دراسات: المناعة ضد كورونا تتراجع بعد أشهر قليلة على تلقي "فايزر"

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة
الدراسات تؤكّد: الاستجابة المناعية إلى تراجع بعد أشهر قليلة على تلقي جرعتي "فايزر"
Credit: Photo by Daniel Pockett/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أكدت دراستان نُشرتا الأربعاء، أن الحماية المناعية الممنوحة من جرعتَي لقاح "فايزر" المضاد لـ"كوفيد-19" سجّلت تراجعًا بعد نحو شهرين، لكن الحماية من الإصابة بالمرض الشديد، أو الاستشفاء، أو الموت، ما زالت مرتفعة.

وتدعم الدراستان اللتان نُشرتا في المجلة العلمية "New England Journal of Medicine" الحجج القائلة بأنّه حتى الأشخاص الذين تلقّوا جرعتَي "فايزر"، عليهم توخي الحذر لعدم الإصابة بالفيروس.

وشملت الدراسة التي أُجريت في إسرائيل 4800 عامل في القطاع الصحي، وبيّنت تراجعًا سريعًا في معدّلات المضادات الحيوية بعد تلقي جرعتي اللقاح "خصوصًا لدى الملقحين الذكور، والفئة العمرية من عمر 65 عامًا وما فوق، والأشخاص الذين يعانون من إثباط مناعي".

وجاء في بيان صادر عن الدكتور جيلي ريجيب-يوشاي وزملائه "أشرفنا على هذه الدراسة الطوليّة التي شارك فيها العاملون في القطاع الصحي في مركز شيبا الطبي، وهو مركز طبي جامعي كبير في إسرائيل". وتبيّن أنّ مستويات ما يُعرف بالأجسام المضادة واسعة المدى مرتبطة بالحماية من الإصابة، غير أنّ هذه الدراسة ركّزت على معدّلات المضادات الحيوية.

ولفتت الدراسة إلى أنّ "الأبحاث المنشورة حول العديد من اللقاحات الأخرى مثل لقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية" (MMR)، سجّلت انخفاضًا بنسبة قليلة سنويّا في مستويات المضادات الحيوية واسعة المدى، تراوحت بين 5 و10%".

وقال الخبراء: "اكتشفنا أنّ هناك تراجعًا كبيرًا وسريعًا في الإستجابة المناعية الخلطيّة للقاح BNT162b2، خلال أشهر قليلة بعد تلقي اللقاح".

ولكن، الأشخاص الذين أصيبوا بـ"كوفيد-19" وتلقوا اللقاح بعد ذلك، يتمتّعون بمناعة تستمر لوقت أطول، وفقًا للدراسة.

وخلصت دراستهم إلى أن "الأدلة التي قامت دراستنا ودراسات أخرى بمراكمتها، تشير عمومًا إلى أن الاستجابة المناعية طويلة المدى، وفاعليّة اللقاح، هي أعلى لدى الأشخاص الذين سبق وأصيبوا بفيروس كورونا من أولئك الذين تلقوا الجرعتين".

وفي المقابل، بحثت دراسة ثانية من قطر في الإصابات الفعلية بين السكان الذين حصلوا على لقاحات عالية في تلك الدولة الخليجية الصغيرة. وحصل الناس هناك في الغالب على لقاح "فايزر/بيو إن تك" المعروف أيضًا باسم "BNT162b2".

وكتب الدكتور ليث أبو ردّاد من كلية "وايل كورنيل" للطب في قطر وفريقه، أنّ لقاح " BNT162b2" منح حماية سريعة ضد الإصابة عقب تلقي الجرعة الأولى، وبلغت الحماية ذروتها في الشهر الأول الذي يلي تلقي الجرعة الثانية، لكنّها بدأت بالتراجع في الأشهر التالية.

كما لاحظ الباحثون أنّ "التراجع في الحماية يتسارع بعد الشهر الرابع، ليصل إلى حدّه الأدنى بمعدل نسبته 20% في الأشهر اللاحقة". ورغم ذلك، فإن الحماية من الاستشفاء، وخطر الموت، حافظت على نسبة تفوق 90%.

وأوضح العلماء أنّ التراجع قد يكون مردّه الى سلوك الفرد. وِأشار هؤلاء في الدراسة إلى "أنّ الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، يُتوقّع أن يكون لديهم معدل احتكاك اجتماعي أعلى من الأشخاص غير المطعّمين، ويرجّح أن التزامهم بالتدابير الوقائية قد تدنّى".

وأضاف الباحثون أنّ "هذا السلوك قد يخفّف من فعالية اللقاح الحقيقية، مقارنة مع فعاليته البيولوجية، الأمر الذي قد يُفسّر سبب التراجع في الحماية".

وخلصت الدراسة إلى أنّ ذلك يعتبر مؤشّرًا للدول حتى تستعد لمواجهة موجة جديدة من "كوفيد-19". وجاء فيها أنّ "هذه الاكتشافات تدل على أن جزءًا كبيرًا من الأشخاص المطعّمين قد يخسرون حمايتهم من الإصابة في الأشهر المقبلة، الأمر الذي يزيد من احتمال حصول موجة جديدة من الجائحة".

وكانت شركة "فايزر"، قد كشفت عن تسجيلها تراجعًا في المناعة الممنوحة من الجرعتين الأوليتين للقاح بعد أشهر قليلة من تلقيهما. وقد تمكّنت من الحصول على إذن الاستخدام في الحالات الطارئة من إدارة الغذاء والدواء، لإعطاء جرعة معزّزة من لقاحها لبعض الفئات، بعد مرور ستة أشهر على تلقي هؤلاء الجرعتين الأوليتين.

وكانت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، قد أوصت بأن يتلقى الجرعة المعززة الأشخاص الذين يبلغون الـ 65 عامًا وما فوق، والأشخاص الذي يعانون من ظروف صحية قد تجعلهم معرّضين للإصابة بمرض شديد في حال التقاط فيروس كورونا، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة مثل العاملين في المراكز الصحية أو السجون.