هل أخطأت بأمر ما؟ 3 نصائح لاستعادة الثقة في العلاقات مع الآخرين

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة
استعادة ثقة الآخر بك ممكنة... من خلال نصائح ثلاث

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- نظرًا لأن الثقة أمر أساسي للعلاقات، فإن محاولة استعادة الشعور بمجرد فقدانه قد تبدو مستحيلة. ولكن إذا كنت الجاني في حالة انهيار الثقة بالعلاقة، فاعلم أن الأمل بترميمها ممكن.

وقالت كارين كوك، أستاذة علم الاجتماع في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية لـCNN، إنّ الثقة "غالبًا ما تُعرّف، ونوعًا ما بشكل مجرد، على أنها رغبة بأن نكون عرضة للآخر أو لمؤسسة، أو نتعامل معها على أنّها سمة من سمات العلاقة".

وترى الأستاذة ميشيل وليامز في "Tippie College of Business" في جامعة "Lowa"، أنّ أعلى درجات الثقة تتجسّد حين يُعوّل الآخر عليك كي تتصرّف بالنيابة عنه، أو لتحقيق مصالحه حتى عندما تكون الفرصة سانحة امامك للإفادة منه وحتى التسبّب بضرر له. مضيفة أنّ الثقة "تُسهّل عمليّتي التعاون والمشاركة".

وأوضحت ميشيل ويليامز، الأستاذة في كلية تيبي للأعمال في جامعة أيوا الأمريكية، أن أعلى مستوى من الثقة يعني أنه يمكن للأشخاص الاعتماد عليك للعمل نيابة عنهم أو لمصلحتهم الفضلى، حتى عندما تتاح لك الفرصة للاستفادة منهم أو إلحاق الضرر بهم، لافتة إلى أن "الثقة تُسهلّ عمليتي التعاون والمشاركة".

واستشهدت وليامز ببحث وُضع عام 1995، يبيّن أنّ الثقة تقوم على ثلاثة أسس: القدرة على إتمام أي مهمة أُوكلت إليك، والتعاطف مع الآخر أو الاهتمام لأمره أو حمايته، والنزاهة. أي التصرّف وفقًا لمجموعة قيم مُجمعٍ عليها".

وأوضحت كيوندرا جاكسون، المعالجة النفسية للأزواج والأسرة أنّه حين يفقد أحدهم الثقة بالآخر، قد يشكّك في نواياه الحسنة اللاحقة أو بمصداقيته. لافتة إلى أن انعدام الثقة في العلاقات العاطفية، قد تُضر بالتواصل العاطفي والجسدي بين الثنائي.

أما في مكان العمل، بحسب وليامز، فإن ثمن فقدان الثقة يُترجم بانقطاع في التواصل جرّاء المشاعر السلبية المتبادلة التي تؤدي إلى تجنّب التلاقي، ما يقف عائقًا أمام حل مشكلة عدم الثقة.

3 نصائح لاستعادة الثقة

التعاطف والاعتذار

وفي هذا الإطار، تُوضح دارلين لانسر، المعالجة النفسية للأزواج والأسرة في مدينة سانتا مونيكا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، أنّك إذا شعرت بالندم وترغب بالاعتذار، فيجب أن تعلم أن الأشخاص يختلفون، وبالتالي يختلف تقديم الاعتذار من شخص لآخر، مضيفة أن البعض "لا يهمّهم ما تريد قوله، بل يريدون أن يسمعوا كلمة: اعتذر منك"، ولافتة إلى أن "أشخاصًا آخرين لا يكترثون لذلك، بل يريدونك أن تُصغي إليهم، وتفهم ما يشعرون به. وأنّ ثمة فئة أخرى ستكتفي بالقول: حسنا، أرني ما لديك. لن آبه لما ستقوله.

وأشارت وليامز إلى أنّ من فقد الثقة بك "سيتّهمك بأنّك شخص غير موثوق به، فتسرع بالرد مدافعًا عن نفسك أنّ نواياك كانت سليمة، بدلًا من الاستماع إلى ما يريد قوله"، موضحة أنّ "هذا التعاطف مهم للغاية في كثير من الأحيان".

أما مفتاح إعادة بناء الثقة بحسب ما ذكرته وليامز، فقوامه الإصغاء الجيد للآخر بهدف فهم وجهة نظره ومشاعره، مشيرة إلى أنّ ذلك يجب أن يتم بعد وقت قصير من وقوع المشكلة.

وقالت وليامز إنه يجب الاستفهام من الشخص الآخر كيف ينظر إلى ما جرى، ولم هذا الأمر مؤلمًا بالنسبة إليه، لافتة إلى ضرورة التعاطف مع العناصر التي لم تتمكّن من رؤيتها من منظورك، والاعتذار عمّا آلمه من تصرّفك، فضلًا عن الإصغاء من دون مقاطعته، وطرح أسئلة عليه تساعدك على فهم مشاعره وأفكاره.

وقالت جاكسون إنه بعد الانتهاء من قول كل ما لديه، يمكنك مشاركته بما حدث من منظورك، والاعتراف بما فعلت بلا تقديم أعذار.

طريق اكتساب الثقة... طويل

والاعتذار هو خطوة أساسية، لكنه ليس عصًا سحرية ستُعيد العلاقة دومًا إلى ما كانت عليه في السابق، بشكل مباشر.

وأشارت وليامز إلى أنّ هناك "دراسة مهمة تتناول عدم التكافؤ في مستوى الثقة بين الطرفين"، للأستاذ بيتر كيم في جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية، حول إعادة بناء الثقة نُشرت عام 2009. وقالت إنّ "الفكرة حين يفقد شخص ثقته بالآخر، يصبح أكثر مقاومة لإعادة بنائها أكثر مِن مَن يسعى لذلك عادة، لأنه ينظر إليك الآن على أنك شخص قد يتسبّب له بالأذى".

وتنصح وليامز بالتالي، الاستمرار بالمحافظة على هذه العلاقة من خلال إظهار أنك جدير بالثقة، على نحوٍ منتظم، إذ سيُساعد ذلك في أن يُدخلك الآخر مجدّدًا إلى حياته. كما تنصح بعدم الاستسلام سريعًا، لأن الآخر سيحتاج وقتًا حتى يصدّق أن جهودك تجاهه حقيقية.

ولفتت جاكسون إلى أنّ الشخص الذي آذيته لا يتوجّب عليه مسامحتك أو الثقة بك مجدّدًا، إذا لم يرغب بذلك.

فرصة أخرى...

وقالت جاكسون إنّ أحد الأسباب الأساسية لعدم عودة مستوى الثقة إلى ما سبق عهده في العلاقة، مردّه إلى أن الجهد المبذول يتم من طرف واحد، موضحة أنه بالإمكان إصلاح ما شاب العلاقة من خلال بذل جهد من قبل الطرفين.

ونصحت وليامز أن يكون المرء مُستقبلًا للمبادرات التي يُطلقها الآخر لاستعادة ثقته به، آخذًا وجهة نظره بعين الاعتبار. وأضافت أنه "إذا كان ذلك ممكنًا، أنظر إليه على أنه اقترف أخطاءً بحقّك، وليس كأنه مذنب هدفه يقتصر على التسبّب بالأذى لك. فأنت أيضًا، في ظروف أخرى على الأرجح، أقدمت على أمور، أو اتخذت خيارات لم تراعِ فيها مشاعر الآخر إلى حد ما. عندما تُقر بذلك فإن ذلك سيساعدك لبناء الثقة مجددًا بينكما".

وأوضحت جاكسون أن "إعادة بناء الثقة هو أحد أصعب الأمور التي يختبرها غالبية الناس، لأنها تستهلك الكثير من الوقت". وأضافت: "التقيت بالكثير من الناس الذين يصرّون على إعادة بناء الثقة. إنّهم يبذلون جهدًا حقيقيًا لتحقيق ذلك. أحيانًا قد يحتاجون إلى مساعدة مهنية وأحيانا لا، فكلّ ذلك يتعلّق بالتصوّر الموضوع لتحقيق الهدف".

وخلصت إلى أنّ "ما أن تعود الأمور إلى نصابها، أشعر دومًا بأنّ هذه العلاقات ستكون أمتن ممّا كانت عليه سابقًا".