية مألوفة أكثر بين المتزلجات ذات الأداء المرتفع اللواتي يقلقن على مظهرهنّ وهو أمر شائع بينهنّ، فضلاً عن نظرتهنّ لأنفسهن لجهة مستوى اللياقة البدنية التي يتمتعن بها.

وهذا الأمر يدفع بهنّ لممارسة تمارين رياضية قصوى، ويزيد مستوى القلق لديهنّ. وتفيد الدراسة أن النساء ذات الأداء البدني العالي قد يعانين من قلق غير مشخّص لديهنّ سابقاً.

لم التوتّر لدى المتزلجين أقل من المتزلجات؟

ورأى البروفسور الفخري في قسم علم النفس في جامعة جورج "ماسن" في ولاية فيرجينيا الأمريكية، جايمس مادوكس، الذي لم يشارك في الدراسة، أن كتّاب الدراسة الجديدة أوردوا "العديد من التفسيرات المحتملة التي قد تكون مقنعة".

وأوضح مادوكس أنه "يمكن أن تكون التمارين إلهاءًا ذهنيًا عن الأفكار المقلقة"، مضيفًا: "نحن نعلم أيضًا أن التواجد في الطبيعة يعزز بشكل عام إحساسنا بالسعادة، لذا فإن التمارين التي تتم في الهواء الطلق، مثل التزلج في هذه الدراسة، يجب أن تكون مفيدة بشكل خاص".

أشار مادوكس إلى أنه "يمكن أن يؤدي الانخراط في التمارين الرياضية إلى الشعور بالإنجاز وإحساس أكبر بالكفاءة الذاتية (أو الثقة بالنفس) التي يمكن أن تؤدي إلى تقليل القلق".

وأظهرت إحدى الدراسات السابقة استجابة هورمون التوتر الأولي، الكورتيزول، بشكل غير طبيعي لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق المعمم، نظراً لمستويات الهورمون في الدم واللعاب المأخوذة بعد تعرّضهم للتوتر.

وفي هذا السياق، قال مادوكس إنّ "الأشخاص الذين يتمتعون باللياقة البدنية للقلب والأوعية الدموية العالية أو يمارسون الرياضة قبل تعرّضهم للتوتر يفرزون هرمون الكورتيزول على نحو أقل".

نشر